ألتراصوت- فريق التحرير
بعد أيام من تسريبات صحفية غربية، بدأها موقع "أكسيوس" الأمريكي، وتداولتها وسائل إعلام عبرية أكدت فحواها، وبعد صمت أردني تام حول هذا الشأن، تم كشف الستار، اليوم الإثنين، في معرض إكسبو دبي، عن إعلان نيّات بين الأردن ودولة الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، للدخول في مباحثات حول مشروع مشترك للطاقة والمياه.
المشروع يخوّل الأردن على تأمين 200 مليون متر مكعب من المياه سنويًا
وقد وقع الإعلان عن الجانب الأردني وزير المياه والري محمد النجار، وعن الإمارات وزيرة التغير المناخي والبيئة مريم بنت محمد المهيري. أما عن الجانب الإسرائيلي فوقعت وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار. وقد تمت مراسيم توقيع الإعلان بحضور المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص لشؤون المناخ جون كيري، ووزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة المبعوث الخاص للإمارات للتغير المناخي سلطان بن أحمد الجابر.
وفي أول تعليق على الإعلان، أوضحت وزارة المياه والري الأردنية عبر والناطق الإعلامي باسمها السيد عمر سلامة أن إعلان النيّات الذي تم توقيعه في دبي يعني "الدخول في عملية دراسات جدوى المشروع خلال العام المقبل 2022". وأوضح أنه المشروع يخوّل الأردن على تأمين 200 مليون متر مكعب من المياه سنويًا.
وبيّن سلامة أن فكرة المشروع مرتبطة بحاجات الأردن المستقبلية المتزايدة لمصادر المياه، في ظل الأزمة المائية المتفاقمة في البلاد التي تعدّ من بين الأفقر عالميًا في معدل الفرد من المياه، وهي معضلة تتجه إلى المزيد من التعقيد بسبب تنامي عدد السكان بالزيادة الطبيعية، أو غير الطبيعية المتمثلة بموجات اللجوء المتكررة إلى الأردن من دول الجوار. وتقدّر السلطات الأردنية العجز المائي المتوقع خلال العام القادم بحوالي 45 مليون متر مكعب، وذلك على مستوى مياه الشرب فقط.
وقد أثار الكشف عن الإعلان عاصفة من الانتقادات الشعبية والحزبية في الأردن، والذي انتقدوا ما رأوه ارتهانًا لدولة الاحتلال في ملفي الطاقة والمياه. الصحفي الأردني علي يونس قال على حسابه الرسمي على تويتر إن هذا الاتفاق في حال تنفيذه لن يكون إلا "تعميقا للتحالف والتكامل الاقتصادي والعسكري والسياسي الاردني-الاسرائيلي"، مشيرًا إلى أن بنود الاتفاق تشمل إنشاء محطة طاقة شمسية في جنوب الأردن لبيع طاقة كهربائية لاسرائيل بتمويل إماراتي وإنشاء محطة تحلية مياه على البحر المتوسط لبيع مياه للأردن بالأسعار العالمية.
وقد تزامن الكشف عن الإعلان بين الأطراف الثالثة مع انعقاد جلسة لمجلس النواب الأردني في الدورة العادية الجديدة. وقد عبّر عدد من النوّاب عن انتقادهم لهذا الإعلان، ومن بينهم النائب ينال فريحات، والذي قال في مداخلته تحت القبة اليوم الإثنين: "اليوم يجري الحديث عن اتفاقية مع العدو الصهيوني والإمارات لتبادل المياه والكهرباء ولا نعلم عنها إلا من وسائل إعلام العدو الصهيوني، التي تتحدث عن أن وزير مياهنا موجود في الإمارات لتوقيعها".
المحامية والناشطة الأردنية هالة عاهد انتقدت الاتفاقية وأكدت على أنها ترهن أمن البلد وسيادته في قطاعين حيويين هما الكهرباء والماء، مشيرة إلى أن إعاقة الإصلاح السياسي والتحوّل إلى حكومات برلمانية مرتبط بالرغبة بتمرير مثل هذه الاتفاقيات.
يذكر أن هذه الاتفاقية ستكون في حال إتمامها الثانية بعد اتفاقية خط الغاز بين شركة الكهرباء الأردنية وإسرائيل عام 2016، والتي تمنح الأردن بموجبها حق استيراد الغاز لمدة 15 عامًا بقيمة 15 مليار دولار أمريكي.
اقرأ/ي أيضًا:
وفاته أفجعت الأردنيين.. الطفل أمير الرفاعي يرحل قبل تلبية مناشداته
بعد تعرضها للتنمر: تضامن واسع مع زهراء كودايي وانتقادات لاتحاد الكرة الأردني
عفو ملكي خاص عن المحكومين في قضايا "إطالة اللسان" في الأردن