12-سبتمبر-2023
gettyimages

أدان تورك بشدة حقيقة أن العديد من المهاجرين واللاجئين يموتون "دون أن يلاحظهم أحد" (Getty)

سلّط مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الضوء على مجموعة واسعة من أزمات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، وذلك في كلمته في افتتاح الدورة الـ 54 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

وعبّر تورك عن صدمته من "سياسة اللامبالاة" في مواجهة أكثر من 2300 شخص تم الإبلاغ عن مقتلهم أو فقدهم في البحر الأبيض المتوسط هذا العام، "بما في ذلك فقدان أكثر من 600 شخص في غرق سفينة قبالة اليونان في حزيران/يونيو 2023".

وأدان تورك بشدة حقيقة أن العديد من المهاجرين واللاجئين يموتون "دون أن يلاحظهم أحد" في قناة المانش في أوروبا، وفي خليج البنغال، وعلى الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك وبحر الكاريبي وعند الحدود السعودية، مشيرًا إلى أنّ مكتبه "يسعى إلى الحصول على توضيحات عاجلة بشأن مزاعم القتل وسوء المعاملة".

عبّر تورك عن صدمته من "سياسة اللامبالاة" في مواجهة أكثر من 2300 شخص تم الإبلاغ عن مقتلهم أو فقدهم في البحر الأبيض المتوسط هذا العام

المساءلة البيئية

طرح المفوض السامي لحقوق الإنسان بقوة موضوع التغير المناخي وتأثيراته الكارثية على حقوق الإنسان، مشدّدًا على ضرورة محاربة ثقافة إفلات "أولئك الذين ينهبون بيئتنا" من العقاب. لافتًا الانتباه إلى أنّ "تغيّر المناخ يدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة، ويدمّر آمالًا وفرصًا ومنازلًا وأرواحًا".

وتابع تورك: "لا نحتاج إلى مزيد من التحذيرات. المستقبل الديستوبي قد وصل بالفعل. نحتاج إلى اتّخاذ إجراءات عاجلة حالًا".

ودعا تورك أيضًا إلى "عمل مناخي ممول بشكل فعال وقائم على حقوق الإنسان" لمساعدة البلدان النامية على التكيف مع آثار تغير المناخ، الذي لم تساهم فيه إلا قليلًا، وتعويض الأضرار التي لحقت بها.

وشدد تورك على الحاجة إلى "التخلص التدريجي السريع والعادل من الوقود الأحفوري" ورحب بالنظر في التدابير اللازمة لضمان "المساءلة عن الأضرار البيئية"، مثل الاقتراح بإدراج جريمة "الإبادة البيئية" الدولية في نظام روما الأساسي الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية.

وفي سياق متصل، أكد المفوض السامي لحقوق الإنسان أنه خلال سنوات خدمته في الأمم المتحدة، أصبح من الواضح له أن قضايا التنمية "تكمن وراء كل التحديات التي نواجهها تقريبًا".

قائلًا "إن عدم ترك أحد خلف الركب ليس شعارًا فارغًا. إنها خطة عمل لحقوق الإنسان تشمل كامل نطاق حقوق الإنسان".

دعا تورك أيضًا إلى "عمل مناخي ممول بشكل فعال وقائم على حقوق الإنسان" لمساعدة البلدان النامية على التكيف مع آثار تغير المناخ، الذي لم تساهم فيه إلا قليلً

وأعرب عن أسفه لحقيقة أن العالم "يخون وعده" بالقضاء على الجوع والفقر بحلول عام 2030.

وقال تورك إنه من المتوقع أن يعاني حوالي 600 مليون شخص من نقص التغذية المزمن في نهاية العقد وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، على الرغم من الموارد المالية والتكنولوجية الهائلة المتاحة لنا.

وشدد أيضًا على أن 1.2 مليار شخص، نصفهم تقريبًا من الأطفال، يعيشون الآن في "فقر حاد متعدد الأبعاد" ويواجهون خطر الانضمام إلى ملايين آخرين نتيجة لتغير المناخ، كما توقع البنك الدولي. وأضاف: "هذا فشل جماعي فظيع في مجال حقوق الإنسان".