16-أغسطس-2017

رسم كاريكاتيري للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون (Getty)

"سيكون من الأفضل لكوريا الشمالية ألا تطلق مزيدًا من التهديدات ضد الولايات المتحدة، لأنهم سيواجهون بالنار والغضب بشكل لم يعرفه العالم سابقا"، بهذا الحزم رد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من نادي الغولف بولاية نيوجيرسي حيث يمضي عطلته، على تهديدات نظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون، الذي توعد "بدك جزيرة غوام"، المزدحمة بالجنود الأمريكيين.

تخلت أمريكا عن سياستها الهادئة تجاه كوريا الشمالية خاصة بعد معلومات استخبارية عن امتلاك الأخيرة أسلحة نووية لصواريخها الباليستية

وفي ظل تصاعد الحرب الكلامية بين واشنطن وبيونغيانغ، تتزايد تهديدات نشوب حرب شاملة في شبه الجزيرة الكورية بين الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها كوريا الجنوبية من جهة، وبين كوريا الشمالية من جهة أخرى، وربما يمتد الصراع أيضًا في حال اندلاعه إلى اليابان والصين، وهي الحرب التي إن وقعت ستكون آثارها "كارثية" على حد تعبير وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس.

اقرأ/ي أيضًا: أمريكا تفوز في حربها مع كوريا الشمالية.. لو تجاهلت روسيا الأمر

ويظهر أن واشنطن تخلت عن سياستها الدبلوماسية الهادئة ضد استفزازات بيونغيانغ، كما كان الحال في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، خاصة بعدما كشف تقرير لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بعض مقتطفاته، يعرب فيه مسؤولين عن اعتقادهم بأن كوريا الشمالية باتت تملك "أسلحة نووية لصواريخها البالستية"، مقدرة بأكثر من 60 رأسًا نوويًا. وكانت كوريا الشمالية قد أجرت مؤخرًا تجربة إطلاق صاروخين باليستيين قادرين على الوصول إلى نيويورك وآلاسكا، وهو ما جعل الإدارة الأمريكية تستشيط غضبًا.

ويذهب الخبراء العسكريون إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تتحضر لضربة استباقية ضد بيونغيانغ من أجل ردع التهديد النووي لديها. ويقول في هذا الصدد جيري هندريكس، قائد البحرية المتقاعد، لشبكة "سي إن إن" الإخبارية، إنّ "العملية العسكرية قد تتكون من هجوم سريع، متعدد الأبعاد، لأن نتائج القتال قد تنجلي منذ الدقائق الأولى"، ملمحًا إلى أن أي عمل عسكري محدود لن يسفر عن فوائد استراتيجية طويلة الأجل.

مع تصاعد وتيرة الحرب الكلامية والتهديدات الملقاة بين كل من كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية، تزداد مخاوف اندلاع حرب بينهما، ستأتي على الأخضر واليابس، غالبًا وأنها قد تدفع بدول أُخرى للانخراط فيها مثل اليابان والصين وروسيا، فأي الطرفين أقوى عسكريًا إذا ما اندلعت هذه الحرب؟

في الوقت ذاته يقول مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، مايك بومبيو إنه "لا يوجد تهديد وشيك"، مُستبعدًا نشوب حرب نووية مع كوريا الشمالية، رغم أن "الصبر الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية قد نفد"، كما أكد في مقابلة تلفزيونية له مع قناة فوكس نيوز.

رغم نفي مدير الـ"سي آي إيه" وجود أي تهديد وشيك، إلا أنّه يُؤكد "نفاذ الصبر الإستراتيجي للولايات المتحدة" بشأن كوريا الشمالية

ومع الوضع المتوتر في شبه الجزيرة الكورية يتزايد الاهتمام بالقدرات العسكرية لأطراف الصراع الثلاثة المرتقب انخراطها في المعركة إذا ما اندلعت، وهي الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية. ويقدم لنا الإنفوغراف الآتي لمحة عن قوة جيوش هذه الأطراف، وفقًا لمعطيات تقرير 2017 لمؤسسة "جلوبال باور فاير"، المعنية بتصنيف الجيوش العسكرية على مستوى العالم.

مقارنة عسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية والجنوبية

ويصنف الجيش الأمريكي في المرتبة الأولى عالميًا من حيث قدراته العسكرية، في حين يحتل جيش كوريا الشمالية المرتبة 23، أما كوريا الجنوبية فتصنف في المرتبة 12 على مستوى جيوش العالم. وعلى الرغم من التفوق العسكري الواضح لواشنطن وسيول أمام بيونغيانغ، فإن أي حرب في شبه الجزيرة الكورية ستخلف خسائر بشرية فادحة، خاصة في الكوريتين، الشمالية والجنوبية.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

حرب دونالد ترامب المقدسة

تفاصيل خطة الحكومة الأمريكية السرية للنجاة من نهاية العالم "النووية"