08-يونيو-2023
تتوسع رقعة المعارك في السودان (GETTY)

تهدف الاشتباكات الحالية للسيطرة على مواقع هامة بالعاصمة السودانية (GETTY)

اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الخميس، مما أدى إلى نشوب حرائق في مستودعات الوقود والغاز، في منطقة الشجرة، حيث شهدت المنطقة اشتباكات واسعة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، مع استخدام السلاح المدفعي، بالإضافة إلى تحليق مكثف للطائرات.

يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اشتباكات عنيفة منذ مساء الثلاثاء، للسيطرة على معسكر اليرموك ومستودعات الوقود القريبة منه

وتواصلت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حول معسكر اليرموك للصناعات الدفاعية، الذي يعتقد أنه يحتوي على مخزونات كبيرة من الأسلحة، فيما تضاربت الأنباء حول الجهة التي تسيطر على المعسكر، فقد بثت قوات الدعم السريع مقاطع مرئية من أمام مدخل مجمع اليرموك للصناعات الدفاعية، أكدت فيه سيطرتها عليه.

أما قيادة الجيش السوداني، فأشارت إلى أن ما حدث هو تسلل مجموعة للدعم السريع جنوب المعسكر في محاولة لتشتيت القوات المسلحة عن القوة المتسللة في الجيزة، وأكدت القوات المسلحة "دحر" المجموعة بعد معركة لم تستمر طويلًا.

دخان يتصاعد من أحياء في الخرطوم

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اشتباكات عنيفة منذ مساء الثلاثاء، للسيطرة على معسكر اليرموك ومستودعات الوقود القريبة منه، وذلك مع انهيار الهدنة الأخيرة في السودان.

وللأسبوع الثامن على التوالي، تصاعدت حدة المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أنحاء متفرقة من العاصمة السودانية، وقال الجيش السوداني إنه سيطر على شارع الـ40 في أم درمان، في حين أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على حامية عسكرية في مدينة كتُم غربي البلاد، وهو ما نفاه الجيش لاحقًا.

هذا، وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان في بيان، إن رقعة الاشتباكات في كتُم بولاية شمال دارفور قد تمددت، وأشارت النقابة إلى تواتر "الأنباء السيئة عن الاشتباكات بين طرفي النزاع لتستهدف محلية كتُم بولاية شمال دارفور، ومعسكر كساب للنازحين أحد أكبر المعسكرات في شمال ‎دارفور"، وتحدثت النقابة عن سقوط عدد من القتلى في صفوف المدنيين بالإضافة للجرحى والمصابين، دون التمكن من حصر الأعداد.

من جهة أخرى، صرح الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية نبيل عبد الله، بأن قوات الدعم السريع قامت بنهب السفارة الصينية، واستولت على 6  سيارات دبلوماسية، من بينها سيارة مصفحة تعود للسفير الصيني.

وأكد عبد الله، أن معظم البعثات الدبلوماسية في الخرطوم تعرضت مقراتها للاعتداء ونهب محتوياتها وسرقة السيارات الدبلوماسية، معتبرًا أن هذه الاعتداءات، هي "سلوك اجرامي، لا يراعي أبدًا مبادئ القانون الدولي، أو العلاقات القنصلية"، في حين نفى الدعم السريع هذه الأنباء، وبث مقاطع مصورة من إمام مبنى السفارة الصينية، قال فيها إن مبنى السفارة سليم ولم يتعرض لاعتداء.

وفي نفس السياق، دانت وزارة الخارجية السعودية الاعتداء على سفارتها في الخرطوم، وجاء في بيان الوزارة: "ندين بأشد العبارات ما قامت به بعض الجماعات المسلحة من تخريب وعبث في مبنى سفارة المملكة لدى السودان والملحقيات التابعة لها، بالإضافة إلى تخريب سكن وممتلكات الموظفين السعوديين العاملين في السفارة".

وعلى الصعيد الإنساني، أعلنت وزارة الصحة السودانية، عن مقتل ما لا يقل عن 780 مدنيًا منذ اندلاع الصراع، كما قتل المئات في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، فيما قالت مصادر طبية، إن هناك أعدادًا كبيرة من الجثث لم يتم جمعها بعد أو تسجيلها.

ترتفع أعداد القتلى والمصابين جراء المعارك في السودان

من جهة أخرى، قال موقع "ألترا السودان"، إن السلطات المصرية فرضت قيودًا جديدة على منح تأشيرة الدخول إلى أراضيها للسودانيين، تتضمن إلغاء الاستثناءات السابقة للنساء والأطفال أقل من 16 عامًا، وكبار السن الذين تجاوزوا الـ50 عامًا من الحصول على تأشيرة دخول مسبقة إلى الأراضي المصرية.

وأشار "ألتر سودان"، إلى أن الآلاف من السودانيين يتوزعون بين مدن دنقلا ووادي حلفا وحتى عطبرة شمالي السودان في انتظار العبور إلى الأراضي المصرية، أغلبهم ممن تنطبق عليهم شروط الحصول على التأشيرة. ويأتي هذا القرار ضمن سلسلة من التعقيدات التي تواجه السودانيين الراغبين في الدخول إلى مصر هربًا من الاقتتال الدائر في السودان.

فرضت السلطات المصرية فرضت قيودًا جديدة على منح تأشيرة الدخول إلى أراضيها للسودانيين الهاربين من القتال المستمر في السودان

على صعيد التهدئة، تدور تحركات سياسية على محاور عدة، كان آخرها الاتصال الهاتفي الذي أجراه وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، مع رئيس مجلس السيادة السوداني، وقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، حيث جدد البرهان "ثقته بمنبر جدة بما يقود إلى سلام مستدام والتزام الدعم السريع بالخروج من المستشفيات وفتح مسارات لإيصال المساعدات الإنسانية".