30-مايو-2023
gettyimages

يمكن أن تكون الانتخابات الأخيرة، الخطوة الأخيرة في حياة كليجدار أوغلو السياسية (GETTY)

خرج كمال كليجدار أوغلو، بعد نهاية الجولة الثانية من الانتخابات التركية في كلمة مقتضبة، اعترف فيها بنتائج الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية، التي أظهرت خسارته أمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من دون أن يقدم التهنئة له، أمّا اللافت في خطاب كليجدار أوغلو، المقتضب، فقد كان خروجه وحيدًا، بدون قادة تحالف "الأمة" المعارض والمعروف إعلاميًا باسم "الطاولة السداسية".

أصوات عديدة في داخل حزب الشعب الجمهوري، تطالب كليجدار أوغلو بالاستقالة من رئاسة الحزب

وفي خطابه، بعد خسارة الانتخابات، قال كليجدار أوغلو: "أطلب منكم مواصلة النضال من أجل الديمقراطية، ومن جانبي سأواصل النضال".

من جانبها، قالت زعيمة حزب "الجيد" والعضو في تحالف "الطاولة السداسية" المعارض ميرال أكشنار، إن تركيا "عانت كثيرًا بسبب الاستقطاب، وحان الوقت للاتحاد من أجل حل هذه المشاكل"، كما قدمت التهنئة للرئيس التركي أردوغان، مثلما فعل عدة قادة من تحالف المعارضة.

انتقادات أحزاب المعارضة

وبعد الخسارة التي مُني بها مرشح تحالف المعارضة التركية كليجدار أوغلو، توجهت الأنظار نحو حزب الشعب الجمهوري الذي لم يصدر عنه أي تعليق حول نتائج الانتخابات، فيما بدأت الأصوات تظهر داخل صفوف المعارضة، التي تطالب كليجدار أوغلو بالاستقالة. 

وفي هذا الإطار، دعا رئيس بلدية بولو تانغو أوزغان، المعروف بمواقفه العنصرية تجاه اللاجئين، كليجدار أوغلو إلى الاستقالة من رئاسة حزب الشعب الجمهوري، وقال في تغريدة :"هل أسأت الفهم؟ هل قال كليجدار أوغلو الاستمرار؟ لقد نظمت المعارضة كما تريد وأعلنت نفسك مرشحًا! رغمًا عن أولئك الذين لم يرغبوا في ذلك، لكن يكفي.. أرجوك اتركنا، أحبب أحفادك واجلس بجوارهم، لقد أعطيت لنا الأمل لمدة 13 عامًا.. أرجوك تكفي 13 عامًا".

الانتخابات التركية 2023

بدوره، انتقد وزير الدولة السابق وعضو حزب الشعب الجمهوري محمد سيفيغن، زعيم حزب الشعب الجمهوري كليجدار أوغلو، قائلًا: "لم نتمكن من فهم الناس، إنهم لا يثقون بنا، وحذرتك ميرال أكشنار من الترشح".

وأضاف سيفيغن في تصريحات لقناة "CNN Turk": "نحن غاضبون من أنفسنا وكذلك من السيد كمال، ولذلك يجب عليه الاستقالة، لكنه لن يفعل ذلك بسبب جشعه".

وهاجم القيادي في حزب الشعب الجمهوري، أحزاب "الطاولة السداسية" وقياداتها، قائلًا: "من وضع الطاولة السداسية معنا، هل توجد طاولة سداسية هناك؟ كانوا هم من أطلق النار على السيد كمال من الخلف، ولو كانوا يخرجون ويتجولون في الولايات التركية لكانت الأصوات ضعف ما هي عليه الآن، ولكنهم أخذوا منه ما أرادوا وتركوه وحيدًا خاسرًا".

بدورها، شنت أصلي بايكال، ابنة رئيس حزب الشعب الجمهوري السابق دينيز بايكال، هجومًا عنيفًا على كليجدار أوغلو، واصفةً إياه بـ"الديكتاتور" الذي سيدمر حزب الشعب الجمهوري طالما ظل موجودًا على رأسه.

getty

وقالت بايكال في تغريدة على حسابها على تويتر: إن "كليجدار أوغلو، ورغم هزيمته في كل الاستحقاقات الانتخابية أمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يتحدث عن الاستمرار في معارضته"، واصفةً إياه بـ"الطاعون الذي سيأكل رقبة كل من يساعده على الاستمرار في منصبه"، وفق تعبيرها.

كما دعا الصحفي المعارض فاتح بورتاكا، زعيم حزب الشعب الجمهوري كليجدار أوغلو إلى الاستقالة، كما انضم إلى الدعوة الصحفي المعارض وإسماعيل سايماز محملًا كليجدار أوغلو أخطاء الحملة الانتخابية.

وذكر سايماز، أن "كيليجدار أوغلو يترأّس حزب الشعب الجمهوري منذ عام 2010، وأصبح مرشحًا رئاسيًا باستخدام رئاسة الحزب"، وأضاف في لقاء تلفزيوني على قناة "سوزجو"، "هل يُعقل أن يعتبر كليجدار أوغلو هذه الهزيمة خسارة بطعم النصر كما يقول"، وتابع الكاتب التركي المعارض أن ما حدث للمعارضة بمختلف مكوناتها فشل ذريع يستوجب المحاسبة.

getty

غضب في المعارضة

وأظهرت مقاطع مصورة متداولة هتافات أمام المقر الرئيسي لحزب الشعب الجمهوري وتطلب من كليجدار أوغلو الاستقالة، بعد هزيمته في الانتخابات.

وحمل عدد من أنصار وأعضاء حزب الشعب الجمهوري، زعيم الحزب مسؤولية الهزيمة، وقال بوجرا أوزتوغ، الذي صوت لصالح كليجدار أوغلو في إسطنبول: "لم تكن النتيجة مفاجئة، لأن المعارضة لم تتغير لمدة 20 عامًا في مواجهة نفس الحكومة".

أما النائب السابق لرئيس المجموعة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري عاكف حمزاسيبي، فقج فقال: إن الحزب وكليجدار أوغلو فشلوا بشكلٍ كبير بسبب الاستراتيجية السيئة، مضيفًا أن: "هناك حاجةً إلى إعادة تقييم شاملة، وإذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة، فسيكون المستقبل أسوأ مما هو عليه اليوم".

الخيارات المطروحة

من جانبه، نقل موقع "Milliyet"، معلومات حصلت عليها مراسلة قناة "CNN Turk" في أنقرة دجلة جانوفا، تشير إلى أن كليجدار أوغلو، التقى مع فريق عمله في الحزب، وقاموا بتقييم نتائج الانتخابات، وقدم أعضاء اللجنة التنفيذية المركزية في الحزب استقالاتهم لكليجدار أوغلو، لكن الأخير رفضها.

وتحدث الموقع، عن أن هناك أصوات تطالب داخل الحزب بضرورة إجراء "نقد ذاتي، وإجراء تغييرات، وعدم التصرف وكأننا لم نخسر الانتخابات"، وتشكيل خارطة طريق مستقبلية وفقًا لذلك.

وبحسب "Milliyet"، هناك ثلاث خيارات مطروحة، وهي: انتظار انعقاد المؤتمر العادي، وهذا يعني بقاء كليجدار أوغلو وقيادة الحزب الحالية لمدة 8-9 شهور، بالتزامن مع انتخابات البلديات في تركيا. أما الخيار الثاني، فهو الذهاب إلى مؤتمر استثنائي عاجل في مدة لن تتجاوز 3 أشهر. والخيار الأخير هو عقد مؤتمر خلال مدة لا تتجاوز 45 يومًا يقدم خلاله كليجدار أوغلو استقالته من رئاسة الحزب.

getty

هل تستمر الطاولة السداسية؟

يبقى السؤال الأهم في المجال السياسي التركي، يتعلق بمستقبل تحالف "الطاولة السداسية" المعارض، ووفقًا لنائب من أحزاب الطاولة، فإن قادة التحالف سيقررون ذلك بعد أداء اليمين الدستوري لأعضاء التحالف في البرلمان.

وقال النائب: "من حيث الاحترام الاستراتيجي والمتبادل، سنفعل الآن ما يريده ويقرره رؤساء الأحزاب"، وأضاف "يمكننا أيضًا أن نقسم اليمين كأعضاء برلمان، وبعد ذلك يمكن للجميع الذهاب تحت راية أحزابهم".

يبقى السؤال الأهم في المجال السياسي التركي، يتعلق بمستقبل تحالف "الطاولة السداسية" المعارض

كما أن هناك رأي آخر، يتحدث عن انتهاء التحالف اعتبارًا من صباح يوم 29 أيار/مايو، باعتبار أن التحالف قد  "أكمل مهمته"، دون نجاح في تحقيق أغلبية برلمانية، وأصبح هذا التحالف "بلا معنى في الفترة الحالية"، رغم إقبال تركيا على الانتخابات البلديات العام المقبل، التي كانت السبب في ظهور التحالف.