12-يناير-2018

التحيل الإسرائيلي على بعض الصحفيين التونسيين يثير جدلًا في تونس (يوتيوب)

هم على يقين بالرفض الشعبي العربي للتطبيع معهم، لذلك فإنهم، الإسرائيليين، لا يجدون وسيلة للتواصل مع العرب وبالخصوص الصحفيين والناشطين إلا باستعمال الخدع والمكائد، حيث كانت مؤخرًا الصحفية التونسية سامية البيولي آخر ضحايا هذه الخدع باستدراجها لحوار مع قناة إسرائيلية حول التطورات الأخيرة في تونس، والحال أنه تم إعلامها أن الحوار لصالح قناة تركية.

لا يجد الإسرائيليون وسيلة للتواصل مع العرب وبالخصوص الصحفيين والنشطاء إلا باستعمال الخدع والمكائد وآخر من وقع في هذه المكائد صحفية تونسية

وتعكس هذه الممارسات الإسرائيلية استمرارهم في نهج المغالطات والتزييف سعيًا لتحقيق اختراق في الصف الشعبي العربي، الذي لا يزال صامدًا تجاه كل محاولات التطبيع وذلك على خلاف الحكومات العربية والتي لا تتحرج اليوم في كشف علاقاتها مع الإسرائيليين الذين باتوا مثلاً ضيوفًا قارين في الصحيفة السعودية "إيلاف".

وحول المكيدة التي تعرضت إليها، ذكرت الصحفية التونسية سامية البيولي المغرر بها على حسابها على موقع فيسبوك أن زميلة لها تعمل لفائدة وسيلة إعلام تركية طلبت منها التدخل في قناة تركية حول الاحتجاجات الجارية في تونس، وذكرت الصحفية الضحية أن الاتصال الهاتفي "تم عن طريق رقمين من تركيا ثم شفرة مخفية الأرقام لصحفي قدم نفسه على أنه فلسطيني الجنسية ويعمل بقناة تركية وكان يتكلم اللغة العربية بطلاقة". وبعد القيام بمداخلة عبر السكايب وحين حصولها على رابط البرنامج، انكشف للصحفية سامية البيولي أنها سقطت ضحية عملية تحيل حيث لم تكن المداخلة إلا لفائدة قناة إسرائيلية تبين أنها الفرع العربي لهيئة البث الاسرائيلية الحكومية. وهو ما يكشف استعمال هيئات حكومية صهيونية لهذه الأساليب الوضيعة وهو ليس غريبًا، ذلك أن الخداع والتغرير من جوهر سياسة الدولة الصهيونية بالنهاية.

قدمت الصحفية سامية البيولي إثر ذلك اعتذارها "لكل التونسيين ولكل المواطنين العرب"، مؤكدة رفضها "الكامل والمبدئي لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني والوقوف الدائم مع نضالات شعبنا العربي في فلسطين دون قيد أو شرط". وأعلمت أنها بصدد إعداد ملف مع فريق دفاع من المحامين لمقاضاة كل من تسبب لها في هذه المكيدة.

اقرأ/ي أيضًا:  ميشال بوجناح.. صهيوني على عتبات مهرجان قرطاج واستنكار متصاعد

من جهتها، دخلت نقابة الصحفيين التونسيين على الخط وأعلنت فتح تحقيق في مسألة الإيقاع بالصحفية سامية البيولي. وكشفت أن الصحفية المغرر بها تواصلت بنفسها مع النقابة لإعلامها بالمكيدة التي وقعت فيها. وجددت النقابة موقفها الرافض "لأي عملية تطبيع من أي نوع مع الكيان الصهيوني الغاصب في الأراضي المحتلة" مطالبة الصحفيين بالالتزام بهذا الموقف ودونه "الشطب والتشهير لكل من يثبت تعاملًا مع مؤسسات صهيونية أو مرتبطة بها". كما طالبت النقابة السلطات التونسية بالتحقيق في طريقة عمل مؤسسات إعلامية صهيونية على التراب التونسي.

أقرت نقابة الصحفيين التونسية شطبها وتشهيرها بكل من يثبت تعاملًا مع مؤسسات صهيونية أو مرتبطة بها وأكدت فتحها تحقيق في الحادثة الأخيرة

حيث قبل بضعة أيام، مثل مدير إذاعة جمعية شمس، التي تدافع على حقوق الأقليات الجنسية، أمام فرقة أمنية مختصة في مكافحة الإرهاب بسبب ظهوره في تقرير تلفزي على قناة إسرائيلية، وقد كشف رئيس الجمعية أن التسجيل تم لفائدة قناة فرنسا 24 والتي "ربما قامت ببيعه الى القناة الإسرائيلية".

والحديث عن المكائد الإسرائيلية للاستدراج يعيد طرح قضية الشهيد محمد الزواري، المهندس التونسي، الذي اغتاله الموساد الإسرائيلي أمام منزله في ديسمبر/كانون الأول 2016، والذي لم يعرف التونسيون والعرب أنه عضو في كتائب الشهيد عز الدين القسام والمشرف على مشروع تطوير الطائرة بدون طيار أبابيل 1، إلا بعد اغتياله. حيث انكشف أن الموساد استعان في عمليته بعميلة قدمت نفسها على أنها صحفية أجرت لقاءات مع الشهيد بهدف التعرف على ساحة الاغتيال.

اقرأ/ي أيضًا: في تونس.. هل اغتالوا محمد الزواري مرتين؟

وقد تواصلت الحيل الإسرائيلية لاحقًا حينما ظهر مراسل للقناة العاشرة الإسرائيلية أمام مقر وزارة الداخلية في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، وأمام منزل الشهيد في مدينة صفاقس وذلك في عملية استفزازية خلقت حالة من الغضب بين التونسيين حول استمرار الاختراقات الإسرائيلية فيما وُجهت اتهامات بالتخاذل لأجهزة الدولة. وتبين وقتها أن الصحفي خادع السلطات التونسية بدخوله بجواز سفر ألماني يتضمن صفة كاتب وليس صحفيًا، وأنه انتحل صفة صحفي في بي بي سي عند إجرائه لقاءات مع المواطنين.

ومن المنتظر أن تناقش الجلسة العامة للبرلمان التونسي في شباط/فبراير القادم مشروع قانون لتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني، تطالب منذ سنوات عديد القوى السياسية والمدنية بإصداره، وعاد الآن طرحه على الطاولة بعد القرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أبرز 5 شخصيات في مسلسل التّطبيع السّعودي والإماراتي مع إسرائيل

السعودية وإسرائيل.. تعاون استخباراتي وثيق وقرع لطبول حرب في المنطقة!