05-يونيو-2023
تجددت المعارك في السودان في غياب أفق للحل(GETTY)

عادت المعارك إلى الاشتعال بكثافة بعد انتهاء الهدنة الهشة (GETTY)

يقترب النزاع المسلح في السودان من دخول شهره الثاني، في غياب أي حل في الأفق ينهي القتال الدائر بين طرفي الصراع، على الرغم من الجهود التي تبذلها الأطراف الدولية والإقليمية لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، الذي انتهى مساء السبت، وشهد خرقًا مستمرًا، كحال الاتفاقات السابقة.

تجددت المعارك في السودان فور  انتهاء الهدنة، وسط دعوات لتثبيت وقف إطلاق النار

وشهدت العاصمة الخرطوم، معارك عنيفة بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بعد انتهاء سريان اتفاق وقف إطلاق النار مساء السبت، كما شهدت مناطق جنوب وشرق العاصمة قصفًا متبادلًا بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، واندلعت الاشتباكات، في أم درمان، وبحري شمالي العاصمة.

وقال شهود عيان، إن طائرة عسكرية تحطمت في أم درمان، فيما أعلنت قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة.

وأفادت السلطات المعنية بالآثار في السودان، أن عناصر الدعم السريع، انسحبوا من المتحف القومي في وسط الخرطوم،وأظهرت مقاطع مرئية، عناصر للدعم السريع داخل المتحف الذي يضم مومياوات وقطعًا أثرية ثمينة أخرى، ونفت عناصر الدعم السريع، أن تكون قد ألحقت أي ضرر بالمقتنيات. يذكر أن المعارك بين الطرفين، أدت إلى انتشار عمليات النهب والدمار في العاصمة الخرطوم.

أطفال في شوارع الخرطوم

وفي ولاية شمال دارفور، تواصلت الاشتباكات حول مدينة كتم، الواقعة شمال الفاشر عاصمة الولاية، وزادت حدتها في اليومين الماضيين. ونفى الجيش السوداني الأخبار التي تحدثت عن سقوط المدينة بيد قوات الدعم السريع.

على الصعيد الإنساني، أعلنت غرفة طوارئ أم درمان القديمة، عن إغلاق مركز صحي عبد المنعم محمد بالهجرة، بسبب الأوضاع الأمنية، واقتحام المركز من قبل قوات الدعم السريع، حيث قامت بتكسير الأبواب، والسيطرة على المركز الصحي.

يذكر أن الهلال الأحمر السوداني، قال إن القتال أرغم المتطوعين على دفن 180شخصًا بدون التعرف إلى هوياتهم، في الخرطوم وفي إقليم دارفور، وهي المناطق التي تشهد المعارك الأكثر عنفًا حاليًا، وأكد الهلال الأحمر في بيان له، أنه "منذ اندلاع المعارك بين الجيش السوداني والدعم السريع، دفن متطوعون 102 جثة مجهولة الهوية في مقبرة الشقيلاب بالعاصمة، و78 في دارفور". وأشار البيان إلى أن "طرفا الصراع تعهدا مرارًا بحماية المدنيين، وتأمين الممرات الإنسانية، إلا أن هذه الوعود لم تُنفذ ميدانيًا".

وفي سياق متصل، دعت الرياض وواشنطن، أطراف القتال إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، حيث أكدت الخارجية السعودية في بيان، أن "المملكة والولايات المتحدة، حريصتين على استمرار المباحثات بين ممثلي القوتين العسكريتين، من أجل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، والتوصل إلى اتفاق حول الخطوات التي ينبغي للطرفين اتخاذها قبل استئناف المحادثات".

في ولاية شمال دارفور، تواصلت الاشتباكات حول مدينة كتم، الواقعة شمال الفاشر، عاصمة الولاية، وزادت حدتها في اليومين الماضيين. ونفى الجيش السوداني الأخبار التي تحدثت عن سقوط المدينة بيد قوات الدعم السريع

كما أشارت إلى أن وفود الجيش السوداني والدعم السريع متواجدة في السعودية رغم تعليق محادثات جدة، وذكّرت الجانبين بضرورة تنفيذ التزاماتهما بموجب إعلان جدة.

وقد ساهم الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار، في تراجع حدة المعارك، وإيصال المساعدات الانسانية بشكلٍ محدود.