05-أبريل-2019

تسعى الإمارات والسعودية إلى السيطرة على سقطرى (تويتر)

يتواصل الصراع بين حلف الرياض وأبوظبي للسيطرة على المواقع الإستراتيجية والجزر اليمنية، فمنذ دخول الحلف البلاد، لا ينفك يتغنى بانتصاراته الكاذبة على جماعة الحوثيين، وسيطرته على 85% من أراضي البلاد، رغم أن حوالي ثلثيها لم تدخلها قوات الحوثيين وصالح في العام 2015.

تتسابق دولتا التحالف للسيطرة على جنوب اليمن، ففي الوقت الذي تنشر السعوديه قواتها العسكرية في المهرة وجزيرة سقطرى، تجند الإمارات الآلاف ضمن المليشيات المسلحة 

محافظة حضرموت وهي كبرى محافظات البلاد والمهرة وجزيرة سقطرى ومدينتا مأرب وعتق، كانت من المناطق التي لم تتمكن جماعة الحوثيين من الوصول إليها، غير أن التحالف السعودي الإماراتي، نشر مليشياته فيها وأحكم السيطرة عليها.

وتتسابق دولتا التحالف للسيطرة على جنوب اليمن، ففي الوقت الذي تنشر السعوديه قواتها العسكرية في المهرة وجزيرة سقطرى، تجند الإمارات الآلاف من المليشيات المسلحة في كل المحافظات اليمنية الجنوبية، تحت اسم أحزمة أمنية وقوات النخب الحضرمية، والشبوانية، لتعزيز سيطرتها على الجنوب، إلى جانب نشر قواتها العسكرية. 

اقرأ/ي أيضًا: 4 سنوات على حرب اليمن.. ماذا حقق حلف الرياض-أبوظبي؟

كما انتشرت قوات سعودية في محيط مطار سقطرى الدولي، الأسبوع الماضي، بعد وفاة ضابط سعودي يعمل مسؤولًا عن أمن المطار. وقال مصدر محلي، إن الضابط السعودي عبداللطيف القحطاني مسؤول الحماية بمطار سقطرى توفي دون أن يذكر المصدر معلومات عن أسباب الوفاة. وأشار إلى أن جثة الضابط نقلت إلى السعودية على متن طائرة خاصة.

ووصلت القوات السعودية إلى سقطرى كوسيط في أعقاب التوتر الذي حدث بين الحكومة اليمنية والإمارات، منتصف العام الماضي، إثر إنزال أبوظبي قوات عسكرية في الجزيرة أثناء تواجد رئيس الوزراء السابق أحمد عبيد بن دغر حينها في الجزيرة، وكان له موقف قوي ضد تلك الاستحداثات العسكرية التي وصفتها الحكومة اليمنية بـ"غير المبررة".

يذكر أن أرخبيل سقطرى وهو عبارة عن مجموعة جزر في المحيط الهندي، أعلن محافظة مستقلة قبل عدة سنوات، لم تصل إليه الحرب ولم تصله قوات الحوثيين كما لم يشهد أي عملية إرهابية، ويتمتع بموقع إستراتيجي.

وقد تمّ تصنيف الجزيرة كواحدةٍ من مواقع التراث العالمي على قائمة اليونسكو، كما تلقب بأنّها من أكثر المناطق غرابةً في العالم، نظرًا للتنوع الحيوي الفريد فيها، والأهمية البيئية.

أطماع إماراتية

غير أن المكانة الإستراتيجية في المحيط الهندي، والتنوع الحيوي والبيئي، جعلها محلًا للأطماع الإماراتية التي لم تتوقف مساعيها الاحتلالية منذ دخولها البلاد في آذار/مارس 2017.

وفي نيسان/أبريل 2018، أجبرت الاحتجاجات الشعبية والحكومية اليمنية الإمارات على سحب قواتها من الجزيرة عقب الدفع بأكثر من 200 جندي إلى الجزيرة والسيطرة على المراكز الحكومية فيها.

مع ذلك فإن مساعي الإمارات ما زالت متواصلة، فخلال الأشهر الماضية عمدت إلى الدفع بالآلاف من أبناء الجزيرة (نخبة سوقطرية) إلى مدينة عدن من أجل تدريبهم وإعادتهم إلى المحافظة، على غرار النخبة الحضرمية والشبوانية والمهرية التي أنشأتها الإمارات في الجنوب. وأسست أبوظبي ميناء خاصًا بها بالإضافة إلى أنها تواصل مساعيها لبناء قاعدة عسكرية في الجزيرة من أجل تعميق تواجدها العسكري في سقطرى.

ويمكن لأي دولة تمتلك قاعدة عسكرية في سقطرى أن تصبح مسيطرة على مضيقي هرمز وباب المندب، الذي بدوره يؤثر على الملاحة في قناة السويس ومضيق ملقا، الفاصل بين أندونيسيا وماليزيا.

اقرأ/ي أيضًا: أرض الألغام.. اليمن ساحة مفتوحة على الموت

وكانت الإمارات سعت للضغط على الرئيس هادي بتوقيع عقد لمدة 99 عامًا يتم من خلاله تحويل جزيرة سقطرى اليمنية إلى قاعدة عسكرية إماراتية وإدارة الموانئ البحرية اليمنية للمدة نفسها، وهو ما رفضه هادي، ومن حينها دخل التوتر بين الجانبين.

يمكن لأي دولة تمتلك قاعدة عسكرية في سقطرى أن تصبح مسيطرة على مضيقي هرمز وباب المندب

وكما يوضح فيديو تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي قبل فترة، فقد أنشأت أبوظبي ميناء عسكريًا في الجزيرة بالقرب من الميناء الحكومي.‏ وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لطائرات شراعية جلبتها الإمارات لسقطرى وكذلك صورًا للطيارين من أبناء سقطرى، دربتهم في أبوظبي. كما استقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة طيارين باكستانيين وهنودًا لمراقبة جزيرة سقطرى اليمنية في البحر العربي جنوب البلاد.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

صعدة ليست الأولى.. أبرز مجازر السعودية بحق الأطفال في اليمن

عدن..مسرح اغتيالات وتفجيرات متواصلة