08-فبراير-2024
بلينكن في إسرائيل

(تويتر) نتنياهو لم يرفض رد حماس على إطار باريس، بشكلٍ كامل، إلّا أنّه هاجم المقترح في مؤتمره الصحفي

غادر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن المنطقة بعد زيارة خامسة لها منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ولم يحقّق رئيس الدبلوماسية الأمريكية هذه المرة الكثير من التقدم على صعيد صفقة التبادل، أو وقف الحرب على قطاع غزة.

وعاد بلينكن إلى واشنطن على وقع حديث نتنياهو عن استمرار العدوان على قطاع غزة، حتى "تحقيق النصر الكامل"، وفق قوله.

لم تحمل زيارة بلينكن الأخيرة للمنطقة أي جديد على صعيد ملف صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار

ورغم أن نتنياهو لم يرفض رد حماس على إطار باريس بشكلٍ كامل، إلّا أنّه هاجم المقترح في مؤتمره الصحفي، أما بلينكن فقد تحدث عن وجود مجال للمفاوضات.

وبعد جولة من الاجتماعات، عقد بلينكن مؤتمرًا صحفيًا الليلة الماضية في تل أبيب، حيث قال إنه "هنا أولًا وقبل كل شيء للتشاور مع شركائنا حول الجهد المشترك لإعادة جميع المختطفين".

وأشار بلينكن إلى رد حماس على الوسطاء بشأن مقترح صفقة التبادل، قائلًا إنه "من الواضح أن هناك بعض الأشياء غير قابلة للتنفيذ، لكن الرد يخلق مساحة للتوصل إلى اتفاقات. وسنعمل عليها بلا كلل حتى نصل الى هناك".

وأضاف: "ناقشنا ضرورة حماية المدنيين وضمان دخول المساعدات الإنسانية. لقد تم تهجير ما يقرب من مليوني شخص في غزة من منازلهم، وقد فقد معظمهم شخص يحبونه، ويومًا بعد يوم يقتل المزيد من الناس". تابع: "نضغط على إسرائيل بطرق ملموسة لحماية المدنيين والسماح بدخول المزيد من المساعدات. وقد فعلت إسرائيل ذلك، ونتيجة لذلك، تدخل المساعدات إلى غزة اليوم أكثر من أي وقت مضى"، بحسب قوله.

وتابع بلينكن: "أخبرت رئيس الوزراء ومسؤولين إسرائيليين آخرين أن الثمن اليومي الباهظ الذي تأخذه العملية العسكرية من المدنيين لا يزال مرتفعًا للغاية".

اليوم التالي والتطبيع

وتطرق بلينكن إلى قضية التطبيع، وتحديدًا ما بعد بيان الخارجية السعودية الأخير، قائلًا: "مازلنا ملتزمين بالسعي إلى إيجاد وسيلة دبلوماسية لتحقيق سلام وأمن عادلين ومستدامين للمنطقة بأكملها، إسرائيل مندمجة بالكامل في المنطقة، مع علاقات طبيعية مع دول مثل المملكة العربية السعودية. وفي الوقت نفسه، يجب البحث عن طريقة لإقامة دولة فلسطينية تعيش في سلام وأمن إلى جانب إسرائيل".

موضحًا: "خلال الزيارة ناقشنا الخطوات التي يجب علينا اتخاذها لجعل الطريق واقعيًا. وقد أكدت أهمية هذه الخطوات في لقائي مع محمود عباس"، مشيرًا إلى أن "ينبغي للسلطة أن تعلن عن حزمة من الإصلاحات".

وبحسب وزير الخارجية الأمريكي: "قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر، كنا نتطلع إلى التوصل إلى التطبيع بين إسرائيل والسعودية، وكان من المفترض أن أصل إلى كلا البلدين في 10 تشرين الأول/أكتوبر للترويج لذلك. وأردنا التركيز على ما كان معروفًا بالفعل في ذلك الوقت. وهناك مكونًا فلسطينيًا مهمًا في أي صفقة من هذا القبيل. وأكد بلينكن أنه حتى بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، كرر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان رغبته في التطبيع مع إسرائيل، لكنه اشترط ذلك بأمرين: الهدوء في غزة، وطريق واضح إلى دولة فلسطينية".

قلق محدود

وفي لقاء مع نتنياهو ورؤساء الأجهزة الأمنية للاحتلال الإسرائيلي، أعرب بلينكن عن "قلقه بشأن توسيع العملية البرية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة إلى رفح"، وقال إنه ينبغي دراسة الأمور بعناية، حيث يوجد الآن أكثر من مليون فلسطيني في قطاع غزة في هذه المنطقة، وأي عملية هناك يمكن أن تنتهي بكارثة.

وأضاف بلينكن: "المشاركون الإسرائيليون في الاحتماع، أوضحوا لي أن الجيش الإسرائيلي سيعرف كيفية تحذير السكان لمغادرة مناطق الخطر، كما عرف في مناطق أخرى في غزة"، وفق زعمه.

وشارك في اللقاء نفسه وزير الأمن يوآف غالانت الذي قال لوزيرة الخارجية إن رد حماس على الخطوط العريضة لصفقة التبادل "سيؤدي إلى استمرار الحرب، وإرسال قواتنا إلى أماكن أخرى في غزة قريبًا"، على حد قوله. وزعم بأن "جواب حماس تمت صياغته بحيث ترفضه إسرائيل".

نتنياهو واستمرار

وقبل لحظات من حديث بلينكن، قال نتنياهو: "مطالب حماس وهمية، والاستسلام لها لن يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن، لكنه لم يقل صراحة أن إسرائيل ترفض رفضًا كاملًا رد حماس على الاقتراح المقدم من قبل الوسطاء.

وأضاف: "استمرار الضغط العسكري شرط ضروري للإفراج عن المختطفين. الاستسلام لمطالب حماس الوهمية لن يؤدي فقط إلى عدم السلام. لكنه سيؤدي إلى مجزرة أخرى"، بحسب قوله. وأوضح نتنياهو "أننا لم نلتزم بأي شيء".

ولم توضح إسرائيل موقفها الفعلي من رد حماس، لكن مسؤولًا إسرائيليًا قال للقناة 13 الإسرائيلية، إن "جواب حماس، لا يمكنه المرور"، موضحًا أن النقاش الحالي يدور حول إذا ما كان يجب رفض المطالب بشكلٍ قاضي، أو الدخول في مفاوضات عليها.

وأضاف المسؤول: "لا جدوى من مناقشة اقتراح حماس. لدينا خطوط حمراء"، وفق تعبيره.

وبحسب صحيفة "هآرتس"،  قدرت مصادر سياسية أن تصريحات نتنياهو، قد تضع الأساس لاستمرار المفاوضات في الأيام والأسابيع المقبلة. وقال مصدر أجنبي مطلع على الأمر: "الوثيقة التي طرحتها حماس هي وثيقة لا يمكن لإسرائيل أن تقبلها بوضوح، لكنها تظهر أن المنظمة مستعدة للتفاوض، وربما حتى التفاوض الجدي، في وقت لاحق".

ووفق مصدر آخر، فإن رسائل نتنياهو حول رد حماس، ضد عدد الأسرى المطلوب للتبادل، وتصريحاته حول دخول الجيش الإسرائيلي المتوقع إلى رفح ومخيمين آخرين للاجئين، قد تكون "بهدف الضغط على حماس، من أجل التقليل من حدة موقفها".

وقبل عودته إلى واشنطن، التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم الخميس، في تل أبيب مع بيني غانتس وغابي آيزنكوت، المسؤولين العسكريين السابقين اللذان انضما إلى حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحربية.

وبحسب وكالة فرانس برس، ناقش بلينكن سبل تأمين إطلاق سراح الأسرى في غزة مع غانتس وآيزنكوت، من بين مسؤولين آخرين حاضرين. وحدد بلينكن نواياه عندما افتتح الاجتماع بالقول إن التركيز سيكون على "الرهائن والرغبة القوية في أن نراهم يعودون إلى أسرهم، وهو العمل الذي يتم القيام به لتحقيق هذه الغاية".

وقال غانتس لبلينكن: "القضية الأكثر إلحاحًا هي بالطبع إيجاد سبل لإعادة الرهائن". وأضاف: "من خلال القيام بذلك، يمكن تحقيق أشياء كثيرة".

وناقش بلينكن أيضًا، صفقة التبادل في اجتماع مع زعيم المعارضة الرئيسية في إسرائيل يائير لابيد.