13-ديسمبر-2023
مظاهرة تضامنية مع غزة في الدار البيضاء بالمغرب

مظاهرة تضامنية مع غزة في الدار البيضاء بالمغرب (getty)

مر أكثر من شهرين على الحرب المستعرة التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة مخلّفةً ما يزيد عن 18 ألف شهيد و50 ألف مصاب جُلهم من النساء والأطفال، عدا عن جثامين الشهداء التي لا زالت موجودة تحت الأنقاض ولم يتم انتشالها حتى اللحظة.

ومنذ اليوم الأول للحرب، تعالت أصوات الجماهير العربية من المشرق إلى المغرب تعبيرًا عن تضامنها ووقوفها إلى جانب القطاع، محاولةً الضغط على الحكّام لاتخاذ مواقف حاسمة لوقف الحرب، منوّعةً أساليبها بين المظاهرات الحاشدة، وحملات المقاطعة، والإضراب عن العمل، والتوعية الشاملة بالقضية الفلسطينية على مواقع التواصل الاجتماعي، والمساعدات العينية للقطاع. 

المظاهرات الحاشدة

كانت المظاهرات الحاشدة الوسيلة الأولى التي اختارتها الشعوب العربية للتعبير عن تضامنها مع أهالي قطاع غزة، حيث انطلقت المظاهرات بأعداد غير مسبوقة في الأردن، ولبنان، وسوريا، والعراق، ومصر، واليمن، والكويت، والبحرين، وتونس، والمغرب.

تنوّعت أساليب تضامن الشعوب العربية مع قطاع غزة بين المظاهرات الحاشدة، وحملات المقاطعة، والإضراب عن العمل، والتوعية الشاملة بالقضية الفلسطينية 

فمنذ بداية الحرب، انطلق المحتجون الأردنيون في عمان والزرقاء وإربد والطفيلة ومعان وكافة محافظات المملكة مرددين شعارات "حط السيف قبال السيف احنا رجال محمد ضيف"، و"قالوا حماس إرهابية، كل الأردن حمساوية"، مؤكدين على موقفهم الداعم للمقاومة الفلسطينية، ومطالبين الحكومة الأردنية بالضغط على دولة الاحتلال لوقف الحرب على قطاع غزة.

وقد اختار المتظاهرون في عمّان محيط السفارة الإسرائيلية ساحة أساسية للاعتصام، مؤكدين في هتافاتهم على ضرورة إغلاقها وطرد السفير: "لا سفارة صهيونية على الأرض الأردنية" ردًا على مجازر الاحتلال. بالإضافة إلى محيط السفارة الأمريكية على اعتبار أنها وكما وصفوها في شعاراتهم: "رأس الحية".

لكن هذه المظاهرات تم قمعها من قبل قوات الأمن الأردنية التي اعتقلت عددًا من المشاركين فيها، وتم حصر أماكن التظاهر في ساحات بعيدة عن السفارات مع فرض طوق أمني في محيطها، وسمحت بمسيرات داعمة كل يوم جمعة في وسط البلد ضمن ساعات ومنطقة محددة، وصل عدد المشاركين فيها إلى نصف مليون شخص.

ولعل أهم ما يميز علاقة الأردن وفلسطين الحدود التي تتشاركانها، وهو ما جعل المتظاهرين يتوجهون إليها للتأكيد على وقوف الشعب الأردني إلى جانب قطاع غزة، والضغط على حكومتهم من أجل فتح الحدود. لكن هذه المظاهرات قُوبلت بتقييد واسع من سلطات الأمن الأردني التي منعت وصول المشاركين إلى الحدود، أو أقرب نقطة لها.

وليس بعيدًا عن حدود الأردن، توجّه مئات المتظاهرين العراقيين إلى "منفذ طريبيل" الحدودي بين العراق والمملكة، حيث نفّذوا اعتصامًا استمر لأيام مطالبين السلطات الأردنية بفتح الحدود والسماح لهم بالعبور إلى فلسطين المحتلة، للتأكيد على وقوفهم مع قطاع غزة في ظل العدوان المتواصل عليه.

كما شهدت العاصمة العراقية بغداد تظاهرات هي الأكبر من منذ عقود، وذلك في ثلاث نقاط تجمع مختلفة وهي ساحة التحرير، واليرموك، والأعظمية، مرددين شعارات مناوئة للإجرام الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

ومن العراق إلى اليمن، حيث انطلقت مظاهرات جماهيرية منذ الساعات الأولى لاندلاع الحرب للتأكيد على وقوف الشعب اليمني إلى جانب المقاومة الفلسطينية، ومطالبة الحكومات العربية بالتدخل لإنقاذ أهالي القطاع؛ مظاهرات شعبية حاشدة من صنعاء وعمران وحجة وصعدة شمالًا، إلى إب والضالع جنوبًا، ومن الحديدة وتعز غربًا إلى مأرب والجوف والبيضاء وحضرموت شرقًا، نصرة لفلسطين والمقاومة الفلسطينية.

وشهدت اليمن أيضًا تحركات عسكرية تمثّلت في إطلاق "حركة أنصار الله" (الحوثيين) عدة صواريخ باتجاه فلسطين المحتلة، وخطف سفن إسرائيلية قبالة سواحل اليمن، ردًا على المجازر المرتكبة من قبل الاحتلال الإسرائيلي في القطاع، وهو ما قُوبل بتأييد واسع.

وبدوره، أطلق "حزب الله" اللبناني صواريخ باتجاه الأراضي الفلسطينية، قُوبلت بقصف مدفعي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء بين مدنيين وصحفيين. إلا أن آراء الشارع اللبناني انقسمت إزاء هذه التدخلات بين مؤيد لها لدعم المقاومة الفلسطينية، وبين آخر يعارض زج لبنان بحرب كبيرة ومدمرة في ظل الوضع الاقتصادي الراهن.

ورغم هذه الآراء المختلفة تجاه التدخل العسكري، إلا أن الشعب اللبناني لم يتوقف عن التعبير عن وقوفه الدائم مع أهالي قطاع غزة، فقد عمّت المظاهرات معظم مناطقه ومخيماته، إذ تظاهر المئات أمام السفارتين الأمريكية والفرنسية للتنديد بالصمت الدولي على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأمام السفارة المصرية للضغط من أجل فتح معبر رفح أمام المساعدات الطبية والإنسانية ومعالجة الجرحى، وقد واجهت قوات الأمن اللبناني هذه التظاهرات بالقمع.

 ومن لبنان إلى مصر التي شهدت مظاهرات محدودة ومتفرقة للتنديد بالحرب على غزة بسبب تضييقات السلطات المصرية. ومع ذلك، احتشد الشارع المصري في 17 تشرين الأول/أكتوبر عندما قصف الاحتلال الإسرائيلي المستشفى المعمداني مرتكبًا مجزرة مروّعة راح ضحيتها أكثر من 500 شهيد، رافعين شعارات: "واحد اتنين، الجيش العربي فين"، و"عيش حرية، فلسطين عربية". 

كما خرج مئات المتظاهرين في إحدى أيام الجمع بمدينة القاهرة بناءً على دعوة الحكومة المصرية لرفض تهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء، حيث وصلوا للمرة الأولى منذ الثورة المصرية إلى ميدان التحرير مرددين: "مظاهرات بجد، مش تفويض لحد"، وهو ما قُوبل بالاعتقال والفض من قبل قوات الأمن المصرية. 

وتمتلك مصر حدودًا مباشرة مع القطاع، ما دفع أعدادًا محدودة إلى التواجد هناك للمطالبة بفتح معبر رفح لإدخال المساعدات، وذلك في أول أيام الحرب على القطاع، أي قبل السماح بدخولها.

"لا مصالح أمريكية على الأراضي التونسية"، ومن المشرق ننتقل إلى المغرب العربي، حيث لم يتوقف المتظاهرون التونسيون عن التواجد في الساحات منذ اليوم الأول للحرب أمام السفارة والأمريكية أو الساحات العامة تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي على القطاع، مردّدين هتافات تطالب بفتح الحدود، والمسارعة بإدخال التعزيزات الضرورية.

وقد تنوّعت شعارات المتظاهرين التونسيين، ومن بينها: "الزواري خلّى وصيّة: لا تنازل على القضيّة"، ومحمد الزواري هو مهندس تونسي كان عضوًا في "كتائب عز الدين القسام" اغتاله جهاز الموساد الإسرائيلي عام 2016. 

أما في دول الخليج العربي، فقد تصدّر المشهد موقف دولة الكويت التي شهدت مظاهرات واسعة ومتنوعة للتنديد بالحرب على القطاع، وسط هتافات: "لا سلام لا استسلام.. الانتقام الانتقام". 

"شعب واحد، جرح واحد" هو الهتاف الذي اختاره أهالي مدينة إدلب التي تقع في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة شمال غربي سوريا، للتعبير عن تضامنهم مع قطاع غزة واستنكارهم للعدوان الإسرائيلي عليه، رغم تعرض مناطقهم لحملة قصف عنيفة من قِبل النظام السوري وروسيا.

حملات تبرع

لم تكتف الشعوب العربية بالمظاهرات، بل قامت أيضًا بإطلاق حملات تبرع لقطاع غزة منذ اليوم الأول للحرب، سعيًا منها لتوفير الاحتياجات الأساسية لأهالي القطاع في ظل الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي والذي يشمل قطع للكهرباء والمياه ومنع إدخال الوقود أو المواد الغذائية اللازمة.

وبدأت حملات التبرع قبل السماح بدخول المساعدات عبر المعبر، حيث تكدست الشاحنات أمامه للضغط من أجل فتحه وإدخال المساعدات اللازمة. 

وكان أهالي شمال سوريا المكلومون من أوائل المتبرعين لقطاع غزة، حيث أطلقوا حملات تبرع في معظم المدن والقرى تحت مسمى "ردّ الدَّين" للشعب الفلسطيني الذي كان أكثر الشعوب سخاءً معهم طوال فترة الحرب السورية.

وفي الأردن، انطلقت عدت حملات تبرع من هيئات رسمية ونقابية ومؤسسات خاصة، بعضها لتوفير اللوازم الأساسية للقطاع من أدوات طبية وغذائية ولوازم تدفئة، وأخرى لإعادة الإعمار بعد الضرر الكبير الذي خلفه العدوان الإسرائيلي.

وقد جمع الأردنيون ما يزيد عن مليوني دينار أردني لغايات الإعمار عبر نقابة المهندسين الأردنيين، وما يزيد عن 10 ملايين دينار لتوفير اللوازم الطبية وغيرها عبر الهيئة الخيرية الهاشمية الأردنية.

وقد أقام الأردن مستشفيين ميدانيين في جنوب قطاع غزة لسد العجز الحاصل في القطاع الطبي، عبر فريق طبي وتمريضي وإداري أردني يتألف من 145 شخصًا، يتولون تخصصات: "الجراحة العامة، وجراحة الشرايين، والأعصاب، والصدر، والمسالك، والتجميل، والعظام، والأطفال، والوجه والفكين".

أما الكويت، فقد تجاوزت حصيلة التبرعات الشعبية فيها حاجز الـ15 مليون دولار أمريكي بإشراف جهتين رسميتين في البلاد هي وزارة الخارجية ووزارة الشؤون، حيث أقامت الحكومة الكويتية جسرًا جويًا لإرسال مساعدات إغاثية وإنسانية ومواد طبية ودوائية وسيارات إسعاف وخيم للإيواء إلى مدينة العريش في مصر، تمهيدًا لإيصالها إلى قطاع غزة.

وقد قدّم البرلمان الكويتي توصيات متعلقة بالحرب على قطاع غزة، دعت إلى إنشاء صندوق إعادة إعمار غزة، ودعوة الحكومات وغرف التجارة ورجال الأعمال لدعم هذا الصندوق، بالإضافة إلى تأسيس "مدينة الكويت الإنسانية" في القطاع بمرافقها السكنية والتعليمية والصحية اللازمة لدعم صمود الأهالي ومنع تهجيرهم.

وفي تونس، أطلق الهلال الأحمر حملة تبرعات أرسل من خلالها عدة طائرات تحتوي على مواد غذائية مختلفة وحليب أطفال وكميات كبيرة من رضاعات الأطفال والأدوية كالمضادات الحيوية ومسكنات الأوجاع وأدوية تخدير ومستلزمات طبية أخرى.

أما مصر، فقد وصل عدد الشاحنات التي أدخلها الهلال الأحمر المصري إلى أكثر من 569 شاحنة إغاثة مصرية، مؤكدين وفرة المساعدات بكافة أشكالها وقدرتها على إدخال شاحنة كل يوم إلى القطاع.

لكن العتب العربي على مصر كان كبيرًا على اعتبار أنها الدولة العربية الوحيدة التي لها حدود مشتركة مع قطاع غزة لم يدخل من خلالها إلا كميات محدودة جدًا من المساعدات رغم تكدسها من كافة الدول العربية، حيث طالب مغردون الحكومة المصرية باتخاذ موقف صارم من الحرب، وفتح معبر رفح مع القطاع بشكل دائم.

وقد أرسل العراق أربع طائرات محملة بالمواد الغذائية والإغاثية لأهل غزة، بالإضافة إلى تبرعها بـ10 ملايين لتر من الوقود للمستشفيات في القطاع للحفاظ على استمرارية وديمومة القطاع الصحي هناك.

حملات المقاطعة الاقتصادية

استخدمت الشعوب، على مر العصور، أداة "المقاطعة الاقتصادية" كتعبير منهجي وامتناع طوعي للضغط على شركة أو دولة معينة لتغيير مواقفها وسياساتها تجاه قضية ما، من خلال وقف استهلاك منتجاتها. 

وقد انتعشت هذه الأداة في العدوان الإسرائيلي الحالي على قطاع غزة، وذلك بعدما أعلنت سلسلة المطاعم الشهيرة "ماكدونالدز" تقديمها وجبات مجانية لجيش الاحتلال الإسرائيلي دعمًا له في حربه على القطاع، ما دفع الشعوب العربية لإعلان مقاطعة السلسلة ردًا على موقفها التي اعتبرته منحازًا للدم والإرهاب. كما قررت توسيع نطاق المقاطعة لتشمل كافة الشركات الأمريكية الداعمة للاحتلال، مثل "ستاربكس" و"KFC" و"بابا جونز" وغيرها. 

وما إن بدأت هذه الدعوات حتى ظهرت صور لفروع متعددة من هذه السلاسل في الأردن ومصر والكويت ولبنان وهي فارغة تمامًا من الزوار، وذلك من أجل الضغط عليها لتصحيح موقفها من الحرب. 

وحال ظهور المقاطعة على السطح، تداعت فروع "ماكدونالدز" في الوطن العربي إلى نشر بيان يؤكد عدم ارتباطها بأي فروع في الخارج، وأنها شركات محلية 100%، إلا أن المشكلة التي اكتشفها المقاطعون العرب أنها بيانات متشابهة تمامًا، بمعنى أن فروع الأردن ومصر والكويت نشرت ذات البيان، ما اعتبروه استخفافًا بعقولهم وتأكيدًا على أن سلسلة المطاعم تتبع الشركة الأم وتقدم نسبة أرباح لها، ما زاد من تمسكهم بحملة المقاطعة. 

ونشر العديد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي أسماء بدائل محلية وعربية يمكن استبدالها بالمنتجات الداعمة للاحتلال، بالإضافة إلى إعلان بعض الشركات المحلية فتح باب التوظيف أمام العاملين في هذه الشركات الداعمة لتحفيزهم على ترك وظائفهم، وتوفير بديل محلي لهم. 

وقد تميز كل شعب عربي عن غيره بدعم المقاطعة بحسب مكانه. فعلى سبيل المثال، أعلنت بعض المؤسسات الأردنية إغلاق فروعها الموجودة في "كارفور" الداخل ضمن حملة المقاطعة والتوجه نحو فروع مستقلة، فيما أعلنت أخرى تأسيس ائتلاف محلي لتزويد كل شركة الأخرى بمنتجاتها المحلية بدلًا من الغربية. 

وقد كشف استطلاع رأي أجراه "مركز الدراسات الاستراتيجية" في الأردن التزام 93% من المشاركين بالاستطلاع بمقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية والتوجه نحو البديل الوطني. 

بدورها، أعلنت اليمن أيضًا اتخاذها إجراءات لحظر دخول وتداول منتجات الشركات الأمريكية، وشطب الوكالات والعلامات التجارية للشركات الداعمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي بشكل عام.

وأطلقت الكويت حملة إعلانية في كافة شوارعها "هل قتلت اليوم فلسطينيًا؟" مرفقة بصورة لأطفال قطاع غزة وهم تحت القصف الإسرائيلي، لدعوة الكويتيين إلى مقاطعة المنتجات الداعمة لدولة الاحتلال، تحت وسم "#مقاطعون".

لافتات المقاطعة في الكويت

وقد تميزت مصر عن غيرها بالدعوات المتنوعة لدعم حملة المقاطعة والاستغناء عن المنتجات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، وهو ما أكده تقرير نُشر على وكالة رويترز في 22 من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، كشف عن انخفاض نسبة مبيعات سلسلة مطاعم "ماكدونالدز" في مصر إلى 70% مقارنة بالشهر الماضي.

الإضراب العام

ورغم هذه الأساليب المتنوعة، إلا أن الحكومات العربية لم تستمع لمطالب شعوبها ولم تتخذ أي موقف صارم لوقف الحرب على القطاع الذي يعاني على مرأى من العالم أجمع، ما دفع الشعوب لتنفيذ إضراب عام يوم الإثنين الفائت، الحادي عشر من كانون الأول/ديسمبر الحالي، يشمل التعليم والتجارة والطيران والبنوك ومجالات أخرى عديدة، بهدف شل الحركة الاقتصادية والضغط على الحكومات لوقف الحرب.

اضراب في الأردن

وقد تصدّر هاشتاغ #الإضراب_الشامل موقع "إكس" (تويتر سابقًا) للتأكيد على ضرورة العصيان السلمي وحشد موقف شعبي لذلك.

أين العرب؟

ورغم تنوع المواقف العربية الداعمة لقطاع غزة بين المظاهرات والتبرعات والمقاطعة وغيرها، إلا أن فاعليتها لم تظهر حتى الآن، إذ لا تزال الحرب الإسرائيلية المستعرة مستمرة على القطاع.

ويبدو أن الشعوب العربية باتت تخاف اتخاذ مواقف شعبية مؤثرة، بعد ثورات الربيع العربي والثورات المضادة التي لحقت بها، لدرجة أنه جرى وصف المواقف المتخذة حاليًا بأنها مجرد إبر تخدير للضمير.

ورغم ذلك، لا يزال الغزّي يردد وهو يخرج من الركام، أو يقف على أنقاض منزله: "وين العرب؟"، أملًا بأن يقفوا إلى جانبه ويوقفوا الحرب الإسرائيلية على القطاع المحاصر منذ 17 عامًا.