21-أغسطس-2023
gettyimages

إيكواس تتمسك بالخيار العسكري في مواجهة قادة الانقلاب (Getty)

أكد مفوض "إيكواس" عبد الفتاح موسى، أن موقف قائد المجلس العسكري في النيجر هو محاولة لربح الوقت، وذلك مع حديث عن أن "إيكواس ستستخدم كل الخيارات المتاحة إذا أدركت أن قادة الانقلاب في النيجر يتلاعبون بها"، وشدد المفوض، على أن "إيكواس لن تتفاوض مع المجلس العسكري في النيجر بشأن عرضه تنظيم فترة انتقالية مدتها 3 سنوات".

وأوضح موسى أن "المجموعة لن تدخل في مقايضات مع الانقلابيين في النيجر"، مؤكدًا أن إيكواس "لا تريد محاربة شعب النيجر، ومشكلتها مع الطغمة الانقلابية"، لكنه أشار إلى أن "الخيار العسكري ما زال على الطاولة ولم يسحب".

لقاء إيكواس مع قائد المجلس العسكري

يأتي تصريح مفوض إيكواس، بعد اللقاء الذي جرى بين وفد إيكواس، برئاسة الرئيس النيجيري السابق عبد السلام أبو بكر، ورئيس المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تياني، بمشاركة أعضاء في المجلس.

المجلس العسكري في النيجر أكد لوفد "إيكواس" تمسكه بشكل قاطع بعدم عودة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة

وأعرب رئيس وفد إيكواس عن تفاؤله لإيجاد حل سلمي للأزمة في النيجر، وأكد أن "زيارة الوفد ساعدت في إيجاد فسحة لمواصلة المحادثات حتى حل هذه القضية الصعبة".

وبعد الاجتماع مع قادة الانقلاب، توجه وفد إيكواس إلى مقر إقامة الرئيس المعزول، حيث جرى اللقاء مع الرئيس المعزول محمد بازوم، وأوضح رئيس وفد إيكواس، أن "هناك مسائل خاصة ببازوم لا يمكن توضيحها الآن".

بودكاست مسموعة

فترة انتقالية

وكان رئيس المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تياني، أعلن بعد نهاية اجتماعه مع وفد إيكواس، عن نيتهم تشكيل حكومة انتقالية تبقى في السلطة لفترة لا تزيد عن ثلاث سنوات، لكنه أشار إلى أنهم قبل ذلك سيدعون إلى إجراء "حوار وطني شامل خلال 30 يومًا، والتشاور مع جميع النيجريين"، قائلًا: "أنا مقتنع بأننا سنجد حلولًا لجميع التحديات التي نواجهها، وأننا سنعمل معًا لإيجاد مخرج من الأزمة لصالح الجميع".

وأكد الجنرال تياني في حديث للتلفزيون الحكومي، يوم السبت،  أن لا قادة الانقلاب ولا شعب النيجر "يريدون الحرب، وسيظلون منفتحين على الحوار". لكنه، في نفس الوقت، حذر من "أن النيجر مستعدة للدفاع عن نفسها إذا تطلب الأمر"، مضيفًا "إذا تم شن عدوان ضدنا، فالأمر لن يكون مثل النزهة في الحديقة كما يعتقد البعض".

واستنكر رئيس المجلس العسكري العقوبات التي فُرضت على النيجر، وقال إن الهدف منها "إخضاعها وليس التوصل إلى حل"، وأضاف أن "إيكواس تجهل أن النيجر هي المفتاح الذي منع الإرهابيين من زعزعة استقرار المنطقة".

مظاهرات داعمة للانقلاب

إلى ذلك، تظاهر آلاف النيجريين، صباح الأحد، في وسط العاصمة نيامي دعمًا للمجلس العسكري، مع رفع شعارات معادية لفرنسا ولمجموعة إيكواس، ورافضة للعقوبات، والتدخل العسكري، كما رفعت صور للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصور زعيم مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين، داعين المجموعة إلى الانتشار في النيجر. 

وطالبت متظاهرات، تجمعن أمام القاعدة الفرنسية في نيامي،  بضرورة انسحاب القوات الأجنبية من البلاد، وإغلاق قواعدها العسكرية.

لا عودة لبازوم

وفي سياق متصل، نقلت  وكالة "أسوشيتد برس"، عن مصدر مسؤول، قوله إن المجلس العسكري في النيجر أكد لوفد "إيكواس" تمسكه بشكل قاطع بعدم عودة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة.

وأضاف المصدر، أن الاجتماع استمر لمدة ساعتين، في محاولة لإيجاد حل للأزمة المتفاقمة في البلاد، وطالب الجنرال تياني، من  وفد المجموعة الاقتصادية رفع العقوبات، قائلًا: إن "سكان النيجر يعانون بسببها"، لكنه "لم يقدم المقابل"، بحسب تعبير المصدر.

getty

وقالت الوكالة، إن الاجتماع كان بمثابة محاولة دبلوماسية أخيرة للحل السلمي، عقب إعلان  أن 11  من بين 15 دولة أعضاء في مجموعة إيكواس، وافقت على التدخل العسكري، إن لم يتم إعادة الرئيس المنتخب ديمقراطيًا محمد بازوم إلى منصبه.

وأشارت "أسوشيتد برس"، إلى أن الدول الأعضاء في المجموعة الرافضة للتدخل العسكري، هي: بوركينا فاسو، ومالي، وغينيا، والتي تحكمها مجالس عسكرية وصلت للحكم بعد قيامها بانقلابات عسكرية.

وتحدث المصدر، عن أن تياني أعرب  مرارًا عن مخاوفه من أن فرنسا، التي تنشر نحو 1500 جندي في البلاد، وكانت تقدم تدريبات وتنفذ عمليات مشتركة مع جيش النيجر، تخطط لشن هجوم على النيجر.

المواجهة العسكرية حتمية

اعتبرت العديد من الدول الغربية، النيجر الشريك الديمقراطي الأخير في المنطقة، الذي يمكن أن تعمل معه لدحر التمرد الجهادي المتزايد في الساحل، من قبل الجماعات المتشددة المرتبطة بالقاعدة وداعش، حيث ضخت فرنسا والولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى مئات الملايين من الدولارات لدعم جيش النيجر، واعتبرت الانقلاب انتكاسة كبيرة.

ويقول خبراء من دول الساحل، إنه ليس من المستغرب ألا يأتي شيء من اجتماع يوم السبت حيث يحاول كل طرف إظهار أنه منفتح للمناقشات، ومع ذلك فإن فرص التوصل إلى اتفاق ضئيلة لأن المواقف مختلفة تمامًا.

وقال الباحث النيجيري والمتخصص في منطقة الساحل، ورئيس المركز الدولي للتفكير للدراسات حول منطقة الساحل، سيدك آبا : "تريد المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، وبقية المجتمع الدولي إعادة الرئيس بازوم، والمجلس العسكري ليس على جدول الأعمال هذا الأمر"،  وأضاف "الخطوة التالية ستكون المواجهة العسكرية .. لكن ما لا نعرفه هو متى ستحدث هذه المواجهة، وكيف ستسير، وماذا ستكون العواقب".

زكي وزكية الصناعي

من جهتها، قالت المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية الأمريكية والمتخصصة في الشؤون الأفريقية، أنيليسي برنارد: "ما نراه في المنطقة هو ظهور اتجاهات للحكم العسكري فقط"، حيث أن المدة الزمنية التي طرحها المجلس العسكري لحكم البلاد في المرحلة الانتقالية، تعد سابقة والأطول، مقارنةً مع الانقلابات التي جرت سابقًا في النيجر.

انقسام العسكر 

هذا، وكشفت "أسوشيتد برس"، أن رئيس المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تياني، لا يحظى بإجماع داخل المؤسسة العسكرية، وأن بعض العسكريين النيجيريين لا يعتقدون أن تياني سيستمر لمدة ثلاثة أشهر، ناهيك عن عدة سنوات.

قال الباحث في معهد "كلينجينديل" أندرو ليبوفيتش، إن "تياني لا يحظى بشعبية كبيرة في الدوائر الأمنية داخل النيجر، ويُنظر إليه على أنه وصل إلى منصبه الحالي بسبب رعاية الرئيس السابق محمدو إيسوفو"

وقال عسكري عمل مباشرة مع الرئيس المخلوع محمد بازوم، قبل الانقلاب، ورفض الكشف عن هويته، خوفًا على سلامته، للوكالة، إن "هناك انقسامات عميقة داخل الحرس الرئاسي"، وهي الوحدة التي أطاحت ببازوم، و"داخل المجلس العسكري نفسه".

وأضاف: "من بين نحو ألف جندي في القاعدة بالمجمع الرئاسي، فإن الغالبية ستهرب إذا هاجمت إيكواس".

بدوره، قال الباحث في معهد "كلينجينديل" أندرو ليبوفيتش، إن "تياني لا يحظى بشعبية كبيرة في الدوائر الأمنية داخل النيجر، ويُنظر إليه على أنه وصل إلى منصبه الحالي بسبب رعاية الرئيس السابق محمدو إيسوفو، وليس من خلال صلاته وإنجازاته في ميدان المعركة", وأضاف: "في حين أن المجلس العسكري قدم وجهًا عامًا موحدًا، إلا أن أفرع القوات المسلحة التي تنافست بينها على المكانة والموارد في الماضي القريب، وما بعده".