07-يونيو-2023
kj

الصحفيون في السودان يتعرضون لانتهاكات جسيمة تضمنت الضرب والاعتقال والتحقيق على خلفية عملهم الصحفي. (GETTY)

قالت لجنة حماية الصحفيين إن الصحفيين الذين يغطون النزاع الدائر في السودان يتعرضون لانتهاكات جسيمة تضمنت الضرب والاعتقال والتحقيق على خلفية عملهم الصحفي.

وأضافت اللجنة في تقرير لها إنه رغم مسؤولية قوات التدخل السريع عن معظم الاعتداءات ضد الصحفيين، فقد سجلت انتهاكات ضدهم أيضًا من قبل الجيش السوداني، ومن بين هذه الحالات تعرض مراسل البي بي سي، محمد عثمان، للضرب الشهر الماضي.

كما أشار التقرير إلى احتجاز قوات التدخل السريع للصحفيين العاملين في قناة الجزيرة، أحمد فضل وراشد جبريل الشهر الماضي، وإعاقتها تغطيات صحفية عديدة، بالإضافة إلى اقتحام مقرات لوسائل إعلام وإيقاف بثها.

نقابة الصحفيين السودانيين من جهتها نشرت بيانًا قالت فيه إن النزال المسلح أدى إلى تعميق معاناة الصحفيين في البلاد بعد أن كانوا يعانون أصلًا من ظروف مأساوية.

النقابة قالت إنه "منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من ابريل الماضي، لم يتوقف استهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، من قبل طرفي النزاع، ما يعد تعديا صارخا على حرية العمل الصحفي وانتهاكا للقوانين والمواثيق الدولية التي تحمي الإعلام."

وأضافت أن النزاع تسبب في "تشريد عدد كبير من الصحفيين والصحفيات، ونزوح أعداد كبيرة إلى خارج ولاية الخرطوم ولجوء أعداد أخرى إلى خارج السودان في ظروف بالغة السوء وبقاء البعض عالقين في مناطق حدودية لا يستطيعون الهجرة بسبب تعقيدات تأشيرة الدخول بينما يعيش صحفيون وصحفيات في ظروف صعبة ويواجهون مخاطر يومية بحثًا عن الحقيقة وسط القتال."

كما لفتت النقابة الانتباه إلى أن الصحفيين السودانيين يواجهون انتهاكات لا تقف عند الاعتقال والتهديد والإخفاء القسري والإصابة ونهب الممتلكات، بل تتعدى ذلك لتصل حد تهديد حياتهم.

وفي بيان سابق لها، قالت النقابة إن طرفي النزاع غير راضين عن الأخبار والمعلومات التي ينقلها وينشرها الصحفيون المستقلون، ولذلك فقد تعرض عدد منهم لتهديدات بالتصفية "في ظل مناخ تسيَّده خطاب الكراهية والتضليل الإعلامي".

لجنة حماية الصحفيين قالت إنه رغم مسؤولية قوات التدخل السريع عن معظم الاعتداءات ضد الصحفيين، فقد سجلت انتهاكات ضدهم أيضًا من قبل الجيش السوداني.

كما نبهت إلى أن إعلان جدة لحماية المدنيين لم يشر لضمان حقوق الصحفيين في التنقل بحرية لأداء واجباتهم المهنية التي تكفلها القوانين المحلية والإقليمية والدولية. 

من ناحيتها، قالت شبكة الصحفيين الدوليين مطلع الشهر الماضي إنه منذ بدء الاقتتال في السودان، اضطر 250 صحفيًا للتخلي عن مهنتهم بسبب الانتهاكات التي يتعرض لها العاملون في هذا المجال، ونقلت شهادات لصحفيين تعرضوا لاعتداءات جسيمة من قبل طرفي النزاع.

يشار إلى أن النزاع بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات التدخل السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) اندلع في منتصف شهر نيسان/ إبريل الماضي، وتشير آخر أرقام نقابة الأطباء السودانيين إلى أنه تسبب بمقتل أكثر من 860 مدنيًا وجرح أكثر من 3600 آخرين. وأضافت النقابة أن هنالك عددًا كبيرًا من الإصابات والضحايا الذين لم تتمكن الفرق الطبية من الوصول إليها، ولذلك لم تدخل في الإحصائيات الرسمية.

النزاع شهد عددًا من اتفاقات وقف إطلاق النار التي وصفت بالهشة، إذ لا يزال طرفا النزاع يخرقانها، وقد وصفت الأمم المتحدة الوضع في السودان أمس الثلاثاء بأنه "يشهد تصعيدًا ولا يزال حرجًا" رغم الوساطات الدولية.