08-ديسمبر-2021

(Getty Images)

ألترا صوت-فريق التحرير

أفادت إذاعة آر.تي.إل الفرنسية مساء أمس  الثلاثاء أن السلطات الفرنسية اعتقلت السعودي خالد العتيبي أحد المشتبه بهم  ضمن الفريق الذي اغتال الصحافي جمال خاشقجي في العام 2018. وقالت الإذاعة إنه تم اعتقال خالد بن عائض العتيبي البالغ من العمر 33 عامًا والعضو السابق في الحرس الملكي السعودي صباح الثلاثاء في مطار شارل ديغول أثناء استعداده للمغادرة إلى الرياض، وأوضحت الإذاعة الفرنسية أن العتيبي مطلوب من قبل الإنتربول بعد مذكرة توقيف صادره بحقه.

أوضحت الإذاعة الفرنسية أن العتيبي مطلوب من قبل الإنتربول بعد مذكرة توقيف صادره بحقه

وفي وقت لاحق أكد مصدر في الشرطة الفرنسية نبأ الاعتقال، مشيرًا إلى أن المعتقل كان على قائمة فرنسية بالمطلوبين والتحرك الفرنسي جاء بناءً على مذكرة اعتقال أصدرتها تركيا في العام 2019.

وتحدث مصدر قضائي أن العتيبي وضع في الحبس الاحتياطي، وتسعى شرطة الحدود لتأكيد بشكل خاص من هويته بشكل نهائي. وأوضح المصدر أن المشتبه به سيبقى في الحبس الاحتياطي وسيمثل اليوم الأربعاء أمام النيابة العامة في محكمة الاستئناف في باريس حيث سيبلغ بمذكرة توقيفه. وأشار المصدر القضائي الفرنسي أن المشتبه به يمكن أن يرفض تسليمه إلى تركيا، وفي هذه الحالة  قد يطلب القضاء الفرنسي منه أن يبقى في فرنسا حراً تحت رقابة قضائية أو قيد التسليم إلى أن تطلب تركيا تسليمه في الأسابيع القادمة وعلى محكمة الاستئناف أن تفصل في طلب التسليم.

وفي أول رد فعل رسمي سعودي على حادثة التوقيف نفى مسؤول سعودي صحة الأخبار التي تناقلتها وسائل إعلام فرنسية بخصوص اعتقال أحد المتهمين بقتل الصحفي جمال خاشقجي. وقال المسؤول  بأن تقارير وسائل الإعلام عن اعتقال مشتبه به في باريس "حالة خطأ في تحديد الهوية"، مؤكدًا أن من أدينوا بجريمة قتل خاشقجي يقضون حاليًا عقوباتهم في المملكة.

وفي وقت لاحق أكدت سفارة المملكة العربية السعودية  لدى فرنسا في بيان لها نشر على صفحتها في تويتر مساء الثلاثاء أن المواطن المعتقل في باريس بتهمة ضلوعه في مقتل الصحفي جمال خاشقجي لا علاقة له بالواقعة، وطالبت السفارة بإطلاق سراحه فورًا، وأضافت أن "ما تم تداوله في وسائل الإعلام حول توقيف مواطن سعودي يشتبه به في قضية المواطن جمال خاشقجي غير صحيح"، وشددت في بيانها على أن القضاء السعودي قد اتخذ أحكامًا حيال كل من ثبت مشاركته في قضية خاشقجي، وهم يقضون عقوبتهم في المملكة.

من جهته علق النائب الأمريكي ورئيس لجنة الاستخبارات التابعة للكونغرس آدم شيف على إعلان فرنسا إلقاءها القبض على أحد المشتبه بهم في قضية مقتل الإعلامي السعودي بالقول "جمال خاشقجي قُتل منذ أكثر من 3 سنوات، رغم اعتقال اليوم، لم تتحقق العدالة الحقيقية بعد..". وأضاف في تغريدة نشرها على حسابه في تويتر "لا يمكننا أن نرتاح حتى نحمّل المسؤولية الكاملة.. يجب على أمريكا وحلفائها الديمقراطيين الحفاظ على التزامنا بمحاسبة القيادة السعودية على مقتله".

 

 

وتأتي عملية الاعتقال بعد أيام قليلة على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمملكة العربية السعودية ولقائه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جدة، وقد قال ماكرون بعد نهاية اللقاء "تحدثنا عن كل شيء دون أي قيود، ومن المؤكد أننا تمكنا من إثارة ملف حقوق الإنسان، وكان ذلك تبادلًا مباشرًا". وأضاف "الأسابيع والأشهر القليلة القادمة ستسمح لنا بمعرفة ما إذا كنا نتقدم في هذا الملف". وفي معرض تبريره للقاء كأول مسؤول غربي رفيع المستوى يلتقى ولي العهد أشار الرئيس الفرنسي أن "الحوار مع السعودية ضرورة لثقلها الديمغرافي والاقتصادي والتاريخي والديني".

يشار إلى أن الصحفي جمال خاشقجي المقرب سابقًا من القيادة السعودية قد اغتيل في مقر القنصلية السعودية في إسطنبول في تشرين الأول/أكتوبر 2018 على يد فريق أمني قدم من المملكة، وقام الفريق بخنقه وتقطيع جثته التي لم يُعثر عليها.

الصحفي جمال خاشقجي المقرب سابقًا من القيادة السعودية قد اغتيل في مقر القنصلية السعودية في إسطنبول في تشرين الأول/أكتوبر 2018

وفي بادئ الأمر أنكرت الرياض حصول عملية الاغتيال إلا أنها عادت وأقرت بأن خاشقجي قُتل على أيدي عملاء تصرفوا من تلقاء أنفسهم. وتحت ضغط كبير من العواصم الغربية ومن الولايات المتحدة الأمريكية حاكمت الرياض في محكمة غير علنية بعضًا ممن شاركوا في عملية الاغتيال وأصدرت أحكام بالإعدام على خمسة منهم دون ان تكشف على هويتهم، وعلى ثلاثة آخرين بعقوبات طويلة بالسجن، وبعد تسعة أشهر ألغت المحكمة أحكام الإعدام واستبدلتها بعقوبات تصل إلى السجن لعشرين عامًا.

إطلاق سراح و"تشابه أسماء" 

وقد أعلنت مصادر أمنية فرنسية إطلاق سراح خالد العتيبي، مؤكدة أن هناك "تشابه أسماء"، كما أعلن المدعي العام في باريس أمس الأربعاء أن السعودي الذي أوقف الثلاثاء للاشتباه بأنه أحد الضالعين في جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في العام 2018، ليس المشتبه به الذي تلاحقه تركيا وأنه أطلق سراحه. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تقرير: الإمارات والسعودية تسعيان لمنافسة الدور القطري في أفغانستان

ماكرون في الخليج.. عين على صفقات الأسلحة مع السعودية والإمارات