26-نوفمبر-2019

تمارس أحزاب السلطة ضغطًا على الشارع اللبناني بالتلويح بالعنف (Getty)

عادت من جديد الاعتداءات من جانب مؤيدي حزب الله وحركة أمل مساء الإثنين بعد أن كانت الأجواء قد هدأت في الصباح. ومن جديد عادت الدراجات النارية التي تحمل أعلام الحزبين تجوب شوارع وساحات لبنان قبل أن تهاجم عددًا من أماكن التظاهر وتقوم بالاعتداء على المعتصمين.

راح بعض الناشطين إلى التحذير من أن هناك مساعيًا من قبل بعد أحزاب السلطة، لدفع مناصريهم ضد الاحتجاجات، في محاولة لفرض حالة من الاستقطاب قد تجر البلاد إلى اقتتال أهلي

في صور، جنوب شرق لبنان، جابت مسيرة ضخمة من السيارات والدراجات النارية شوارع المدينة مرددة هتافات مؤيدة لرئيس حركة أمل، نبيه برّي، والأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، قبل أن تقوم بالهجوم على ساحة العلم، وهي مكان تجمع واعتصام الثوار بالمدينة، وتقوم بحرق بعض الخيام وتعليق صور الزعيمين وأعلام الحزب والحركة وإطلاق الأعيرة النارية في الهواء، مما استدعى تدخل قوة ضخمة من عناصر الجيش اللبناني قبل أن يحضر بعض قيادات الحزب والحركة في المدينة ويقوموا بإبعاد أنصارهم والتعهد بعدم الاعتداء على المعتصمين مرة أخرى.

 

وفي بيروت، اشتدت حدة الاحتقان بين أنصار التيارات السياسية المختلفة، حيث خرجت مسيرة ضخمة من أنصار الثنائي الشيعي من منطقة الضاحية الجنوبية، وجابت شوارع العاصمة مرددين هتافات تُطالب بإعادة موقعة "7 أيار" من جديد وهتافات مؤيدة للزعيمين نصر الله وبرّي ومناهضة للثورة، وقاموا بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء، وهو ما تزامن مع مسيرة أخرى لأنصار تيار المستقبل قاموا خلالها بالهتاف للحريري وضد الثنائي الشيعي، إلا أن قيادة التيار قد أصدرت أمرًا لأتباعه بعدم الخروج أو عقد أية مسيرات أو الاشتباك مع أحد.وكانت شائعات قد سرت على مواقع التواصل الاجتماعي تُفيد بمقتل القيادي بتيار المستقبل، محمد بنوت، إلا أنه سرعان ما خرج القيادي خلال مقطع فيديو ينفي تلك الشائعات ويؤكد على أن تعليمات داخلية قد وردت من سعد الحريري، زعيم التيار، بوقف التصعيد الكلامي مع أنصار الحزب والحركة وإيقاف جميع التحركات والمسيرات في بيروت أو خارجها. وكانت بعض مناطق سيطرة التيار مثل قصقص والكولا قد شهدت تجمهرًا لأنصار حزب الله وأمل قاموا خلاله بإطلاق الرصاص في الهواء، سرعان ما رد عليه آخرون برصاص مماثل في الهواء استدعى حضور قوات من الجيش قبل أن تُكمل مسيرة أنصار حزب الله وحركة أمل حركتها إلى وسط بيروت، والتوجه إلى جسر الرينغ وساحة الشهداء.

اقرأ/ي أيضًا: "زعران" أمل وحزب الله يحولون بيروت إلى ساحة حرب

وقد تزامنت الاشتباكات بين أنصار حزب الله وأمل والمتظاهرين مع أخبار تُفيد بوصول المفاوضات بين السُلطة وسعد الحريري إلى طريق مسدود، حيث خرجت بعض المصادر المُقربة من الفرقاء السياسيين تُفيد بأن الحريري قد اشترط لتوليه رئاسة الحكومة أن تكون حكومة تكنوقراط وعدم اشتراك أحزاب السُلطة، خاصة حزب الله في التشكيل الحكومي، مع تمسك شركاء السُلطة في التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل بتولي الحريري رئاسة الحكومة أو تسمية شخصية أخرى لرئاستها.

وعلى صعيد آخر، فقد شهدت مدينة طرابلس، شمال لبنان، مسيرات ومظاهرات مناهضة لحزب الله وحركة أمل تنديدًا بالاعتداءات التي تتم من أنصارهما على المعتصمين والمتظاهرين في بيروت وصور والنبطية، وقاموا خلالها بقطع الطريق وترديد هتافات مناهضة لحزب الله وأمينه العام.

شهدت مدينة طرابلس، شمال لبنان، مسيرات ومظاهرات مناهضة لحزب الله وحركة أمل تنديدًا بالاعتداءات التي تتم من أنصارهما على المعتصمين والمتظاهرين

فيما راح بعض الناشطين إلى التحذير من أن هناك مساعيًا من قبل بعد أحزاب السلطة، لدفع مناصريهم ضد الاحتجاجات، في محاولة لفرض حالة من الاستقطاب قد تجر البلاد إلى اقتتال أهلي يسعى المحتجون إلى تجنبه.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

عنف واعتداءات وحشية على المحتجين.. "زعران" حزب الله مجددًا