04-أغسطس-2022
العدد الأول من مجلة "شؤون فلسطينية"

غلاف العدد الأول

في آذار/ مارس عام 1971، صدر في العاصمة اللبنانية العدد الأول من مجلة "شؤون فلسطينية"، التي أسسها "مركز الأبحاث" في "منظمة التحرير الفلسطينية" بهدف تغطية أحداث القضية الفلسطينية، ومعالجة شؤونها في مجالات مختلفة تشمل التاريخ والسياسة والفكر والثقافة والاقتصاد وغيره.

تأسست المجلة لأداء رسالة الفكر الواعي والحر المجتمع على الإيمان بحق كامل في فلسطين كاملة

ولدت المجلة في مرحلة حرجة من تاريخ القضية الفلسطينية، سمتها الأبرز الاضطراب الذي ترتب على خروج "منظمة التحرير" من الأردن بعد أحداث أيلول الأسود عام 1970، والاقتتال بين الجيش اللبناني والفدائيين الفلسطينيين في المخيمات، إضافةً إلى العمليات الفدائية ضد الكيان الصهيوني على حدود لبنان الجنوبية.

"شؤون فلسطينية".. رسالة الفكر الواعي والحر

انطلقت المجلة لتكون جزءًا من مشروع "مركز الأبحاث" القائم على تغطية الصراع العربي – الصهيوني بالدراسات العلمية، وتوفير المعلومات الصحيحة حول القضية الفلسطينية. إذ تختص، وفقًا لما جاء في تقديم الباحث والمفكر الفلسطيني أنيس صايغ، مؤسسها وأول رئيس تحرير لها، لعددها الأول: "بالشؤون الفلسطينية بأدق معاني الاختصاص وأوسع معاني الشؤون: شؤون الشعب الفلسطيني، وشؤون القضية الفلسطينية، وشؤون النضال الفلسطيني"، بالإضافة إلى: "شؤون أرض فلسطين ومجتمع فلسطين وثقافة فلسطين ماضيًا وحاضرًا ومستقبلًا".

وأكد صايغ أن المجلة هي منبر حر: "للحوار الهادئ الرزين. تلتقي فيه الآراء المتباينة. ويستضيف جميع الاتجاهات والأفكار. ويناقش فيه الفكر بالفكر. ويرد على الحقائق بالحقائق". وهي أيضًا مساحة غايتها توفير: "لقاء متواصل بين مفكري الشؤون الفلسطينية وكتّابها وبين جماهير المثقفين، يولد نتاجًا يخصب معرفة الجماهير بنفسها وبعدوها ويغني تحسس الكتّاب بأبعاد المسألة وبواقع النضال".

ولفت الباحث الفلسطيني الراحل في تقديمه للمجلة إلى أن الأخيرة ليست مجرد مجلة فلسطينية أخرى، ولا هي سبيل للوعظ والإرشاد، وإنما: "محاولة لأداء رسالة. رسالة الفكر الواعي والحر، متعدد الآراء والمواقف والأصوات، المجتمع على الإيمان بحق كامل في فلسطين كاملة".

غلاف المجلة

استمرت المجلة في الصدور في العاصمة اللبنانية، بشكل منتظم، حتى شباط/ فبراير عام 1983، حيث توقفت حينها عن الصدور، لمدة شهرين، بعد الاعتداء على مقر "مركز الأبحاث" بسيارة مفخخة أسفر انفجارها، في الخامس من شباط/ فبراير، عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى، والتسبب بأضرار مادية بالغة.

ساهمت "شؤون فلسطينية" في تغطية أحداث القضية الفلسطينية ومعالجة شؤونها في مختلف المجالات الفكرية والمعرفية

استأنفت المجلة صدورها في نيسان/ أبريل 1983، لكنها توقفت مجددًا، ولأكثر من عام ونصف، بسبب الاعتداءات والمضايقات المستمرة التي تعرض لها "مركز الأبحاث" والعاملين فيه، مما دفع إدارته إلى نقل مقره إلى العاصمة القبرصية نيقوسيا، حيث عاودت المجلة صدورها إلى أن توقفت، مجددًا، عام 1993 بسبب الأزمة المالية التي تعرضت لها "منظمة التحرير الفلسطينية"، ثم عادت لتصدر مجددًا عام 2011.

جمعت "شؤون فلسطينية" خلال سنوات صدورها عددًا كبيرًا من المثقفين الفلسطينيين والعرب، الذين قدّموا على صفحات أعدادها مساهمات مهمة في مجالات مختلفة شملت الدراسات الفكرية والسياسية والاقتصادية، إلى جانب مقالات الرأي ومراجعات الكتب والترجمات، مما جعل منها واحدة من أهم الدوريات المتخصصة بشؤون القضية الفلسطينية.