19-أكتوبر-2020

يواجه مرشح أبوظبي لرئاسة الإنتربول اتهامات بتعذيب بريطانيين (تويتر)

الترا صوت – فريق التحرير

كشف تقرير لصحيفة ديلي تلغراف البريطانية أن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني ستشرع خلال جلسة لها في وقت لاحق من الأسبوع الجاري بمناقشة إمكانية تولي أحد مسؤولي وزارة الداخلية الإماراتية رئاسة الشرطة الدولية (الإنتربول)، رغم الاتهامات الموجهة من السلطات البريطانية له والمرتبطة بتعذيبه لمواطنيّن بريطانييّن في السجون الإماراتية.

تناقش لندن إمكانية تولي أحد مسؤولي وزارة الداخلية الإماراتية رئاسة الشرطة الدولية (الإنتربول)، رغم الاتهامات الموجهة له والمرتبطة بتعذيبه لمواطنيّن بريطانييّن

ووفقًا لتقرير الصحيفة البريطانية فإن المفتش العام في وزارة الداخلية الإماراتية أحمد ناصر الريسي الذي تتهمه السلطات البريطانية بالتعذيب، حصل على "دعم قوي" لشغل منصب رئاسة الإنتربول في الانتخابات المزمع إجراؤها في كانون الأول/ديسمبر القادم، وهو الأمر الذي عزز مخاوف البرلمانيين البريطانيين من "إمكانية تعرض المنظمة الدولية للتلاعب من دول مثل روسيا والصين والإمارات".

اقرأ/ي أيضًا: بعد فضيحة "آل نهيان".. مهرجان هاي: لن نعود إلى الإمارات

وأوضحت الصحيفة أن الممول البريطاني بيل باودر "يعتزم التأكيد الثلاثاء أمام اللجنة (الشؤون الخارجية) على ضرورة مطالبة الشرطة الدولية بتعليق كل المنتهكين مثل روسيا من قاعدة بياناتها"، مشيرة إلى أن باودر يعتبر من الناقدين لسياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو ملاحق بأمر للقبض عليه صادر عن المنظمة الدولية منذ ثمانية أعوام، أرجع أسبابها لاتهامات مرتبطة بـ"كشفه عن محاولة تسميم مخبر في الكرملين".

كما أن باودر بحسب ما نقلت تلغراف عن مصادرها سيقوم خلال الجلسة بتوجيه الدعوة للحكومة البريطانية من أجل دعم توجه مع حلفائها في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا والاتحاد الأوروبي يقضي بتعليق الدعم للمنظمة الدولية في حال رفضت الإصلاح، مضيفةً بأن "باودر المولود في الولايات المتحدة قضى عقدًا من الزمن، وهو يكافح للكشف عن عمليات تبييض الأموال الروسية بعدما كان من كبار المستثمرين في البلد".

وكان المحامي الخاص لباودر، سيرغي ماغنستكي، قد قتل في موسكو في عام 2009، وهو الأمر الذي جعل باودر يدفع بالكابيتول هيل الأمريكي لإصدار قانون ماغنستكي في الولايات المتحدة، والذي منع بموجبه عدد من المسؤولين الروس من دخول الولايات المتحدة، بالإضافة لتجميد حساباتهم البنكية في المصارف الأمريكية.

وفيما اعتبر باودر أنه يمكن للسلطات البريطانية بذل المزيد من الجهود لمواجهة "الدول المجرمة"، فإن لجنة الشؤون الخارجية أشارت إلى أن الطريقة التي تتعامل بها الدول مع المنظمات تتغير، وبحسب تلغراف فإن التحقيق سيركز على دور وزارة الخارجية والكومنولث في ممارسة التأثير البريطاني على المنظمات ودفعها للإصلاح من أجل تقليل مخاطر سوء استخدامها.

ويقول باودر إن بريطانيا تساهم بتقديم 5.6 من ميزانية المنظمة الدولية سنويًا، وهو ما يرى أنه يجب أن يكون دافعًا لاستخدام نفوذها من خلال مطالبتها بـ"تطبيق قواعد معينة فيما يتعلق بالأوامر التي تنتهك حقوق المواطنين البريطانيين، وتطلب منها تعليق دخول الدول المنتهكة لقاعدة بيانات الإنتربول"، خصيصًا بعد الانتقادات الموجهة للمنظمة الدولية على إثر اختفاء مديرها مينغ هونغوي خلال زيارة للصين في عام 2018، قبل أن تكشف بكين عن توجيه اتهامات بالرشوة للمسؤول الأممي، والحكم عليه بالحبس لـ13 عامًا.

وكانت صحيفة ديلي تلغراف قد أشارت في تقرير نشر مطلع الشهر الجاري إلى أن البريطانييّن ماثيو هيدجز، وعلي أحمد، قد تحدثا عن تعرضهما للتعذيب في الإمارات بإشراف من الريسي، مرشح أبوظبي لرئاسة المنظمة الدولية، مشيرةً إلى أن السلطات الإماراتية اتهمت هيدجز بالتجسس لصالح الحكومة البريطانية، فيما ألقي القبض على أحمد بسبب ارتدائه لقميص منتخب قطر خلال نهائيات كأس آسيا التي نظمتها الإمارات مطلع العام الماضي.

وبحسب ما نقلت الصحيفة البريطانية فإن هيدجز تحدث عن مراقبة الأمن الإماراتي لمكالماته الهاتفية، فضلًا عن إجباره على التوقيع على اعترافات غير صحيحة، وإعطائه مزيجًا من المخدرات القوية للسيطرة على نوبات الهلع التي يعاني منها، وكان هيدجز يواجه حكمًا بالسجن مدى الحياة، غير أن ضغوطًا دولية دفعت بالإمارات لإطلاق سراحه في عفو رئاسي في عام 2018.

في حين أشار مشجع كرة القدم البريطاني من أصول سودانية إلى أن السلطات الإماراتية ألقت القبض عليه بسبب ارتدائه لقميص العنابي خلال مباراة قطر والعراق ضمن منافسات المجموعة الأولى من النهائيات الآسيوية، متهمًا (علي أحمد) الريسي بمسؤوليته عن تعرضه للتعذيب بالصاعق الكهربائي، وبحسب الصحيفة البريطانية فإن أحمد زعم  أنه طُعن بسكين جيب (مطواة) في صدره وذراعه، وضُرب على فمه ما أفقده أحد أسنانه الأمامية، كما تعرض للخنق بكيس بلاستيكي، وقام أحد أفراد الشرطة بإضرام النيران في ملابسه.

وكانت الإمارات قد أعلنت عن تبرعها بمبلغ 50 مليون يورو للمنظمة الدولية في عام 2017، وذلك لما وصفته بأنه منحة لمختلف المشاريع الهادفة إلى مكافحة الجريمة العالمية والإرهاب تحت جناح المنظمة الدولية، وأشاد الأمين العام للإنتربول يورغن شتوك –الذي التقطت له صورة مع الريسي خلال حملته الانتخابية– بـ"سخاء" الدولة الخليجية، لافتًا إلى أنه "سيكون له تأثير كبير على تعزيز عمل تنفيذ القانون في جميع أنحاء العالم".

يأتي تقرير الصحيفة البريطانية في وقت يواجه وزير التسامح الإماراتي نهيان بن مبارك آل نهيان (69 عامًا) اتهامات بالاعتداء الجنسي

يأتي تقرير الصحيفة البريطانية في وقت يواجه وزير التسامح الإماراتي نهيان بن مبارك آل نهيان (69 عامًا) اتهامات بالاعتداء الجنسي على المسؤولة عن تنظيم مهرجان هاي الدولي في أبوظبي كايتلين ماكنمارا (32 عامًا)، وذلك أثناء عملها على التحضير للمهرجان الذي كان مقررًا تنظيمه يوم 14 شباط/فبراير الماضي، وردًا على الاتهامات الموجهة للوزير الإماراتي أعلن القائمون على مهرجان هاي الدولي عدم تنظيم أي نسخة من المهرجان طالما بقي نهيان بن مبارك في منصبه.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

وزير التسامح الإماراتي يواجه تهمًا بالاعتداء الجنسي على فتاة بريطانية