17-مايو-2023
Getty

يتبادل الجيش السوداني والدعم السريع إعلان السيطرة على عدة مواقع (Getty)

تدخل المواجهة المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شهرها الثاني، في ظل غياب أي بوادر تلوح باقتراب نهاية المواجهة العسكرية، بين أطراف النزاع، أو تثبيت هدنة إنسانية، في ظل استمرار الاشتباكات.

تتواصل الاشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع في العاصمة الخرطوم للشهر الثاني

وشهدت العاصمة السودانية الخرطوم اشتباكات عنيفة، أعلن على إثرها الجيش استعادته السيطرة على بعض المناطق التي انسحب منها وسط الخرطوم، وهي قيادة القطاع الأوسط للقوات الجوية، وفرع الرياضة العسكرية بمنطقة شارع 61 وسط الخرطوم.

من جهتها، نشرت قوات الدعم السريع، مقاطع مصورة، تكشف سيطرتها على معسكر الدفاع الجوي، و المواقع العسكرية بمنطقة شارع 61 بالخرطوم، وذلك ضمن محاولة نفي تقدم الجيش.

وأمام تواصل الانفلات الأمني الواسع الذي تشهده العاصمة، تتواصل عمليات نهب المؤسسات والبنوك والأسواق. 

 

https://t.me/ultrasudan

وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة الخارجية الأردنية في بيان لها، أن مبنى السفارة الأردنية في الخرطوم تعرض للاقتحام والتخريب، وأعربت الوزارة عن "إدانتها واستنكارها للاعتداء، ولكافة أشكال العنف والتخريب، خاصة تلك التي تستهدف المباني الدبلوماسية وتنتهك حرمتها". 

إلى ذلك، دانت وزارة الخارجية السودانية "النهج الإرهابي لمليشيا الدعم السريع المتمردة، وهجومها على البعثات الدبلوماسية، وانتهاكها للأعراف الدولية"، وأشار البيان إلى "اعتداءات لقوات الدعم السريع استهدفت الأحد سفارات الأردن وجنوب السودان والصومال وأوغندا، والملاحق العسكرية للسعودية والكويت".

وردًا على بيان الخارجية السودانية، نشر الدعم السريع، تسجيلًا مصورًا، يظهر عناصر من الدعم السريع تقوم بحراسة منزل السفير السعودي في الخرطوم، نافيًا الأخبار المتداولة عن وقوف عناصره وراء الهجمات التي نتعرض لها البعثات الدبلوماسية في الخرطوم.

على الصعيد الإنساني، قدرت الأمم المتحدة أن السودان يحتاج لمساعدات بقيمة تتجاوز 3 مليارات دولار، وتوقعت أن يصل عدد الفارين من السودان هذا العام إلى مليون لاجئ.

وتشير تقديرات إعلامية إلى أن المعارك وصلت إلى مرحلة "توازن الضعف والإنهاك مع احتمالات مفتوحة".

Getty

مجازر في الجنينة

وفي غرب السودان، وتشهد مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور تطورات ميدانية كبيرة، فقد أعلنت نقابة أطباء السودان عن سقوط 280 قتيلًا، مع تسجيل أكثر من 160 مصابًا، خلال يومين من الاشتباكات فقط. وقال مصادر سودانية، أن المعارك التي تشهدها المدينة هي بين طرفي الصراع بالخرطوم. 

كما، أفاد مجلس النرويج للاجئين بأن الوضع في الجنينة ألقى "بنحو 100 ألف نازح داخليًا تحت رحمة العنف المستمر، مع تحول المخيمات إلى رماد". 

وقال مدير مجلس النرويج للاجئين في السودان وليام كارتر، أنه بعد توقيع طرفي الصراع على اتفاق جدة ليل الخميس الماضي، حتى سادت الفوضى مجددًا في الجنينة.

وفي نفس السياق، ذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش": أنها تتلقى "تقارير بأن قناصة يطلقون النار على أي شخص يخرج من بيته"، وأضاف المنظمة الحقوقية: أن "أشخاصًا جرحوا في المعارك قبل أسبوعين يموتون في منازلهم، لأنهم لا يستطيعون الخروج منها".

وعن الأحداث الجارية في الجنينة، أصدرت كتلة ثوار ولاية غرب دارفور، بيانًا توضح فيه ما يجرى في الجنينة، حيث اتهمت "قوات الدعم السريع باقتحام المدينة صباح الجمعة 12 أيار/مايو، بكافة الأسلحة الثقيلة والخفيفة بجميع اتجاهات المدينة الأربعة ومارست إبادة جماعية ضد المدنيين العزل وجرح العشرات من النساء والأطفال والعجزة والمسنين والشباب"، دون التمكن من إحصاء كافة العدد.

تشير تقديرات إعلامية إلى أن المعارك وصلت إلى مرحلة "توازن الضعف والإنهاك مع احتمالات مفتوحة"

واعتبرت الكتلة، أن هذا الاقتحام الممنهج ضمن "خطة محكمة لسياسة الأرض المحروقة أمام أعين ما يسمى بالجيش السوداني، وفي صمت تام من أجهزة الدولة السودانية المضللة للرأي العام بوصف اقتحام مليشيات الدعم السريع مدينة الجنينة بأكثر من 5 مرات في غضون عشرة أيام، بأنه صراع قبلي بين العرب والمساليت بغرض التنصل من مسؤوليته الأخلاقية في حماية المواطنين الأبرياء". 

ووصف البيان بأن ما دار في مدينة الجنينة خلال الأيام الماضية بـ"الإبادة الجماعية المنظمة من قبل ميليشيات الدعم السريع، لإعلان السيطرة على ولاية غرب دارفور".