كشفت الهند عن وقوع اشتباكات عسكرية بين قواتها والقوات الصينية في المنطقة الحدودية بين البلدين، يوم الجمعة الماضي، مما أدى إلى وقوع إصابات في الطرفين، وذلك وسط اتهامات متبادلة بين الصين والهند حول تجاوز الحدود المشتركة. فيما عادت بكين اليوم الثلاثاء لتؤكّد أن الوضع مستقر عند حدودها مع الهند التي تتهم الصين بمحاولة تغيير الوضع القائم على الحدود المتنازع عليها بين نيودلهي وبكين في الهيمالايا.
كشفت الهند عن وقوع اشتباكات عسكرية بين قواتها والقوات الصينية في المنطقة الحدودية بين البلدين يوم الجمعة الماضي
التطمينات الدبلوماسية الصينية، جاءت على لسان الناطق باسم الخارجية الصينية وانغ وينبين الذي قال "على حدّ فهمنا، فإن الوضع الحدودي بين الصين والهند مستقر بالمجمل، والطرفان حافظا على حوار من دون عراقيل بشأن المسألة الحدودية عبر القنوات الدبلوماسية والعسكرية" وفق تعبيره.
وكان وزير الدفاع الهندي راجنات سينغ اتهم الجانب الصيني اليوم الثلاثاء بمحاولة "تغيير الوضع القائم بشكل أحادي" في إشارة إلى المناطق المتنازع عليها بين البلدين في الهيمالايا، مؤكدًا وقوع اشتباكات عسكرية أسفرت عن سقوط جرحى من الجانبين.
وبحسب الرواية الهندية التي جاءت على لسان وزير الدفاع الهندي فإنه "في التاسع من كانون الأول/ ديسمبر 2022، حاولت قوات جيش التحرير الشعبي الصيني تغيير الوضع القائم بشكل أحادي عبر التعدي على خط السيطرة الفعلية في منطقة يانغتسي التابعة لقطاع تاوانغ" ويمثل ذلك الخط حدود الأمر الواقع بين البلدين، لكنّ الجنود الصينيين، حسب المصادر الهندية، اقتربوا بشكل مريب مخترقين اتفاقًا بعدم قيام أي من الجانبين بدوريات هنالك، ما أدّى إلى قيام الجنود الهنود إلى الرد "بطريقة حازمة"، ليقع تبادل إطلاق النار بين الطرفين، وبعد الاشتباك انسحبت قوات الطرفين فورا من المنطقة محلّ الخلاف. ووفقًا لمصدر مقرب من الجيش الهندي فقد أسفرت الاشتباكات عن 6 جرحى في الجانب الهندي مع تأكيد وقوع إصابات في الجانب الصيني.
وهذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، فقد سبقتها حادثة أخرى أكثر دموية في حزيران/ يونيو 2020 عندما وقعت اشتباكات بين قوات صينية وهندية "بوادي جالوان في منطقة لاداخ المتاخمة لهضبة التبت التي تسيطر عليها الصين" حيث قتل 20 جنديًا هنديًا، فيما لم يتم الكشف عن الأعداد الفعلية لقتلى القوات الصينية، وعقب تلك الاشتباكات أرسل الجانبان تعزيزات عسكرية إضافية إلى المنطقة الصحراوية المرتفعة.
الهند والصين تشتركان في حدود غير مرسّمة تصل لحوالي 3800 كيلومتر، تسمّى بـ"خط السيطرة الفعلية"
يشار إلى أن الهند والصين تشتركان حدود غير مرسّمة تصل لحوالي 3800 كيلومتر، تسمّى بـ"خط السيطرة الفعلية" وعلى الرغم من وجود اتفاقيات بين البلدين للحيلولة دون الصدامات العسكرية، فإن المناطق المتنازع عليها شهدت عدة مواجهات عسكرية، لكنها سرعان ما تنتهي في غضون ساعات قليلة. والحرب الوحيدة التي وقعت في العهد الحديث بين الصين والهند بسبب المسألة الحدودية كانت في العام 1962.
