15-مايو-2023
Getty

(Getty) شهدت مناطق من العاصمة الخرطوم قصفًا واشتباكات متفرقة

تجدد القصف المدفعي والجوي في العاصمة السودانية الخرطوم، وذلك على الرغم من المفاوضات الجارية في السعودية بين الجيش السوداني من جهة والدعم السريع من جهة ثانية، مع حديث سابق عن تقدم محدود في المفاوضات. مع استمرار القتال بمدينة الجنينة بولاية غرب دارفور.

يتصاعد القتال بشكلٍ كبير في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، مما أدى إلى خسائر بشرية بالعشرات

ونفى قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مساء الأحد، الأنباء التي تتحدث عن مقتله، قائلًا: إنه موجود ويتجول بين قواته في كل مدن العاصمة الخرطوم، وإن الأخبار عن مقتله "إشاعات وأكاذيب"، جاء ذلك خلال خلال مقطع صوتي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب انتشار أنباء عن مقتل حميدتي خلال المعارك.

وأضاف حميدتي أنّ "الانقلابيين [في إشارة للجيش] يروجون للشائعات، أنا الآن موجود ومتجول بين قواتي في الخرطوم (وسط) وبحري (شمال الخرطوم) وأم درمان (غرب الخرطوم) وشرق النيل (شرق الخرطوم)".

https://t.me/ultrasudan

من جانبه، قرر قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بتجميد الحسابات المصرفية لقوات "الدعم السريع" والشركات التابعة لها، يوم أمس الأحد.

كما أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، عن إقالة مدير عام الشرطة ووزير الداخلية المكلف السوداني.

وفي سياق متصل، تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أمس الأحد، الاتهامات بشأن هجوم بالرصاص على كنيسة بمدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم.

وقال الجيش السوداني: "أطلقت مليشيا الدعم السريع الرصاص على المصلين المسيحيين في كنيسة المسالمة بأم درمان". متابعًا، القول: "وذلك امتدادًا لانتهاكاتها المستمرة، وانتهاكها لكافة القوانين الدولية والأعراف الراسخة، وانتهاكها للقانون الدولي الإنساني، في الأعيان الثقافية وأماكن العبادة".

من جانبها، قالت قوات الدعم السريع: "نعرب عن أسفنا لحادثة إطلاق النار من قبل جماعة إرهابية متطرفة تابعة للقوات الانقلابية [في إشارة للجيش] على كنيسة ماري جرجس بحي المسالمة بأم درمان، مما تسبب في وقوع إصابات خطيرة وسط المصلين".

وشهدت مناطق من العاصمة الخرطوم أمس الأحد قصفًا واشتباكات متفرقة، ونقلت وكالة رويترز عن شهود أن "قذائف مدفعية سقطت على مدينة بحري، كما تعرضت أم درمان لغارات جوية في وقت مبكر، أمس الأحد، فضلًا عن حدوث اشتباكات كثيفة في الخرطوم".

وكانت هيئة محامي دارفور، أعلنت في بيان، أن عدد القتلى، الذين سقطوا يومي الجمعة والسبت الماضيين في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، "تجاوز 100 شخص، بينهم إمام المسجد القديم بالمدينة".

وفي سياق مرتبط في المفاوضات بالسعودية، قال دبلوماسي سعودي كبير، لرويترز، إنّ السعودية دعت قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان إلى قمة الجامعة العربية المقررة في 19 مايو/ أيار الجاري بمدينة جدة.

وأضاف أنّ ممثلي طرفي الصراع السوداني سيظلون في جدة، بعد استئناف المحادثات يوم الأحد بناء على آلية تنفيذ "إعلان جدة".

وسبق للطرفين أن اتفقا، الخميس 11 أيار /مايو، على "إعلان مبادئ لحماية المدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية"، إلا أن العمليات القتالية لم تتوقف  رغم المباحثات التي تجددت أمس الأحد في جدة، حيث من المقرر أن  "تتناول آليات المراقبة والتنفيذ الخاصة بهذا الإعلان".

أبرز ما اتفق عليه الجيش والدعم السريع في اتفاق جدة

أكد الطرفان في اتفاق جدة "التزامهما الراسخ" بسيادة السودان والحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه، وأعلنا "التزاماتهما الأساسية بموجب القانون الدولي الإنساني لتيسير العمل الإنساني من أجل تلبية احتياجات المدنيين".

ووقع عن القوات المسلحة السودانية اللواء بحري ركن محجوب بشرى أحمد رحمة، فيما وقع عن قوات الدعم السريع العميد ركن عمر حمدان أحمد حماد.

وقال الجيش السوداني والدعم السريع: "ندرك أن الالتزام بالإعلان لن يؤثر على أي وضع قانوني أو أمني أو سياسي للأطراف الموقعة عليه، ولن يرتبط بالانخراط في أي عملية سياسية".

واتفق الطرفان –الجيش والدعم السريع– على أن مصالح الشعب السوداني وسلامته هي "أولوياتهما الرئيسية"، وأكدا التزامهما بضمان حماية المدنيين في جميع الأوقات، بما في ذلك "السماح بمرور آمن للمدنيين لمغادرة مناطق الأعمال العدائية الفعلية على أساس طوعي في الاتجاه الذي يختارونه".

وأعلن الطرفان مسؤوليتهما عن احترام القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك الالتزام بالتمييز في جميع الأوقات بين المدنيين والمقاتلين وبين الأعيان المدنية والأهداف العسكرية، والامتناع عن أي هجوم من المتوقع أن يتسبب في أضرار مدنية عرضية والتي تكون مفرطة مقارنةً بالميزة العسكرية الملموسة والمباشرة المتوقعة، واتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب وتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين، وشددا على أنه "لا ينبغي استخدام المدنيين دروعًا بشرية".

كما اتفق الطرفان على ضمان عدم استخدام نقاط التفتيش في انتهاك مبدأ حرية تنقل المدنيين والجهات الإنسانية والسماح لجميع المدنيين بمغادرة مناطق الأعمال العدائية وأي مناطق محاصرة طوعًا وبأمان، والالتزام بحماية "الاحتياجات والضروريات التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة".

وتضمّن الاتفاق الذي وقع عليه طرفا النزاع في السودان الالتزام بإجلاء المدنيين والامتناع عن الاستحواذ على المرافق الخاصة والعامة واحترامها وحمايتها، والامتناع عن استخدامها للأغراض العسكرية، والالتزام باحترام وحماية وسائل النقل الطبي مثل سيارات الإسعاف والامتناع عن استخدامها لأغراض عسكرية والالتزام باحترام وحماية العاملين في المجال الطبي والمرافق العامة.

ويشمل إعلان جدة أيضًا: عدم التعدي على حق المدنيين بالمرور والسفر بالطرق والجسور داخل وخارج ولاية الخرطوم، واتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لجمع الجرحى والمرضى لإجلائهم –بما فيهم المقاتلون دون تمييز– والسماح للمنظمات الإنسانية بالقيام بذلك، وعدم عرقلة عمليات الإجلاء الطبي بما في ذلك أثناء الأعمال العدائية الفعلية.

نفى قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مساء الأحد، الأنباء التي تتحدث عن مقتله

واتفق الطرفان على الامتناع عن تجنيد الأطفال واستخدامهم في الأعمال العدائية، والامتناع عن الانخراط في عمليات الإخفاء القسري والاحتجاز التعسفي للمدنيين والامتناع عن أي شكل من أشكال التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، بما في ذلك العنف الجنسي بجميع أنواعه.

كما اتفق الطرفان على معاملة جميع الأشخاص المحرومين من حريتهم بطريقة إنسانية، وتمكين المنظمات الإنسانية الرئيسية من الوصول المنتظم إلى الأشخاص المحتجزين.

يذكر أن النزاع الدائر حاليًا يتركز منذ بدء الاشتباكات في العاصمة الخرطوم بالإضافة إلى مدينتي بحري وأم درمان وإقليم دارفور في غرب البلاد.