19-ديسمبر-2022
gettyimages

احتجاجات في الهند ضد تصريحات وزير الخارجية الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري (Getty)

عادت الأجواء للتوتر بين الدولتين النوويتين المتنافستين في جنوب آسيا، الهند وباكستان، وذلك على إثر مشادّات كلامية نشبت في مقر الأمم المتحدة بين وزيريْ خارجية البلدين خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن تبادل فيها الطرفان الاتهامات بالإرهاب وارتكاب مجازر دموية، الأمر الذي وجد صداه في العاصمة الهندية نيودلهي والعاصمة الباكستانية إسلام آباد.

عادت الأجواء للتوتر بين الدولتين النوويتين المتنافستين في جنوب آسيا الهند وباكستان

بلغت الموجة الجديدة من التوترات الدبلوماسية والسياسية بين باكستان والهند ذروتها خلال 24 ساعة الماضية، حيث أصدرت الهند سلسلة مواقف اتهمت فيها باكستان بأنها "مركز الإرهاب العالمي" في مقابل اتهامات باكستان للهند "بتغذية العنف الطائفي ورعاية التطرف". 

وفي خضم الاتهامات المتبادلة قام نشطاء في الحزب الحاكم في الهند "باهاراتيا جاناتا" بتنظيم وقفة احتجاجية حاشدة أمام مقر المفوضية العليا الباكستانية في نيودلهي تم خلالها إحراق صور وزير الخارجية الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري الذي وصف في اجتماع مجلس الأمن الطارئ رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي بأنه "جزار غوجارات" في إشارةٍ إلى أعمال العنف الطائفي التي وقعت في ولاية غوجارات الهندية عام 2002 وتسببت في مقتل مئات المسلمين الهنود وكان حينها مودي يتولى منصب حاكم ولاية غوجارات ومُنع على إثرها من دخول الولايات المتحدة الأمريكية حتى انتخابه رئيسًا لوزراء الهند ليرفع عنه ذلك الحظر.

getty

ولم يكتف نشطاء الحزب الحاكم في الهند بتلك الوقفة بل نظّموا مظاهرات مشابهة في مدن بهوبنسوار وأمريتسار ورانشي ودعوا لاستمرار المظاهرات طيلة الأسبوع في مختلف أنحاء البلاد، في مؤشّر على توتر كبير لم تستطع الدبلوماسية احتواءه حسب المتابعين، وفي ظل مخاوف من أن يتطوّر هذا التوتر إلى أعمال عنف طائفي ضدّ المسلمين خاصة في كشمير مصدر الخلاف الكبير حاليًا بين باكستان والهند.

وكان وزير الخارجية الهندي "إس جايشنكار" طالب باكستان في الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن يومي الأربعاء والخميس الماضيين بأن "تحسن التصرف، وتحاول أن تكون جارةً صالحةً"، واصفا إياها بأنها "مركز الإرهاب".

وعادت  وزارة الخارجية الهندية لتعلق بعد ذلك، يوم الجمعة، في بيان اعتبر أن العلاقات "تصل إلى مستوى متدن جديد حتى بالنسبة لباكستان"، وأكّد البيان على أن "الإرهاب صنع في باكستان ويجب أن يتوقف".

باكستانيًا، ردّت وزارة الخارجية في إسلام آباد عبر بيان شديد اللهجة، ركّز فيه الطرف الباكستاني على قضية "مذبحة غوجارات عام 2002"، حيث أكّد البيان أن الحكومة الهندية "حاولت الاختباء وراء الحيل والخداع لإخفاء حقائق تلك المذبحة التي تشكل قصة مخزية عن عمليات قتل جماعي واغتصاب ونهب، وحقيقة الأمر هي أن العقول المدبرة لمذبحة غوجارات قد فرّت من العدالة وتتولى الآن مناصب مهمة في الحكومة في الهند"، في إشارة إلى رئيس الوزراء الهندي مودي الذي كان حينها يتولى أعلى منصب في ولاية غوجارات.

كما اتهمت الحكومة الباكستانية الهند بمساعدة المسلحين الذين كانوا خلف تفجير منزل القيادي الإسلامي حافظ سعيد قرب لاهور 2021 والذي تسبب في سقوط 4 أشخاص حينها. علمًا بأنّ الهند والولايات المتحدة تتهمان حافظ سعيد بالتورط في "هجمات مومباي التي قتل فيها العشرات ومن بينهم أجانب.

وفي ظلّ هذا التوتر الذي لم يتم احتواؤه حتى اللحظة تتزايد المخاوف من تطوره إلى أعمال عنف دموية طائفية أو إلى تفجيرات تستهدف المدنيين في البلدين المتنافسين، ونظرًا لتاريخ البلدين الذي كان عنوانه الصراعات والحرب على مدار 75 عامًا، والذي تفاقم بعد إلغاء الهند الحكم الذاتي في إقليم كشمير.

ينظر للتصريحات الباكستانية بأنها محاولة لدفع الولايات المتحدة والغرب إلى تقليل الانحياز باتجاه الهند

وينظر للتصريحات الباكستانية بأنها محاولة لدفع الولايات المتحدة والغرب إلى تقليل الانحياز باتجاه الهند، وأخذ موقف متوازن من كافة الأطراف.