22-ديسمبر-2020

تصميم تعبيري (Getty)

انتشرت الأخبار المزيفة "fake news" بشكل كبير واستثنائي في العام 2020. وساهمت عوامل عديدة في انتشار هذا النوع من الأخبار، أبرزها تفشّي وباء كورونا، وما تمخّض عنه من إشاعات حول اللقاحات والأعشاب الشافية منه وأعداد الإصابات والمعلومات الطبية المغلوطة. كما امتدت الأخبار المزيفة، كالعادة، لتشمل الشخصيات العامة، ونجوم الفن والرياضة. ليقع الكثير من المتابعين في فخ هذه الأخبار، ويقومون بنشرها وتداولها بدون التأكد منها.

من أبرز الأخبار المزيفة التي انتشرت خلال سنة 2020 كان خبر تسبب بيل غيتس بانتشار فيروس كورونا

تختلف الأسباب التي تدفع الأفراد أو التنظيمات والشبكات لتلفيق ونشر أخبار مزيفة. فقد يكون الدافع هو التسلية فقط، وقد يكون أحيانًا بهدف تشويه سمعة شخصية عامة ما، أو بهدف الترويج لسلعة أو لفكرة معينة.

اقرأ/ي أيضًا: الكلمات المتقاطعة.. رياضة ذهنية مسلية ومفيدة لها يوم عالمي

أبرز أخبار 2020 المزيفة

مع بدء انتشار فيروس كورونا، ظهرت إلى العلن أخبار تربط الفيروس ببيل غيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت، وتتهمّه بشكل مباشر بالتسبب في ظهور هذا الفيروس، بهدف تحقيق مكاسب مادية لشركته. وقد تكرّرت هذه الأخبار أكثر من 1.2 مليون مرة على شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي. بدأت هذه القصة مع تلفيق وفبركة فيديو لبيل غيتس، بعد قص ولصق عدد من المقاطع له من فيديوهات مختلفة، ليظهر وكأنه كان يعلم سلفًا بوجود هذا الفيروس. الفيديو المفبرك حصل على أكثر من 5 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب، وتمت مشاركته على موقع فايسبوك أكثر من 16000 ألف مرة.

وبعد وفاة أسطورة كرة القدم مارادونا، انتشرت أخبار تتحدث عن أن اللاعب مات اغتيالًا ، من خلال إدخال مواد سامة إلى جسمه بشكل متعمّد. ليتبين لاحقًا أنها مجرد إشاعات، بعد صدور القرار النهائي الذي أكّد أنه مات خلال نومه، لأسباب طبيعية، بعد توقف قلبه عن العمل. 

أما في العالم العربي، فلا يكاد يمرّ يوم لا نسمع فيه إشاعات عن موت هذا الفنان، أو تلك الشخصية السياسية. يختار مصطادو هذه الأخبار شخصية مثيرة للجدل بهدف الحصول على أكبر قدر ممكن من التفاعل. ومن أكثر الشخصيات التي تُحاك الأخبار المزيفة حول موتها مؤخرًا، هو الفنان السوري الموالي للنظام دريد لحام، حيث تظهر كل فترة أخبارًا مفبركة منسوبة زورًا إلى وكالات أنباء رسمية تفيد بوفاته. ينتشر الخبر كالنار في الهشيم، وتنقسم حوله الصفحات الموالية والمعارضة، قبل أن يتبين أن الخبر عار من الصحة. وآخر هذه الإشاعات كان قبل أسبوعين تقريبًا، عندما انتشر الخبر، قبل أن تخرج إبنة دريد لحام وتؤكّد بنفسها أن والدها بخير.

اقرأ/ي أيضًا: 6 من أشهر الإعلانات في عام 2020 على علاقة بكورونا

وفي منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، تصدّر خبر شائعة وفاة الفنان المصري عادل إمام، محركات البحث على شبكة الإنترنت في مصر، قبل أن يتبيّن أن الخبر مفبرك. وهذه  ليست المرة الأولى التي يتمّ تداول خبر موت عادل إمام، بل إن الأمر تكرّر بشكل مستمر لدرجة جعلته يخرج ويصرّح مازحًا في أحد اللقاءات: "عاوزيني أموت ليه؟". 

يجعل التطور التكنولوجي انتقال الأخبار وتداولها أسرع وأسهل كمًا وكيفًا، ومع وجود ظرف عالمي كجائحة كورونا تصبح مهمة انتشار الأخبار الزائفة والشائعات أسهل وأكثر خطورة

ولدى الإعلان عن وفاة وزير خارجية سوريا وليد المعلم، تردّد كثيرون قبل تصديق الخبر، على اعتبار أنها ليست المرة الأولى التي تنتشر أخبار عن وفاته، ليتبيّن لاحقًا أن الخبر الصحيح هذه المرة. 

أما في لبنان، فقد انتشر خبر على وسائل التواصل الاجتماعي، منسوب إلى قناة lbc  التلفزيونية، حول نقل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى إحدى مستشفيات بيروت بعد تدهور صحته، ليتبيّن لاحقًأ أن الخبر غير صحيح. 

وآخر صيحات عالم الإشاعات في لبنان فكانت في الساعات الأخيرة، بعد انتشار فيديو لمشادة كلامية في الشارع في الأورغواي، تحولت إلى إطلاق نار. ظنّ البعض أن الحادثة وقعت في لبنان، وقام البعض، عن حسن نية، أو بهدف السخرية من القوى الأمنية اللبنانية، بإرسال إشعارات إلى الأمن الداخلي حول الموضوع، لتقوم الصفحة الرسمية لهذه القوى بتكذيب الخبر عبر صفحتها على تويتر.

ليبدو أن شكل تداول الأخبار يصبح أكثر تعقيدًا بخصوص التفريق بين الصحيح والزائف منها. خاصة مع التطور التكنولوجي الذي يجعل انتقال الأخبار وتداولها أسرع وأسهل كمًا وكيفًا، ووجود ظرف عالمي كجائحة كورونا يسهل أيضًا من مهمة الأخبار الزائفة والشائعات. وهذا ما يجعل المؤسسات الصحفية والجهات الرسمية أمام مسؤولية متنامية في محاربة هذا الشكل من الخداع والتضليل الذي قد يؤدي إلى كوارث في بعض الحالات. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

بين التجاهل والاستعراض الإعلامي.. أمثلة على تعاطي قادة دول مع إصابتهم بكورونا

ما حقيقة خبر اختراق حساب دونالد ترامب في تويتر؟