19-مايو-2021

صلاة العيد في أحد المساجد في الصين بحضور رسمي (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

أفادت وكالة رويترز أن مسجد جيامان في مدينة قيرا، الواقع في أقصى غرب منطقة شينجيانغ الصينية، مخفي خلف أسوار عالية ولافتات دعائية للحزب الشيوعي الصيني، مما يترك المارة دون أي مؤشر على أنه موطن لموقع ديني. وبعد محاولة بعض المراسلين الصحفيين التأكد من الأمر وصل 4 رجال في ملابس مدنية وطوقوا المكان من زواياه الأربعة. وقال الرجال للصحفيين بأن التقاط الصور غير قانوني وطلبوا من الصحفيين المغادرة. وقام المراسلون بسؤال أحد الرجال إذا ما كان هناك مسجد في الداخل لكنهم أجابوا بالقول "لا يوجد مسجد هنا، ولم يكن هناك مسجد في هذا الموقع قط".

تقدر التقارير المتعلقة بالمساجد في إقليم شينجيانغ في الصين هدم ما يقدر بنحو 30% من المساجد، وتضرر 30% أخرى بطريقة ما، بما في ذلك إزالة المعالم المعمارية مثل المآذن والقباب

وتابع التحقيق الصحفي بالإشارة إلى أن المآذن الموجودة في الزوايا الأربع للمبنى اختفت، وكان سبق أن تمت رؤيتها في صور الأقمار الاصطناعية المتاحة للجمهور عام 2019، وتوضح الصور وجود صندوق معدني أزرق كبير يقف حيث كانت القبة المركزية للمسجد ذات يوم. لكن لم تتأكد رويترز ما إذا كان المبنى مكانًا للعبادة وقت التقاط صور الأقمار الصناعية في حينها. وقد قام فريق رويترز بتحليل صور الأقمار الاصطناعية لعشرة مساجد في مدينة تشانغجي كما زار الفريق ستة منها. وتبين إزالة ما مجموعه 31 مئذنة و12 قبة خضراء أو ذهبية في غضون شهرين بعد شهر نيسان/أبريل من العام 2018.

اقرأ/ي أيضًا: إعصار تاوكتا يفاقم أزمة الهند في ظل الانتشار الواسع لفيروس كورونا

كما تم استبدال نمط العمارة الإسلامية بأسقف على الطراز الصيني في عدة مساجد، الأمر الذي يعيد التذكير بالحديث عن أن الصين تحاول كسر التقاليد الدينية للمسلمين الإيغور واستيعابهم ضمن ثقافة أخرى، إضافة إلى ربط خطاب الصين الرسمي بين التعبير الديني والتطرف أو السعي للانفصال السياسي.

هذا وتشهد الصين تعصيدًا في الحملات الدعائية عبر وسائل الإعلام الحكومية، كما قامت جهات حكومية بتنظيم جولات لمواجهة انتقادات الباحثين والجماعات الحقوقية وسكان شينجيانغ السابقين الذين أفادوا بأن آلاف المساجد تم استهدافها في حملة قمع ضد سكان المنطقة. وكانت رويترز قد زارت أكثر من 20 مسجدًا في 7 مقاطعات في جنوب وغرب ووسط مقاطعة شينجيانغ خلال 12 يومًا أثناء شهر رمضان الفائت هذا العام. وخلصت النتيجة إلى وجود "تناقض بين حملة بكين تحت عنوان حماية الحرية الدينية، وبين الواقع على الأرض، حيث تم هدم معظم المساجد التي زارتها رويترز جزئيًا أو كليًا". ووفق جماعات حقوقية فهناك سلسلة من الإجراءات التي تقيد الحرية الدينية تمارسها السلطات الصينية، وتصف الجماعات الحقوقية هذه الإجراءات بكونها "تلقين سياسي إجباري لأكثر من مليون من مسلمي الإيغور وغيرهم بدأت منذ عام 2017" بحسب ما ورد في تقرير لموقع ناسداك.

فيما قال المتحدث باسم حكومة شينجيانغ، إليجان أنايات، "اتخذنا سلسلة من الإجراءات لحماية المساجد". وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشون ينغ، بأن "بعض المساجد قد هدمت، بينما تم تحديث وتوسيع أخرى كجزء من إعادة إحياء المناطق الريفية" وفق ما نقل موقع نيويورك بوست. وردًا على سؤال حول القيود التي فرضتها السلطات على الصحفيين الذين يزورون المنطقة، قالت ينغ بأنه "يجب على الصحفيين بذل جهد أكبر لكسب ثقة الشعب الصيني والإبلاغ بموضوعية في تقاريرهم".

أما بحسب ما نقل موقع يو أس نيوز، فهناك أكثر من 20 ألف مسجد في شينجيانغ، لكن لا توجد بيانات مفصلة عن وضعها. تحتوي بعض المساجد العاملة على لافتات تنص على أنه يجب على المصلين التسجيل بينما يمنع المواطنون من خارج المنطقة والأجانب وأي شخص يقل عمره عن 18 عامًا من الدخول. وتحتوي المساجد العاملة على كاميرات مراقبة وتتضمن أعلامًا صينية وشاشات دعائية للحزب الشيوعي الحاكم، كما يمنع التصوير في محيطها وبداخلها.

وعبر تقرير أعده "مشروع الإيغور لحقوق الإنسان" ونقلته هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، تبين أن الصين قد سجنت أو احتجزت ما لا يقل عن 630 إمام جامع وشخصيات دينية إسلامية أخرى منذ عام 2014. كذلك تبين وفاة 18 رجل دين مسلم أثناء الاحتجاز، بينما واجه العديد من المحتجزين تهمًا مثل نشر التطرف والحشد لزعزعة النظام الاجتماعي والتحريض على الانفصال. وجاءت العقوبات قاسية لتتراوح بين سنة أو 5 سنوات أو حتى 10 سنوات، وقد حكم على 14 إمام بالسجن المؤبد. وأفاد تقرير بي بي سي أن قاعدة البيانات المعتمدة في إجراء البحوث غير كافية لأن هناك تعتيم إعلامي وعدم قدرة للوصول إلى المعلومات والبيانات من الحكومة مما يرجح أن تكون الأرقام الحقيقية أكبر بكثير.

وفي ذات السياق أفاد تقرير للغارديان البريطانية نشر العام الماضي بأن آلاف المساجد تضررت أو دمرت في غضون 3 سنوات مما أدى إلى انخفاض أعداد المساجد بحوالي النصف تقريبًا. وكان معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي قد استخدم صور الأقمار الاصطناعية لرسم خريطة للأبنية على الأرض وتبين أن هناك 15 ألف مسجد من أصل 24 ألف مسجد تقول الحكومة الصينية أنها تعمل للحفاظ عليها. فقد تم هدم ما يقدر بنحو 30% من المساجد، وتضررت 30% أخرى بطريقة ما، بما في ذلك إزالة المعالم المعمارية مثل المآذن والقباب. وقال التقرير إنه في حين ظلت غالبية المواقع فارغة، فقد تم تحويل مواقع أخرى إلى طرق ومواقف للسيارات أو تم تحويلها للاستخدام الزراعي.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

إسرائيل تستهدف الإعلام بشتى الطرق وسياسات منصات التواصل تساعدها

جرائم إسرائيل حاضرة في السوشيال ميديا عالميًا و3 وسوم لإضراب فلسطين عربيًا