08-فبراير-2024
خشية إسرائيل من انفلات الضفة الغربية

(Getty) تخشى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن يكون شهر رمضان المقبل فرصة تتفجر فيها الضفة الغربية

تتصاعد مواجهة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، بشكلٍ مطرد، مع تواصل الاقتحامات الإسرائيلية للمدن والمخيمات الفلسطينية، وارتفاع متواصل في العمليات، مما يشي بإمكانية "انفجار الحالة في الضفة"، وفق التقديرات الإسرائيلية.

وتخشى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من أن يكون شهر رمضان المقبل الفرصة التي تفجر الحالة في الضفة الغربية، مع استشهاد حوالي 370 فلسطينيًا، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.

منذ بداية الحرب على غزة، نفذ جيش الاحتلال حتى الآن أكثر من 60 عملية عسكرية بالضفة الغربية، معظمها في مخيمات طولكرم ونابلس وجنين

عودة للاجتماعات الأمنية

ومع سلسلة مع المشاورات الأمنية الإسرائيلية، كان الحدث الأبرز "اجتماع غير عادي"، كما وصفته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، شارك فيها وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ، مع رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، ورئيس جهاز الشاباك رونين بار، ومنسق عمليات حكومة الاحتلال في المناطق المحتلة غسان عليان، والهدف منه "تهدئة المنطقة" قبل شهر رمضان الذي سيحل هذا العام، في ظل العدوان الإسرائيلي على غزة.

وحضر الاجتماع، مجموعة من قادة جهاز الشاباك، وشارك فيه رئيس الجهاز لفترة قصيرة من الزمن. وخلال الاجتماع، قال المسؤول في السلطة حسين الشيخ إن استقدام العمال ضروري لتخفيف الضائقة الاقتصادية في أراضي السلطة الفلسطينية، وهو الأمر الذي ترفضه الحكومة الإسرائيلية رغم دعم رئيس الوزراء الإسرائيلي له.

وتحذر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من أن العديد من الفلسطينيين الذين عملوا في إسرائيل حتى 7 تشرين الأول/أكتوبر قد ينتج عن غيابهم حالة من التصعيد. إذ "يرى الشاباك والجيش أن دخول العمال يشكل رادعًا وينتج دائرة من الرقابة الداخلية. فيما تحذر شرطة الاحتلال، من أن ذلك قد يؤدي إلى هجمات".

 كما ناقش الاجتماع إمكانية السماح بدخول أهالي الضفة الغربية للمسجد الأقصى خلال رمضان، وبحسب موقف الشرطة الإسرائيلية، فإنها ترفض أي دخول، فيما يفضل حيش الاحتلال السماح لأعداد محدودة بالوصول للمسجد.

خشية من الانفجار

وتفهم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية "الانتفاض الفلسطيني" باعتباره "موسميًا"، ويرتبط بأحداث دينية أو مواقع بعينها، مثل شهر رمضان أو المسجد الأقصى، ويرى فيها فرصة إلى "الانفجار الأكبر".

ورغم الحالة في الضفة الغربية، إلاّ أن قادة جيش الاحتلال يعتبرون أن "الانفجار الكبير لم يحدث"، وقال مسؤولون أمنيون من الاحتلال إن "هذا الحدث [رمضان] المهم لجميع المسلمين يمكن أن يكون الفرصة الأولى والحقيقية لحماس للنجاح، إذا لم نتصرف بمهنية وحكمة"، وفق ما ورد.

وتشير "يديعوت أحرونوت" إلى أن هناك من يربط بين رمضان وصفقة التبادل باعتبارها "فرصة لإسرائيل"، بحيث يمكن تنفيذ صفقة التبادل والتوصل إلى هدنة طويلة، مع إمكانية السيطرة على الضفة الغربية.

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية: "قد يكون رمضان، أكثر انفجارًا من أي وقت مضى بسبب الحرب. في الأيام المقبلة، ستبدأ المؤسسة الأمنية مناقشات حاسمة بشأن السياسة الإسرائيلية، في رمضان. وستكون مسألتان رئيسيتان في قلب المناقشات: الحظر الذي فرضه مجلس الوزراء على دخول ما يقرب من 100 ألف عامل فلسطيني يحملون تصاريح للعمل في إسرائيل، وعدد المصلين المسلمين من الضفة الغربية الذين ستتم الموافقة على دخولهم إلى المسجد الأقصى".

أكثر من 100 سيناريو

وفي يوم الإثنين الماضي، نفذت القيادة المركزية في جيش الاحتلال تمرينًا في الضفة الغربية، بهدف "الحفاظ على تأهب وكفاءة القوات"، لمدة يومين.

وبحسب المصادر الإسرائيلية، فإن المناورة، شملت أكثر من 100 سيناريو، بما في ذلك، عمليات بأشكال متعددة، واقتحام مستوطنات، وإطلاق النار على مركبات للمستوطنين، وأيضًا حالة قيام المستوطنين باختطاف فلسطيني، وهي قضية أثارت الجدل في إسرائيل، وصرح ضدها نتنياهو.

وفي تعليقه على الحالة في الضفة الغربية، قال المعلق العسكري لـ"هآرتس" عاموس هارئيل: "نتنياهو ووزراء اليمين، لا يشيرون أبدًا تقريبًا إلى ما يحدث في الضفة الغربية، لكن المسؤولين الحكوميين قلقون للغاية بشأن الوضع. حذر الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام الشاباك السياسيين من أن الاستمرار في منع عشرات الآلاف من الفلسطينيين في الضفة الغربية من العمل في إسرائيل سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في المناطق التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية ويثير موجة من الهجمات على نطاق واسع لم تحدث منذ سنوات".

وأضاف: منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر "وحتى الآن، لا تزال الضفة الغربية مضطربة؛ ولا يمر يوم دون وقوع هجوم"، مضيفًا: "على الرغم من التحذيرات، فإن نتنياهو ليس في عجلة من أمره لمناقشة الأمر".

في يوم الإثنين الماضي، نفذت القيادة المركزية في جيش الاحتلال، تمرينًا في الضفة الغربية، بهدف "بهدف الحفاظ على تأهب وكفاءة القوات"، لمدة يومين

وفي منتصف الشهر الماضي، كتبت "هآرتس" في افتتاحية الصحيفة أن "حكومة المستوطنين تغذي تفجير الضفة الغربية". وكانت إدارة بايدن قد فرضت عقوبات على 4 مستوطنين، مع تصاعد هجماتهم على الفلسطينيين.

ومنذ بداية الحرب على غزة، نفذ جيش الاحتلال حتى الآن أكثر من 60 عملية عسكرية بالضفة الغربية، معظمها في مخيمات طولكرم ونابلس وجنين.