31-ديسمبر-2023
أبرز أحداث عام 2023

أبرز أحداث عام 2023 (الترا صوت)

حرائق واسعة في أمريكا، وعملية إطلاق نار جماعية في كاليفورنيا، وأب يمسك يد ابنته المتوفية تحت ركام منزله في تركيا، وآخر يلوح بكف طفلته المبتورة في غزة، وبقايا مسجد بعد تفجير انتحاري في باكستان، وأعمال شغب في فرنسا، وعجوز تبكي منزلها المدمّر في المغرب، ومدينة تغمرها المياه في ليبيا.. إلخ.

بهذه المشاهد يطوي عام 2023 صفحاته تاركًا خلفه عددًا هائلًا من الأحداث العالمية التي طُبعت في ذاكرة الشعوب العربية والإسلامية والعالمية، لما احتوته من أحداث مفصلية على الصعيد السياسي والعسكري والإنساني.

يُغلِق عام 2023 أبوابه تاركًا خلفه العديد من الملفات المفتوحة والأزمات والحروب المستمرة، وفي مقدمتها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة

كوارث طبيعية وأخرى بشرية خلّفت ما يقرب من 100 ألف ضحية فقدوا حياتهم غرقًا، أو نتيجة أعمال إرهابية، أو كوارث طبيعية، وصولًا إلى الإسرائيلية على قطاع غزة، التي لا زالت تودي بحياة المئات يوميًا. فما هي أبرز الأحداث التي وقعت عام 2023؟

وفقًا للتسلسل الزمني، فقد افتُتحت أحداث عام 2023 بتنصيب لولا دا سيلفا، الذي كان يقبع في السجن قبل 4 سنوات بتهمة الفساد، رئيسًا للبرازيل بعد 12 عامًا من تركه للسلطة. واحتجاجًا على ذلك، اقتحم محتشدون الكونجرس والمحكمة الفيدرالية العليا وأحد قصور الرئاسة بالبرازيل في 8 كانون الثاني/يناير، وتمت السيطرة على أعمال الشغب في حينها.

وفي طريقها من كاتماندو عاصمة نيبال، إلى مقاطعة بخارى في أوزبكستان، تحطّمت طائرة ركاب في 15 كانون الثاني/يناير بسبب اضطراب في سرعتها، ما أدى لمقتل 68 راكبًا من أصل 72 كانوا على متنها.

وفي 21 من الشهر نفسه، وقع حادث إطلاق نار جماعي ضد محتفلين برأس السنة الصينية في مدينة مونتيري بارك، كاليفورنيا، أدى إلى مقتل 11 شخصًا وإصابة 9 آخرين. وقد أعلنت الشرطة حينها العثور على جثة المشتبه به بعد انتحاره داخل سيارته.

ومع نهاية يناير، في الـ28 منه تحديدًا، وقع توتر دبلوماسي بين الصين وأمريكا وكندا بعد دخول منطاد مصدره الصين إلى المجال الجوي لأمريكا الشمالية، حيث زعم الجيشان الأمريكي والكندي أنه جهاز مراقبة، بينما قالت الحكومة الصينية إنه منطاد أبحاث للأرصاد الجوية خرج عن مساره بفعل الرياح.

وقد دفع هذا الحدث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى تأجيل زيارة دبلوماسية كانت مُعدَّة لبكين، في حين استدعت كندا السفير الصيني.

ومن القارة الأمريكية إلى باكستان التي شهدت في أواخر كانون الثاني/يناير وقوع تفجير انتحاري داخل مسجد بمدينة بيشاور، أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة أكثر من 200 آخرين، معظمهم من الشرطة الباكستانية. ولا تزال هوية الجاني مجهولة حتى الآن رغم اتهام السلطات الباكستانية "جماعة الأحرار"، الفصيل المنشق عن "حركة طالبان"، بتنفيذ التفجير.

حرائق مستعرة وزلزال مدمّرة

شهد شهر شباط/فبراير حدثين بارزين، أولهما الحرائق المستعرة التي نشبت في الأجزاء الوسطى والجنوبية من تشيلي بعد تعرضها لموجة حر غير مسبوقة أتت على أكثر من 400 ألف هكتار، وأودت بحياة 24 شخصًا وإصابة أكثر من ألف، عدا عن تدميرها مئات المنازل.

أما الحدث الثاني، فوقع فجر السادس من شباط/فبراير، وتحديدًا عند الساعة 04:17 فجرًا، عندما استيقظ أهالي غازي عنتاب جنوب تركيا، والشمال السوري، على زلزال بقوة 7.8 درجات بمقياس ريختر، تبعه بعد 9 ساعات زلزال آخر بقوة 7.5 درجة، أدى إلى مقتل ما يزيد عن 50 ألف شخص وإصابة 120 ألف.

وقد استمرت عمليات الإنقاذ التركية عدة أسابيع بسبب الدمار الهائل الذي خلّفه الزلزال الذي سيُعرف باسم "زلزال قهرمان مرعش"، مما ولّد مشاهد طُبعت في الأذهان لأشخاص مكثوا تحت الأنقاض أكثر من 100 ساعة، مثل الرضيعة فاطمة التي تمكّن رجال الدفاع المدني من انتشالها حيةً بعد 133 ساعة على وقوع الزلزال.


رجل تركي يمسك يد ابنته العالقة تحت الأنقاض في كهرمان مرعش

كما شاهدنا ولادة طفل تحت أنقاض منزله بعد أن توفيت والدته إثر الزلزال في حلب شمال سوريا، إذ لم يكن الوضع في الشمال السوري بأفضل من تركيا، بل إن الحرب المستمرة منذ عام 2011 منعت فرق الإنقاذ، وهي قليلة، من انتشال الضحايا بسبب عدم توفر الآليات، إلى جانب نزوح 392 ألف عائلة نتيجة دمار المباني.

ومن البر إلى البحر، حيث غرق أكثر من 62 مهاجرًا غير شرعي، أواخر شباط/فبراير، قبالة ساحل قلورية جنوب إيطاليا، من بينهم 12 طفلًا، فيما تم إنقاذ 81 آخرين.

وفي شهر آذار/مارس، وتحديدًا في السابع منه، قُتل 4 أشخاص وأصيب 23 آخرين بحادث تصادم قطارين بمدينة قليوب شمال مصر بعد انحرافه عن مساره.

الحرب في السودان

اندلعت في 15 نيسان/ أبريل الفائت اشتباكات عنيفة بين القوات المسلحة السودانية و"قوات الدعم السريع"، المدعومة من الإمارات وروسيا، بعد خلافات تتعلق بدمج الأخيرة داخل الجيش. وأدت سيطرة "الدعم السريع" على أجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم، إلى وقوع أعمال قتل وتخريب وتدمير ونهب واغتصاب للنساء، إلى جانب موجات نزوح منها إلى ولايات سودانية أخرى، أو إلى جنوب السودان ومصر وتشاد، لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا.

وأدت هذه الحرب إلى نزوح 7 ملايين شخص وسقوط أكثر من 12 ألف قتيل وفق أرقام الأمم المتحدة، وقد وصفتها المنظمة الأممية بأنها "أكبر أزمة نزوح في العالم". وبحسب نشطاء سودانيين، فإن 19 مليون طفل حُرموا من تعليمهم في السودان، وقُطعت المياه والكهرباء عن البلاد خلال الـ8 أشهر الماضية، وتعطّل جزء كبير من المرافق الصحية.

وفي 19 من الشهر نفسه، وقعت حادثة تدافع مأساوية في العاصمة اليمنية صنعاء بعد أن تجمع الناس أمام مدرسة لتلقي زكاة الفطر قبل نهاية رمضان، حيث أطلق الحوثيون أعيرة نارية للسيطرة على الحشود، ما أدى إلى وقوع انفجار عَرَضي أعقبه تدافع قُتل فيه ما لا يقل عن 90 شخصًا وأصيب 322 آخرين.

وفاة خضر عدنان

أما أيار/مايو، فشهد في مطلعه وفاة الأسير الفلسطيني خضر عدنان في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعد خوضه إضرابًا عن الطعام دام 87 يومًا احتجاجًا على اعتقاله الإداري.

ولم يكن هذا الإضراب الأول لعدنان، بل سبقته عدة إضرابات أخرى نال خلالها حريته، لكن الاحتلال الإسرائيلي تعمّد هذه المرة اغتياله عن سبق إصرار وترصد على حد قول "نادي الأسير الفلسطيني". علمًا أن سلطات الاحتلال لم تفرج عن جثمانه حتى هذه اللحظة.

وفي الثالث من الشهر نفسه، وقع هجومٌ بطائرة مسيرة انتحارية على الكرملين وصِف بأنه محاولة اغتيال فاشلة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث اتهمت روسيا أوكرانيا بالوقوف وراء الهجوم، لكن الأخيرة نفت ذلك. ولأول مرة منذ 13 عامًا، شارك رئيس النظام السوري بشار الأسد في أعمال القمة العربية الثانية والثلاثين بالسعودية في 19 أيار/مايو بعد إعادة تهيئته من قِبل السعودية والإمارات.

ومن شرفة "قصر باكنغهام" الشهير، وقف الملك تشارلز الثالث في التاسع من أيار/مايو يلوح للحشود التي توافدت إلى القصر، بعد تتويجهملكًا للملكة المتحدة، في مراسم احتفال وُصفت بالأكبر منذ 70 عامًا. 

وفي اليوم ذاته، وقع إعصار "موكا" في ولاية أراكان في ميانمار وجنوبي بنغلاديش، الذي إلى مقتل نحو 400 شخص، وتسبب بأضرار وخسائر تقدر بنحو 1.07 مليون دولار أمريكي.

أما تركيا، فقد شهدت في شهر أيار/مايو انتخابات رئاسية استمرت لجولتين، وانتهت بفوز الرئيس رجب طيب أردوغان بنسبة 52.16%، وقد بلغت نسبة المشاركة بالانتخابات 83.88%.

عسكري مصري يقتل 3 إسرائيليين

وفي مطلع حزيران/يونيو، وقع حادث إطلاق نار على الحدود المصرية الإسرائيلية من قِبل الجندي المصري محمد صلاح البالغ من العمر 22 عامًا، أدى إلى مقتل 3 إسرائيليين وإصابة رابع. وقالت السلطات المصرية حينها إن عملية إطلاق النار تمت خلال مطاردة الجندي المصري لعناصر تهريب المخدرات.

وبعيدًا عن الرواية المصرية الرسمية، تصدرت روايات أخرى تصف حادثة إطلاق النار بالعمل البطولي، وبأن الجندي المصري تسلل عبر الحدود وأطلق النار على الجنود الإسرائيليين، وقد لقي ذلك تفاعلًا مصريًا وعربيًا واسعًا.

وفي 14 حزيران/يونيو، قُتل 82 مهاجرًا غير شرعي على الأقل بعد غرق مركب يقلهم على ساحل بيلوس في اليونان، فيما تم اعتبار المئات في عداد المفقودين، حيث جرى إنقاذ 104 أشخاص فقط.

وفي البحر أيضًا، وتحديدًا بالقرب من حطام سفينة "تيتانيك"، وجد حطام الغواصة "تايتان"، التي فُقد التواصل معها في 18 حزيران/يونيو، حيث توفي خمسة سياح كانوا على متن الغواصة في رحلة استكشافية لمشاهدة حطام "تايتانيك"، وتم العثور عليها بعد قرابة 80 ساعة من البحث المتواصل من قِبل خفر السواحل الأمريكي والكندي والبريطاني، حيث تعرّضت الغواصة لـ"انبجار" خلال فترة وجيزة من بدء هبوطها.

وفي فرنسا، اندلعت مظاهرات احتجاجية في 27 يونيو بعد مقتل الشاب نائل المرزوقي، فرنسي من أصل جزائري، على يد شُرطي فرنسي خلال عملية تدقيق مروري، حيث تصاعدت الأحداث لتشمل حرق السيارات والمباني العامة إضافة إلى مراكز الشرطة وسيارات الأمن، ما أدى لإصابة ما يزيد عن 500 شخص واعتقال أكثر من 2400 آخرين.


احتجاجات تموز في فرنسا

وفي الثالث من تموز/يوليو، اندلعت مواجهات بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اجتياحها لمخيم جنين، ما أدى إلى استشهاد 12 فلسطينيًّا وإصابة ما يزيد عن 170 آخرين، بالإضافة إلى مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين وإعطاب مركبات عسكرية.

وفي أواخر يوليو، وقع انقلاب عسكري في النيجر أطاح بالرئيس محمد بازوم، وهو خامس انقلاب عسكري تشهده النيجر منذ حصولها على استقلالها عام 1960. وقد أعلن قائد الحرس الرئاسي، الجنرال عبد الرحمن تشياني، نفسه قائدًا للمجلس العسكري الجديد وسط رفض إفريقي ودولي.

أما شهر آب/أغسطس، فقد شهد حرائق واسعة في هاواي الأمريكية أدت إلى مقتل أكثر من 100 شخص، وتدمير مساحات واسعة في لاهاينا. ويُعزى انتشار حرائق الغابات إلى الظروف الجافة وإعصار دورا في الجنوب

سبتمبر والكوارث الطبيعية

وما لبث العالم أن تجاوز مشاهد الدمار والنزوح بعد زلزال تركيا وسوريا حتى تجددت المشاهد من المغرب، حيث تعرض إقليم الحوز في المغرب يوم 8 أيلول/سبتمبر إلى زلزال بقوة 6.8 درجة على مقياس ريختر، أدى لوفاة أكثر من 3 آلاف شخص، فيما قُدّر عدد المتضررين من الزلزال بحوالي 300 ألف شخص وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

وبعد يومين لا أكثر، ظهر إعصار جديد سمي "دانيال" طال عددًا من الدول، مثل اليونان ومصر وتركيا وبلغاريا. إلا أن المتضرر الأكبر من الإعصار كان مدينة درنة الليبية التي انهار سدها في 11 سبتمبر، متسببًا بفيضان غزير أدى إلى مقتل حوالي 4 آلاف شخص حتى إحصاء 17 سبتمبر، وإلحاق أضرار كارثية بالمدينة.

وتوقع المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي حينها، بأن عدد المفقودين في المدينة يصل إلى 100 ألف، مقابل نزوح حوالي 30 ألف، وهو ما وُصف بأنه أكبر كارثة تتعرض لها ليبيا منذ 40 عامًا.


جانب من الدمار الذي خلّفه زلزال المغرب

ومن الكوارث الطبيعية إلى البشرية، حيث اختتم شهر سبتمبر بفاجعة الحمدانية التي وقعت في العراق، بعد اندلاع حريق في قاعة زفاف بقضاء الحمدانية التابع لمحافظة نينوى، ما تسبب بمقتل حوالي 120 شخصًا، وإصابة أكثر من 200 آخرين.

طوفان الأقصى

ولم يكن شهر تشرين الأول/أكتوبر ببعيد عن الأحداث المفصلية لعام 2023، بل إنه شهد الحدث الأكبر لهذا العام الذي أُطلق عليه عملية "طوفان الأقصى". ففي صبيحة يوم السبت، 7 أكتوبر، استيقظ أهالي قطاع غزة والعالم بأسره على مشاهد اقتحام فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها "كتائب القسام"، لمستوطنات غلاف غزة عبر سيارات الدفع الرباعي والدّراجات النّارية والطائرات الشراعية.

وقد سيطروا خلال ساعات محدودة على عددٍ من المواقع العسكرية في سديروت، وأوفاكيم، ونتيفوت، وخاضوا اشتباكاتٍ عنيفة أسفرت عن أسر أكثر من 200 إسرائيلي وأجنبي تم اقتيادهم إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى اغتنام مجموعة من الأجهزة والمعدات العسكرية الإسرائيلية.

ورافق اقتحام المقاومة لمستوطنات غلاف غزة إطلاق آلاف الصواريخ نحو المستوطنات الإسرائيليّة في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة، في صورة وصفت بأنها "غير مسبوقة" في تاريخ النضال الفلسطيني.

وقد أعلنت "حركة حماس" عن إطلاق معركتها عبر كلمة صوتية لمحمد الضيف، القائد العام لـ"كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لـ"حماس"، أكد فيها أن إطلاق المعركة جاء ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى المبارك، ونصرةً للمرابطين والمرابطات في باحاته، ونجدةً للأسرى في السجون الإسرائيلية بعد ممارسة "أبشع أساليب القهر والإذلال" بحقهم.

وردًا على هذه العملية غير المسبوقة، جاء الرد الإسرائيلي غير مسبوق أيضًا، حيث شنّت دولة الاحتلال حربًا واسعة على قطاع غزة، وفرضت حصارًا مطبقًا عليه شمل منع إدخال المواد الغذائية والوقود إلى جانب قطع المياه والكهرباء.

ومنذ بداية الحرب، ارتكب جيش الاحتلال مجازر مروّعة بحق أهالي القطاع راح ضحيتها أكثر من 21 ألف شخص، بالإضافة إلى إصابة ما يزيد 55 ألف، معظمهم من النساء والأطفال، وما لا يقل عن 7 آلاف مفقود. كما دمّر أكثر من 43 ألف وحدة سكنية في القطاع، وأجبر أكثر من 1.8 شخص على النزوح من شمال القطاع ووسطه إلى مدينتي خانيونس ورفح جنوبًا. ناهيك عن استشهد 106 صحفيين في القطاع حتَّى اللحظة.


شاب فلسطيني يرفع علم فلسطين خلال عملية طوفان الأقصى

وقعت إحدى أكبر هذه المجازر في 17 أكتوبر عندما قصف الاحتلال "المستشفى المعمداني"، الذي كان يؤوي آلاف النازحين، ما أسفر عن استشهاد 500 شخص وإصابة 600 آخرين.

وفي 27 أكتوبر، بعد 20 يومًا على بداية العدوان، أعلن جيش الاحتلال بدء اجتياحه البري للقطاع بهدف إحكام السيطرة عليه، وإعادة المحتجزين لدى المقاومة، و"استئصال" حركة حماس وإنهاء وجودها في القطاع، وفق مزاعمهم.

واستمر قصف الاحتلال الإسرائيلي للقطاع، والاشتباكات بينه وبين فصائل المقاومة، لمدة 49 يومًا قبل أن يتم الإعلان عن هدنة إنسانية مؤقتة استمرت لمدة أسبوع، وشهدت تبادل الأسرى والمحتجزين بين "حماس" والاحتلال من المدنيين، إضافةً إلى إدخال المساعدات الإنسانية الإغاثية للقطاع من معبر رفح البري.

ولم تتوقف الحرب بعد هذه الهدنة، بل أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء المرحلة الثانية من عدوانه على قطاع غزة، بذات الوحشية والهمجية، لتدخل مع ختام عام 2023 يومها الـ86.

ولم تكن الحدود اللبنانية الجنوبية بعيدة عن الحرب في غزة، حيث جرى تبادل القصف وإطلاق النار بين جيش الاحتلال من جهة، و"حزب الله" اللبناني وفصائل فلسطينية من جهة ثانية، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين إضافةً إلى مقاتلين من "حزب الله" وقتلى في صفوف جنود الاحتلال.

كما قام الحوثيون بفرض سيطرتهم على مضيق باب المندب في البحر الأحمر ردًا على الحصار المفروض على قطاع غزة، عبر استهداف السفن التي يمتلكها رجال أعمال إسرائيليين، أو تحمل بضائع إلى "إسرائيل"، أو منعها من المرور عبر البحر الأحمر، ما دفع هذه السفن إلى تبديل مسارها عبر طريق بحري طويل وأكثر تكلفة حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت تشكيل قوة متعددة الجنسيات للقيام بدوريات في البحر الأحمر باسم عملية "حارس الازدهار"، تهدف إلى مواجهة تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر.

تعاطف عالمي مع قطاع غزة

كشفت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة للشعوب العربية والغربية ازدواجية معايير المنظمات الأممية، ما دفعها لإظهار تعاطفها الخاص عبر مظاهرات احتجاجية عمّت معظم الدول الغربية على وجه التحديد بشكل غير مسبوق، حتى وصلت إلى قاعة الكونغرس التي رفع فيها محتجون أمريكيون أيديهم الملطخة بالحبر الأحمر في وجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تنديدًا بموقفه من الحرب على غزة.

ولم تكتف الشعوب العربية والعالمية بالمظاهرات، بل أطلقت حملة مقاطعة لكافة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية للضغط من أجل وقف الحرب على القطاع.


مظاهرة تضامنية مع فلسطين في نيويورك

وبالتزامن مع الحرب الإسرائيلية على غزة، شهدت المنطقة العربية عدَّة أحداث بعضها مرتبط بالحرب وآخر بعيد عنها، من أبرزها: إعلان "الهيئة العامَّة للترفيه" في السعودية إطلاق "موسم الرياض" بنسخته الرابعة في 28 تشرين الأول/أكتوبر، وهو ما أثار انتقادات واسعة للمملكة في ظل اشتداد العدوان الإسرائيلي على غزَّة.

وبعد مضي 36 يومًا على الحرب الإسرائيلية، عُقدت قمة عربية إسلامية طارئة في الرياض يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر، جمعت قيادات 57 دولة عربية وإسلامية، تركزت مطالبهم على وقف فوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات لسكان قطاع غزة، ورفض فكرة التهجير نحو جنوب القطاع أو مصر.

وفي دبي، وبمشاركة رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، عُقدت قمة المناخ في الفترة من 30 تشرين الثاني/نوفمبر إلى 12 كانون الأول/ديسمبر بمشاركة أكثر من 200 دولة حول العالم. ما دعا عضو الوفد الفلسطيني ضمن المؤتمر إلى التساؤل عن جدوى المؤتمر: "ماذا تعني العدالة المناخية، وماذا يعني القانون الدولي، عندما يُقتل الفلسطينيون بدم بارد والعالم يتفرج؟".

أما مصر، فقد شهدت انتخابات رئاسية في 18 كانون الأول/ديسمبر، انتهت بفوز الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي بولاية ثالثة حتى عام 2030.

ولم تكن الحرب في غزة هي الوحيدة المستمرة منذ أشهر، بل إن الحرب في السودان دخلت منعطفًا جديدًا بتاريخ 19 ديسمبر بعد سيطرة "قوات الدعم السريع" على مدينة "ود مدني"، ثاني أكبر مدن السودان، التي ارتكبت فيها جرائم قتل وسلب وسرقة واغتصاب، ما دفع ناشطون إلى إطلاق وسم #أنقذوا_السودان إلى جانب #غزة_تحت_القصف، لتسليط الضوء على جرائم الاحتلال والدعم السريع بحق المدنيين في السودان وفلسطين، وتنبيه أصحاب القرار والمنظمات الأممية إلى ضرورة وقف الحرب فيهما.

وتُختم أحداث عام 2023 بحدث "استثنائي" تمثَّل برفع جنوب إفريقيا دعوى قضائية لمحكمة العدل الدولية ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي بتهمة الانخراط في أعمال إبادة الشعب الفلسطيني، وجاء في نص الطلب أن: "إسرائيل تسببت بضرر جسيم وغير قابل للإصلاح لحقوق الشعب الفلسطيني".

يُذكر أن هذه هي المرة الأولى التي تُرفع فيها دعوى قضائية ضد "إسرائيل" بصفتها الدولية، ما يجعل قرار محكمة العدل ملزمًا، إذ أنإنكافة التحركات القانونية الدولية السابقة كانت مجرد تحركات استشارية غير ملزمة.

يُغلق عام 2023 أبوابه تاركًا خلفه عدة ملفات مفتوحة، فحرب غزة لا زالت مستعرة، ومدن السودان لا زالت تُجتاح وتُنهب وتُغتصب نساءها، مع توقعات بامتداد الحرب نحو جبهات ساخنة أخرى في المنطقة كلبنان واليمن، فهل سيحمل عام 2024 حلولًا للحروب الدامية أم أنها ستمتد إلى بقية دول الإقليم؟