25-نوفمبر-2019

هاجم أنصار حزب الله وحركة أمل المحتجين في بيروت (Getty)

لم تكد تمر فعاليات أربعين الانتفاضة اللبنانية والذي خصصه الثوار للمطالبة بالإسراع في تشكيل الحكومة تحت شعار "أحد التكليف" حتى شهد جسر الرينغ بوسط العاصمة بيروت هجومًا كاسحًا من أنصار حزب الله وحركة أمل على المتظاهرين حول الجسر إلى ساحة حرب استمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين.

شهد جسر الرينغ بوسط العاصمة بيروت هجومًا كاسحًا من أنصار حزب الله وحركة أمل على المتظاهرين حول الجسر إلى ساحة حرب

وشهدت العديد من المناطق اللبنانية، أمس الأحد، احتجاجات اليوم الأربعين للانتفاضة التي اندلعت في السابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وهو اليوم الذي خصصه الثوار للمطالبة بتسريع الإعلان عن التشكيل الحكومي وبدء الاستشارات النيابية المُلزمة لهذا التشكيل، حيث انطلقت المظاهرات في قلب العاصمة بيروت واحتشد آلاف المتظاهرين في ساحتي الشهداء ورياض الصُلح، كما تجمهر الآلاف في طرابلس، شمال لبنان، مُطلقين قافلة مراكب وسُفن للثورة تحمل الأعلام اللبنانية، بالإضافة إلى "فطور الثورة الجماعي" الذي نظّمه الثوار بمنطقة صيدا جنوب العاصمة بيروت، ومظاهرات أخرى بالنبطية وقرى ومُدن الجنوب اللبناني، كما شهد مُحيط السفارة الأمريكية بعكار احتشاد المواطنين المُطالبين بعدم التدخل الأمريكي في الشأن اللبناني.

اقرأ/ي أيضًا: "زعران" أمل وحزب الله يحولون بيروت إلى ساحة حرب

وقبل انتهاء فعاليات أحد التكليف وبعد أن قرر عدد من المتظاهرين قطع الطُرق في تلك المناطق السالف ذكرها وفي قرابة الساعة الحادية عشر مساءً، انطلقت مسيرة ضخمة من أنصار حزب الله وحركة أمل على الدراجات النارية خارجين من مناطق الضاحية الجنوبية والغبيري والشياح وخندق الغميق حاملين أعلام الثنائي الشيعي ومرددين هتافات عدائية ضد الثورة وأخرى مناصرة للزعيمين حسن نصر الله ونبيه بري.

فور وصول مسيرة الدراجات النارية اشتبك عدد من أنصار الثنائي الشيعي مع بعض الثوار بالقرب من ساحات الاعتصام بدعوى أنهم قاموا بسب الزعيمين، وسرعان ما انطلق هؤلاء الأنصار نحو المعتصمين فوق جسر الرينغ وقاموا بالاعتداء عليهم بالعصيّ والحجارة وتكسير الخيم، ثم قاموا بالانتقال إلى ساحة رياض الصُلح للاعتداء على المعتصمين فيها حتى تحول قلب بيروت إلى ساحة حرب نتج عنها العديد من الإصابات والجروح للمتظاهرين، كان من بينها اعتداء على أحد المتظاهرين بسكين في ظهره سرعان ما نقلته سيارة إسعاف إلى أحد المستشفيات.

وبعد دقائق من نشوب الاشتباكات العنيفة وإمطار المتظاهرين بالحجارة وصلت قافلة ضخمة من قوات الجيش اللبناني وأخرى من قوات مكافحة الشغب التابعة للشرطة في محاولة لتفريق الطرفين، إلا أن الاشتباكات قد استمرت حتى بعد فصل الطرفين عن بعضهم حيث تسلل مناصرو الأحزاب إلى طرف الثوار عدة مرات، وقاموا برشقهم بالحجارة والاعتداء عليهم، واستمرت حالة الكر والفر عدة ساعات حتى فجر اليوم الإثنين. وبعد أن وقفت مجموعتان من قوات الأمن فاصلين بين شطري الاشتباك ردد الثوار شعارات ضد حزب الله مُتهمينه بالإرهاب وشعارات أخرى ضد نبيه برّي متهمينه بالفساد، على وقع قرع الطناجر، بينما ردد أنصار الأحزاب هتافات ضد الثورة والثوار، إلى أن قامت قوات مكافحة الشغب بتفريق الجموع مُطلقة قنابل الغاز المسيل للدموع.

وقد شهدت تلك الاشتباكات اعتداءات على بعض الإعلاميين والصحفيين من القنوات اللبنانية، وسرقة الهاتف المحمول من الإعلامية ديما صادق، كما أطلق بعض أنصار الأحزاب قنابل صوتية لتخويف المتظاهرين الذين ردوا عليهم بإطلاق بعض الألعاب النارية نحوهم، كما قاموا بأخذ دراجة نارية تابعة لأحد أنصار الثنائي الشيعي وقاموا بحرقها فوق الجسر.

ومع تزايد الأخبار عن تلك الاشتباكات، تجمهر العشرات من المتظاهرين في طرابلس وعكار وصيدا وقاموا بقطع الطُرقات تنديدًا بالاعتداء على المتظاهرين، بينما قام آخرون بتنظيم قافلة منهم للانطلاق إلى بيروت لمناصرة المتظاهرين هناك، حيث انطلقت السيارات من طرابلس وعكار ثم تجمعوا عند جسر جل الديب قبل الانطلاق إلى جسر الرينغ وساحة رياض الصُلح للانضمام إلى المعتصمين هناك.

شهد العديد من المناطق اللبنانية، أمس الأحد، احتجاجات اليوم الأربعين للانتفاضة، وهو اليوم الذي خصصه الثوار للمطالبة بتسريع الإعلان عن التشكيل الحكومي

وبعد تفريق أنصار الأحزاب من فوق جسر الرينغ تواردت أخبار عن وجود عشرات من أنصار تيار المستقبل بمنطقة قصقص جنوب شرق بيروت وقاموا بقطع الطُرق مُنددين بالاعتداء على المتظاهرين، ومتوعدين أصحاب الدراجات النارية وهم عائدين إلى الضاحية الجنوبية بالاعتداء عليهم، إلا أنه لم ترد أية أخبار عن وقوع اشتباكات في تلك المنطقة بينما استمر قطع الطريق فيها حتى صباح اليوم الإثنين.