11-يوليو-2019

أطفال اليمن في وضع مروّع بسبب الحرب (أ.ف.ب)

يد لـ"الترفيه" في السعودية، ويد سعودية للقتل في اليمن على مدار أكثر من أربع سنوات، ضحاياها من الجميع مع وفرة خيارات الموت.

منذ اندلاع الحرب في 2015 وحتى شباط/فبراير 2019، سجّلت اليونيسيف مقتل وإصابة أكثر من 6700 طفل يمني

في 26 آذار/مارس 2015 بدأت الحرب السعودية على اليمن، بتحالف هشّ، يقوده متضادان في المصالح، متفقان على القتل والكثير من الدمار، هما الرياض وأبوظبي. وبينما ينصهر الجميع في بوتقة الضحية، يبرز أطفال البلاد الممزقة؛ فالموت مصير للكثيرين منهم، إما بالرصاص أو بالجوع  أو بالمرض.

اقرأ/ي أيضًا: موت أطفال اليمن.. كل 10 دقائق ضحية

حولت الحربُ اليمنَ إلى جحيم حي، لكافة السكان الذي يعيشون على ترابه، في الوقت الذي يعاني فيه نحو مليوني طفل تقل أعمارهم عن خمس سنوات، من سوء التغذية، كما قالت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف)، العام الماضي، قبل أن يترفع عدد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية إلى ثلاثة ملايين و300 طفل.

ومنذ اندلاع الحرب وحتى شباط/فبراير 2019، سجلت اليونيسيف مقتل وإصابة أكثر من 6700 طفل يمني. ومنذ اندلاعها، يموت سنويًا 30 ألف طفل يمني بسبب سوء التغذية!

المئات سَلبت مقذوفات التحالف حياتهم في جرائم ضد الإنسانية، من خلال استهداف مباشر لمواقع وأسواق ومنازل مأهولة بالسكان، في مختلف مناطق البلاد، فمجزرة ضحيان في محافظة صعدة التي سقط فيها نحو٥٠ طفلًا بين قتيل وجريح، إثر غارات شنتها مقاتلات التحالف، بالإضافة إلى استهداف حفلات الأعراس في محافظة حجة ومنطقة سنبان، وغيرهما؛ ستظل شواهد على انتهاكات التحالف الجسيمة.

ولم يتخذ أطراف الصراع سوى "تدابير" غير مجدية لمنع سقوط ضحايا في صفوف المدنيين، الذين هم بمثابة الورقة التي يلعب بها وعليها أطراف الصراع في اليمن، وفي القلب من ذلك: الأطفال الذين تدهورت وضعيتهم، "بل أصبحت أمرًا مروعًا"، كما قالت الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، فيرجينيا غامبا.

الدفع بجيلٍ كامل نحو الجحيم

ومن أوجه الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في اليمن على إثر الحرب، استغلالهم بالتجنيد القسري في المعارك.

ومنذ بدء الحرب داخليًا بين الحوثيين والحكومة اليمنية، وحتى 2018، جُنّد قسريًا نحو 3034 طفلًا يمنيًا. وللحوثيين النصيب الأكبر من عمليات التجنيد هذه.

يدفع هذا بجيل كامل من اليمنيين، الذي هم أطفاله الآن، نحو الجحيم، بإشراكهم قسرًا في حرب لا يعلمون عنها شيئًا، وتعرضهم على إثر هذا الإشراك القسري لانتهاكات أخرى، مثل الاعتقال بسب ارتباطهم بشكل فعلي أو مزعوم بأحد أطراف الصراع.

أطفال اليمن
يموت كل 10 دقائق طفل يمني لأسباب كان يمكن تجنبها لولا الحرب

من جهة أخرى، تتعرض المدارس والمنشآت التعليمية في اليمن للقصف المستمر من قبل قوات التحالف اليمني، فضلًا عن تحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية من قبل أطراف الصراع المختلفة.

وتقول بعض الإحصاءات إن عدد مرات الاعتداءات على المدارس في اليمن وصلت لـ381 اعتداء، أدت إلى أضرار متفاوتة وصلت بعضها للتدمير الكلي، فضلًا عن 258 حالة استخدام عسكري للمدارس.

تقول بعض الإحصاءات إن عدد مرات الاعتداءات على المدارس في اليمن خلال سنوات الحرب وصلت لـ381 اعتداء

ومن صور مأساة الأطفال في اليمن أيضًا، العمل المبكر من أجل البقاء، في الكثير من الحالات حيث إما أن العائل متوفىً أو مفقود أو على جبهة المعركة، ما يضطر بالأطفال للعمل من أجل توفير القوت اليومي، حتى وصلت نسبة العمال في أوساط الأطفال إلى 60% خلال السنوات الأخيرة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تقرير أممي: التحالف السعودي متورط في دماء أغلب الأطفال الضحايا باليمن

معاناة الأطفال في الحرب بين الأذى الجسدي والمعنوي