20-أبريل-2019

يعاني اليمنيون بشكل يومي من أجل الحصول على الوقود (ألترا صوت)

الترا صوت - فريق التحرير

تتفاقم أزمة المشتقات النفطية في العاصمة اليمنية صنعاء يومًا بعد آخر وسط ارتفاع كبير في أسعارها. طوابير السيارات تصل الى عدة كيلومترات في شوارع العاصمة، التي تسيطر عليها قوات الحوثيين، أمام محطات البنزين التي لا يتجاوز عددها أصابع اليد، في المدينة ذات الكثافة السكانية العالية.

ليس الحصول على الوقود أمرًا سهلًا في العاصمة صنعاء، هناك حيث تستغرق تعبئة خزان سيارتك أيامًا طويلة من الصبر والانتظار، في معاناة يومية تخيم على البلاد

مع اقتراب شهر رمضان  في كل عام، تنزل الأزمات على العاصمة بكثافة، يقول أحد المواطنين اليمنيين المقيمين في صنعاء متذمرًا لـ"ألترا صوت". ليس لمطيع أمين مصدر دخل آخر سوى سيارته، التي أصبحت الآن مأوى له أو مكان إقامة، ينتظر فيه دوره في الحصول على حصة من البنزين، حيث لم يبرح الشارع منذ أربعة أيام.

اقرأ/ي أيضًا: أرض الألغام.. اليمن ساحة مفتوحة على الموت

كان مطيع يخبئ في منزله 40 لترًا لوقت الأزمات التي تعصف بالبلاد بين الحين والآخر، لكنه استخدمها  في الأسابيع الأخيرة قبل انعدام مادة البترول من الأسواق، لذلك فإنه يتخوف من عدم قدرته على تأمين احتياجات أسرته المكونة من سبعة أفراد في الوقت الحالي، وربما يضطر للمكوث أمام محطات البنزين أيامًا أخرى للحصول على مراده.

ليس الحصول على الوقود أمرًا سهلًا في العاصمة صنعاء، هناك حيث تستغرق تعبئة خزان سيارتك أيامًا طويلة من الصبر والانتظار، في معاناة يومية تخيم على البلاد مع استمرار الحرب والحصار.

تقف اليسارات في صنعاء في طوابير طويلة لساعات للحصول على وقود (ألترا صوت)

يأتي ذلك في وقت يتبادل فيه الحوثيون وحكومة هادي والتحالف السعودي الإماراتي الداعم لها، الاتهامات بالوقوف وراء الأزمة النفطية في العاصمة اليمنية. وتتهم جماعة الحوثيين التحالف بحجز سُفن محملة بالنفط في البحر الأحمر، في الوقت الذي تعتبر حكومة هادي أن الحوثيين افتعلوا الأزمة للمتاجرة بمعاناة المواطنين في مناطق سيطرتهم.

 وفي 6 نيسان/إبريل، بدأت أزمة المشتقات النفطية، حيث أغلقت غالبية المحطات أبوابها، بعد نحو اقل من شهر من رفع أسعارها من قبل شركة النفط بصنعاء. ورفعت الجماعة سعر جالون البترول (20 لترًا) بنسبة 15%، حيث أصبحت تباع بـ7300 ريال محلي، فيما تباع في السوق السوداء بـ20 ألف ريال (٤٠ دولارًا)، بعد أن كان السعر خلال الأشهر الماضية حوالي 6400 ريال.

تحايل على الأزمة

ثلاثة أيام قضاها مختار أمين سائق حافلة  كبيرة، أمام شركة النفط، حصل فيها على 40 لترًا من الديزل، لكنه خسر أكثر من 20 ألف ريال لتوفير الطعام والشراب أثناء مكوثه أمام المحطة حتى جاء دوره.

يروي أمين تفاصيل هذه المعاناة لـ"ألترا صوت"، قائلًا: لن أستطيع جمع قيمة الديزل والمال الذي خسرته في المحطة من إيجار الحافلة، لكنني مضطر من أجل توفير المصروفات للأسرة، وفي حال نفذ الديزل من الحافلة خلال اليومين القادمين سأعود إلى المحطة من جديد.

وأصدرت الشركة اليمنية للنفط في صنعاء، قرارًا بتعبئة السيارات 40 لترًا لكل مركبة من أجل تجاوز الأزمة، لكن المخزون النفطي سينفذ قريبًا إن لم يتم تزويد المحطات.

السوق السوداء

منعت جماعة الحوثيين بيع المشتقات النفطية في السوق السوداء خلال الأيام الثلاثة الماضية، ما فاقم من معاناة السكان، كما منعت الجماعة  تجار المشتقات النفطية من بعض الأسواق، ما أدى  إلى ارتفاع أسعارها بشكل لافت.

تضاف أزمة الوقود على قائمة المعاناة اليومية للمواطن اليمني (ألترا صوت)

ياسر عبدالإله المدير التنفيذي لشركة النفط بصنعاء، يؤكد أنه إذا طالت الفترة فإن الإمدادات النفطية ستنتهي بالكامل، مبينًا  لـ"ألترا صوت"، أن المخزون النفطي بالعاصمة على وشك النفاذ، مشيرًا الى أن هناك منع تام لدخول المشتقات النفطية من قبل التحالف السعودي الإماراتي.

وأعلنت اللجنة الاقتصادية التابعة لحكومة هادي، موافقتها على دخول أربع سفن تحمل 51 ألف طن من الوقود إلى ميناء الحديدة.  وكانت اللجنة قد أصدرت قرارًا بمنع استيراد أي شحنة نفطية إلا عبر البنك المركزي اليمني، وأن أي شحنة نفطية يتم استيرادها دون الرجوع للبنك فإن التحالف العربي لن يسمح بدخولها اليمن.

اقرأ/ي أيضًا: 4 سنوات على حرب اليمن.. ماذا حقق حلف الرياض-أبوظبي؟

وأرجعت اللجنة تلك الإجراءات للحفاظ على الريال اليمني الذي شهد انهيارًا كبيرًا أمام العملات الأجنبية، كما تسعى اللجنة لإعادة الدورة النقدية للبنك المركزي من السوق السوداء التي يسيطر عليها المضاربون بالعملة.

 يتبادل الحوثيون وحكومة هادي والتحالف السعودي الإماراتي الداعم لها، الاتهامات بالوقوف وراء الأزمة النفطية في العاصمة اليمنية، فيما تستمر معاناة السكان اليومية

معاناة اليمنيين لا تنتهي عند حد، فبالإضافة إلى الحرب والفقر تزيد الأزمات طينة معاناتهم بلة، فلم يجد سكان العاصمة سوى مقر الأمم المتحدة لإيصال أصوات معاناتهم للعالم. حيث إن المئات من السكان يعتصمون منذ أكثر من أسبوعين أمام مقر الأمم المتحدة للمطالبة برفع الحصار والسماح لناقلات النفط بالدخول إلى ميناء الحديدة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

القمامة.. كل ما تبقى لنازحي "الحديدة" في اليمن