16-سبتمبر-2023
المعارضة التركية

بدأت الصراعات على زعامة حزب المعارضة الأبرز في تركيا قبيل المؤتمر العام (Getty)

ضاعفت الخسارة التي تعرض لها حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية، في أيار/مايو الماضي، من حدة الانتقادات الموجهة لرئيس الحزب كمال كليجدار أوغلو، بالتزامن مع اقتراب موعد المؤتمر العام للحزب. 

ومن المتوقع، أن يشهد المؤتمر منافسة على رئاسة الحزب، التي رفض كليجدار أوغلو التخلي عنها بعد الخسارة في الانتخابات التركية.

يحصل رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، على دعم رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو

إعلان ترشح أوزغور أوزيل

وفي هذا الإطار، أعلن رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب، أوزغور أوزيل، ترشحه للمنصب، وقال في مؤتمر صحفي بمقر الحزب، عقده أمس الجمعة: "إنني أعلن ترشحي لرئاسة حزب الشعب الجمهوري، ليس من أجل الحصول على السلطة داخله، ولكن من أجل جعل حزب الشعب الجمهوري، حزب أتاتورك، هو صاحب السلطة"، وأضاف: "هذه  خطوة أولى، ولكن حاسمة في الرحلة التي بدأناها دون أي حسابات أو مصالح أو استفهامات أو تحفظات". 

وأوضح أوزيل، أن الأسباب التي دفعته إلى الترشح: "هي قصة أولئك الذين لا يستطيعون وقف خسارة الانتخابات. قصة أولئك الذين يعتبرون أنفسهم أبرياء، ولا يرون جريمة في أنفسهم، ويعترضون على التصرف وكأن شيئًا لم يحدث". 

وتابع: "أنها قصة الشباب والنساء الذين عقدوا العزم على عدم ارتكاب نفس الأخطاء مرة أخرى. قصة الكوادر الذين يؤمنون بتغيير حزب الشعب الجمهوري من أجل تغيير تركيا"، مؤكدًا أن "الترشح أبعد من مجرد تغيير الزعيم. بل قصة حركة تأخذ السلطة من الكوادر وتعطي السلطة لكوادرها".

getty

انتقادات لقيادة الحزب 

ووجه رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، انتقادات لقيادة الحزب، قائلًا: "خلافًا للمطالب والاحتياجات الاجتماعية، لم تقم إدارة الحزب بالتحقيق في أسباب الهزيمة ورسم خريطة طريق جديدة".

وأضاف : "لقد قدم أعذارًا مختلفة ولم يتحمل المسؤولية السياسية [أي كليجدار أوغلو]. ناخبونا، الذين فقدوا ثقتهم، اندفعوا إلى تمزق عاطفي لدرجة أنهم هجروا السياسة" في إشارة لرفص كليجدار أوغلو  دعوات الاستقالة بعد هزيمته في الانتخابات، قائلًا: "اختارت إدارة الحزب تجاهل هذا التمزق".

وأشار أوزيل، إلى أنه "سيتم تنفيذ إصلاح شامل للعضوية، وسيتم ضمان مشاركة الأعضاء في جميع العمليات، بما في ذلك الانتخاب المباشر للرئيس"، مشددًا  على أنه "سيتم اعتماد التمثيل المتساوي مع المرأة".

ولفت أوزيل، النظر إلى أن "انتقال 39 نائبًا لأحزاب أخرى ترك ضررًا لا يُنسى في تاريخ الحزب، وتم تنفيذ هذه العملية دون رقابة داخلية، وحتى المجالس المنتخبة لم يتم إبلاغها.. فأسلوب الإدارة الذي لا يتحمل المسؤولية أمر غير مقبول، ويجب تجديد زعيم الحزب وموظفيه وأسلوب ممارسة السياسة"، في إشارة إلى فوز الأحزاب المتحالفة مع حزب الشعب بـ ‏39 مقعدًا على قوائم الحزب في إطار تحالف الطاولة السداسية خلال الانتخابات البرلمانية الماضية.

وشدد أوزيل، على أنه "ينبغي التخلي تمامًا عن نهج الإدارة الذي يتجاوز في بعض الأحيان الصلاحيات والمسؤوليات المنصوص عليها في القانون"، معتبرًا أن "هذه هي خطة الكوادر الذين يؤمنون بتغيير حزب الشعب الجمهوري من أجل تغيير تركيا".

وردًا على سؤال حول بقاءه رئيسًا للمجموعة البرلمانية لحزب الشعب، أجاب أوزيل: "بدءًا من الغد، ستعقد مؤتمراتنا الإقليمية، وسنواصل العمل لمدة 50 يومًا، وسنقوم بإجراء هذا التقييم في الفترة المقبلة، وإذا فزت سأكون رئيس مجلس الإدارة، ورئيس المجموعة".

getty

إمام أوغلو يتمنى النجاح لأوزيل

وفور انتهاء أوزغور أوزيل، من كلمته في مقر الحزب، تمنى رئيس بلدية  إسطنبول وأحد أبرز قادة حزب الشعب الجمهوري، أكرم إمام أوغلو، النجاح لأوزغور أوزيل وفريقه.

وقال إمام أوغلو، في منشور على حسابه في منصة إكس (تويتر سابقًا): "إذا تغير حزب الشعب الجمهوري ستتغير تركيا". 

وكان رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، أحد المشاركين في اجتماع قيادات حزب الشعب الجمهوري المسرب عبر الإنترنت، بمشاركة رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو وعدد من قيادات الحزب، ووصف الاجتماع  بأنه ترتيب للإطاحة برئيس الحزب الحالي كمال كليجدار أوغلو.

يشار إلى أن إمام أوغلو، كان قد أعلن عن نيته الترشح مجددًا لرئاسة بلدية إسطنبول، الشهر الماضي، في الانتخابات المحلية القادمة، والمقرر تنظيمها في شهر آذار/مارس من عام 2024.

وقال في مؤتمر صحفي، فور إعلان قراره: "سأسلك الطريق مرة جديدة من أجل الدفاع عن إسطنبول وخدمتها، التي تعني خدمة تركيا والعالم والبشرية كلها"، ووصف التراجع عن هذا الهدف بـ"الخيانة"، وأضاف "لقد شرعت على مدى 4 أعوام ونصف العام في إنشاء مدينة مزدهرة تعتمد أحدث الابتكارات التكنولوجية في العالم".

مطالب التغيير

يذكر أن إمام أوغلو أول من دعا إلى ضرورة إجراء تغيير في قيادة حزب الشعب الجمهوري، وكرر هذا الطلب مرتين، وأقدم مؤخرًا على إطلاق موقع إلكتروني تحت عنوان: "دعوة للتغيير: في حزب الشعب الجمهوري وفي تركيا".

وجه رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، انتقادات لقيادة الحزب، قائلًا: "خلافًا للمطالب والاحتياجات الاجتماعية، لم تقم إدارة الحزب بالتحقيق في أسباب الهزيمة ورسم خريطة طريق جديدة"

لكن المطالب الواسعة بالتغير قوبلت بالرفض من قبل رئيس الحزب كمال كليجدار أوغلو، الذي يُصرّ على أن المؤتمر القادم للحزب هو من يقرر مصير القيادة. إلا أن مصادر تحدثت عن أن كليجدار أوغلو، وفي إطار حماية نفسه، قام بقطع الطريق أمام المطالبين باستقالته، حيث ربط كافة هيئات حزب الشعب الجمهوري، ووضعها تحت إشرافه مباشرةً.

ومن المقرر أن ينعقد المؤتمر العادي 38 لحزب الشعب الجمهوري بداية تشرين الثاني/نوفمبر القادم، والذي سيشهد انتخاب قيادة ورئيس للحزب.