31-يناير-2024
إسرائيل وخطط استبدال الأونروا

(Getty) عرض مسؤول إسرائيلي حوالي ستة بدائل محتملة للأونروا خلال اجتماع مع نواب في الكونغرس

تكشف التفاصيل عن المزاعم الإسرائيلية حول الأونروا، التي أدت إلى قطع تمويل أكثر من 10 دولة غربية، أن الولايات المتحدة لم تنفذ أي تحقيق في المزاعم الإسرائيلية بل اعتمدت في قرارها عليها بشكل مباشر.

بدأت القضية، في أوائل الأسبوع الماضي، عندما استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية مسؤولًا رفيع المستوى في الأمم المتحدة إلى مكتبها وقدمت له المزاعم حول مشاركة 12 موظفًا في الأونروا في عملية 7 تشرين الأول/أكتوبر.

كشفت الإذاعة العبرية العامة، أن وفدًا يترأسه منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، عقد عدة اجتماعات مع الإدارة الأمريكية والجيش الأمريكي، لإيصال رسالة مفادها أن الأونروا "هي المشكلة وليس الحل"

ووفق صحيفة "الواشنطن بوست"، لم يتم تزويد المفوض العام للوكالة الأممية فيليب لازاريني بأي "ورقة كدليل". 

وقال مسؤولون إن الولايات المتحدة لم تتحقق بشكل مستقل من مزاعم إسرائيل، التي تستند إلى الاتصالات التي تم اعتراضها وبيانات موقع الهاتف واستجواب مقاتلي حماس والوثائق التي عثر عليها الجيش الإسرائيلي في غزة. 

ووصف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن المزاعم الإسرائيلية بأنها "ذات مصداقية عالية".

وبحلول يوم الأربعاء، كان البيت الأبيض ووزارة الخارجية قد أطلعا من قبل الأونروا على المطالبات الإسرائيلية. وفي اليوم التالي، تلقت الإدارة الأمريكية من الحكومة الإسرائيلية ملفًا يحتوي على عدة صفحات من الاتهامات، ووضع جزء من هذا الملف للإشارة إلى أن مساعدات الوكالة الأممية، باعتبارها "تصل إلى حماس"، رغم تصريحات سابقة من قبل الإدارة الأمريكية تشير إلى أن حماس لم تسيطر على المساعدات.

وقال مسؤول أمريكي كبير مطلع على الأمر إنه في غضون ساعات، قرر المسؤولون في مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية وقف التمويل للأونروا.

وقال مسؤول أمريكي كبير، إن واشنطن تهدف من خلال وقف الدعم، "على الأقل في الوقت الحالي، إلى إجبار الوكالة على إجراء تحقيق شامل، أو المخاطرة بخسارة التمويل بشكل دائم من الحكومات الغربية التي تعتبر تبرعاتها ضرورية لبقائها"، وفق ما ورد في الصحيفة الأمريكية.

وأضاف المسؤول الكبير: "نريد حقًا أن يستمر عملهم، لكن لا يمكننا الاستمرار في تمويله إلا إذا رأى العالم أن الأونروا أجرت تحقيقًا موثوقًا. هذا يوفر حافزًا أكبر لـ[قيادة الأمم المتحدة] لتنفيذ ذلك بسرعة، وإذا كانت هناك أي خطوات أخرى يتعين عليهم اتخاذها، فعليهم أن يتخذوا تلك الخطوات أيضًا".

وقالت "الواشنطن بوست": "على المدى القصير، ربما ينظر المسؤولون الإسرائيليون إلى هذه المزاعم على أنها وسيلة مفيدة لتشويه المؤسسة التي طالما شككوا فيها، لكنهم قد يستخدمون الحادث أيضًا لشن حملة طويلة المدى أكثر عدوانية ضد الأونروا، سعيًا إلى استبدالها".

نقاش عن الأونروا

ونشر موقع "أكسيوس" الأمريكية، خبرًا عن قيام مجموعة من النواب الديمقراطيين اليهود في الكونغرس بمناقشة "البدائل المحتملة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لتوصيل المساعدات إلى غزة، وذلك في اجتماع مع مسؤول إسرائيلي عسكري".

والتقى ما يقرب من ثمانية إلى عشرة من الديمقراطيين اليهود مع العقيد إيلاد جورين، وهو مسؤول كبير في وحدة منسق الأنشطة حكومة الاحتلال في المناطق المحتلة.

وعرض جورين حوالي ستة بدائل محتملة للأونروا، بما في ذلك اليونيسيف وبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، وفقًا للمشرعين.

وقال أحد الأعضاء: "النقطة التي كان يحاول توضيحها هي... أننا نريد أن تكون هناك مساعدات إنسانية، لكن الأونروا تمثل مشكلة. يجب أن تكون هناك بدائل، هناك بدائل بالفعل، وهذه هي البدائل التي ينبغي استخدامها".

وقال النائب دان جولدمان، الذي كان حاضرًا في الاجتماع، إنه "يأمل أن نلقي نظرة على تلك المنظمات غير الحكومية الدولية الأخرى التي قد تكون قادرة على المساعدة في إدارة الأزمة الإنسانية وتقديم المساعدة، والتخفيف منها".

قال مسؤول أمريكي كبير مطلع على الأمر، إنه في غضون ساعات، قرر المسؤولون في مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية وقف التمويل للأونروا

وخلال الاجتماع، زعم المسؤول العسكري الإسرائيلي غورين أن "إسرائيل بذلت قصارى جهدها لتسهيل تدفق المساعدات إلى غزة وكرر إنكاره العلني لحدوث مجاعة جماعية في المنطقة". وبحسب نائب حضر الاجتماع، قال إن غورين "شكك في مستوى الجوع وتوافر الغذاء، وأنه لا تزال هناك أسواق مفتوحة تعمل، وأن الإسرائيليين على استعداد لإرسال المزيد من المساعدات".

وكشفت الإذاعة العبرية العامة، اليوم الأربعاء، أن وفدًا يترأسه منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة غسان عليان، عقد عدة اجتماعات في الأيام الأخيرة مع كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية والجيش الأمريكي، لإيصال رسالة مفادها أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، "هي المشكلة وليس الحل".