01-نوفمبر-2022
دا سيلفا بالكوفية الفلسطينية (تويتر)

دا سيلفا بالكوفية الفلسطينية (تويتر)

ينظر كثير من المتابعين إلى فوز لولا دا سيلفا بالانتخابات الرئاسية البرازيلية بإيجابية كبيرة فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط عامة والعربية خاصة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. حيث كان لولا دا سيلفا أول من اعترف بالدولة الفلسطينية في البرازيل، وأحدث تأثيرًا كبيرًا لصالح القضية في دول أمريكا اللاتينية. وذلك بخلاف التراجع الذي عرفته القضية في قائمة اهتمامات الدبلوماسية البرازيلية بعد وصول الرئيس المنتهية ولايته بولسونارو، الذي كان معاديًا للقضية الفلسطينية، فهو لا يعترف أصلًا بوجود شعب فلسطيني، كما صرح سابقًا.

ينظر كثير من المتابعين إلى فوز لولا دا سيلفا بالانتخابات الرئاسية البرازيلية بإيجابية كبيرة فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط عامة والعربية خاصة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية

ومن المنتظر بعد هزيمة اليمين وممثلّه بولسونارو أن تشهد القضية الفلسطينية تنشيطًا جديدًا في الخطاب الدبلوماسي البرازيلي، خاصة أن دا سيلفا في خطاب النصر تحدث عن ضرورة عودة البرازيل دوليًا، في إشارة إلى تنشيط أدوارها في القضايا الدولية ولا سيما قضية المناخ وقضايا الطاقة والتحالفات الدولية والقضية الفلسطينية والملف النووي الإيراني الذي لعبت فيه البرازيل في ظل رئاسة دا سيلفا 2003 – 2011 دورًا مركزيًا انتهى إلى "إعلان طهران" الشهير.

في العام 2010 زار لولا دا سيلفا الضفة الغربية المحتلة، وهنالك عبّر عن حلمه برؤية "فلسطين حرة مستقلة"، وأعقب تلك الزيارة اعتراف البرازيل بفلسطين دولة مستقلة على حدود عام 1967 ورفْع التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، ولم تمر سوى 3 أشهر من عام 2011 حتى اتخذت 3 دول من أمريكا اللاتينية هي الأرجنتين وبوليفيا والإكوادور ذات القرار، وهو الأمر الذي عُدّ مكسبًا للقضية الفلسطينية، وفي خطوة رمزية أخرى خصّص دا سيلفا قطعة أرض بالقرب من القصر الرئاسي للسفارة الفلسطينية.

لم يتزحزح الرئيس اليساري عن مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية، فقد حرص مطلع العام الجاري خلال مقابلة له على تأكيد "دعم حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم"، مكررًا وجهة نظره بضرورة إعادة هيكلة الأمم المتحدة، بما يسمح بتحقيق اختراق فيما يتعلق بالقضايا الرئيسية مثل "إقامة دولة فلسطينية".

وتراهن نخب فلسطينية في البرازيل على عودة دا سيلفا إلى سدّة الحكم "لاستئناف التوافق مع القانون الدولي، ووضع قضية تحرير فلسطين في مقدمة المشهد السياسي الدولي للبرازيل"،  بحسب تعبير سعيد ماركوس تينوريو نائب رئيس المعهد البرازيلي الفلسطيني (إبراسبال)، خاصة أن فترة الرئيس المنتهية ولايته بولسونارو شكلت انتكاسة للقضية الفلسطينية، حيث كان بولسونارو في سياسته الخارجية "نسخة طبق الأصل من اليمين العالمي"، لناحية تبنيه مواقف داعمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي. وبشكل عام مثلت فترة بولسونارو انتكاسة لحضور البرازيل على مسرح الأحداث الدولية، حيث خضع بالكامل للولايات المتحدة، وأهمل التقارب الذي تحقق في عهد دا سيلفا مع إفريقيا والشرق الأوسط.

ونظير مواقفه السلبية من القضية الفلسطينية، قلّد نتنياهو في حفل تنصيبه رئيسًا للحكومة الرئيس المنتهية ولايته بولسونارو بميدالية الوسام الوطني للصليب الجنوبي.

وفي الذكرى الـ150 لولادة الأب المؤسس للصهيونية ثيودور هرتزل، أضافت وزارة الخارجية الإسرائيلية زيارة قبره إلى بروتوكول زيارات الدبلوماسيين الدوليين. وفي وقتها، زار بايدن الذي كان نائبًا للرئيس أوباما القبر، أما الرئيس البرازيلي الذي انُتخب مؤخرًا فرفض القيام بذلك. وعلى أثر ذلك، رفض وزير الخارجية الإسرائيلي وقتها، إفيغدور ليبرمان، اللقاء به، بحجة أنه خرق البروتوكل.

أمر آخر يهم تل أبيب فيما يتعلق بفوز لولا. حيث كان للرئيس البرزايلي دور بارز أيضًا في مفاوضات إيران مع الولايات المتحدة والغرب بشأن برنامجها النووي. وقد تكللت تلك الجهود بما عرف بـ"إعلان طهران" الذي التزمت فيه إيران "بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة وحقها في البحث عن الطاقة النووية وإنتاجها واستخدامها للأغراض السلمية فحسب". وهو ما يقلق إسرائيل على نحو خاص، حيث إنه يجابه أحد أبرز أجنداتها الخارجية ضد الوصول إلى اتفاق مع طهران.

كان لولا دا سيلفا قد دخل على خط الملف الإيراني بقوة عام 2009، مقدّمًا مقاربة تقوم على ضرورة أن "يفتح العالم قنوات الحوار مع إيران وليس العمل على عزلها"

وكان لولا دا سيلفا قد دخل على خط الملف الإيراني بقوة عام 2009، مقدّمًا مقاربة تقوم على ضرورة أن "يفتح العالم قنوات الحوار مع إيران وليس العمل على عزلها فيما يتعلق بمساعي تحقيق السلام في الشرق الأوسط"، من منطلق أنه "ليس من الحكمة دفع إيران باتجاه الحائط".