17-سبتمبر-2021

صورة تعبيرية (Getty)

حثت منظمة الأمم المتحدة للطفولة - اليونيسف السلطات التعليمية على إعادة فتح المدارس في أقرب وقت ممكن في البلدان التي لا يزال فيها ملايين الطلاب غير مسموح لهم بالعودة إلى الفصول الدراسية بعد مضي 18 شهرًا على انتشار جائحة كورونا. وتستمر المدارس في حوالي 17 دولة بإغلاق أبوابها تمامًا، في حين أن المدارس في 39 دولة مغلقة جزئيًا، وفقًا لتقرير صادر عن اليونيسف يوم  16 أيلول/سبتمبر.

حذرت اليونيسف من أثر تعطل العملية التعليمية وإغلاق المدارس على مستقبل الطلاب التعليمي والمهني، وعلى الناتج المحلي لبلدانهم في السنوات المقبلة 

كما خصصت اليونيسف لذلك حملة على صفحاتها الإلكترونية المتعددة للمناداة بعودة الأطفال إلى مقاعد الدراسة، ويظهر إعلان اليونيسف الترويجي مصطلحين ON/OFF حيث يتسم مصطلح OFF باللون الأسود فيما يتسم مصطلح ON باللون الأزرق، وذلك للدلالة رمزيًا على أهمية العودة إلى مقاعد الدراسة. 

وأعلنت اليونيسيف أن 131 مليون طالب في جميع أنحاء العالم فاتهم أكثر من ثلاثة أرباع التعلم الشخصي والحضوري على مقاعد الدراسة. فيما بلغت أيام الإغلاق في بعض الدول بين 200 إلى 300 يوم دراسي، واحتلت ميانمار وبنغلادش أطول فترة من فترات الإغلاق حيث تخطت 300 يوم دراسي في كلا البلدين بسبب الإجراءات الحكومية.

وأفادت التقارير بأنه يجب إعطاء الأولوية للمعلمين للحصول على لقاحات كورونا، مباشرة بعد العاملين الصحيين وأولئك الأكثر عرضة للخطر، وذلك من أجل ضمان حمايتهم من انتقال العدوى في المجتمع وضمن إطار العملية التعليمية. كما أوضحت اليونيسيف إلى أنه قد يكون الطلاب أكثر أمانًا في المنزل، ولكن توافر أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة والإنترنت والكهرباء وغيرها من المتطلبات، والجودة غير المتكافئة للتعليم، هي من بين التحديات الأساسية التي لا يزال يواجهها الطلاب في التعليم عن بعد. ومن الأمثلة التي تناولتها اليونيسف كانت حالة التعليم في أوغندا، حيث أن 15 مليون طفل توقف تعليمهم بسبب إغلاق المدارس وباتوا خارج مقاعد الدراسة.

ضمن ذات السياق، قالت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنريتا فور، بأن "أزمة التعليم لا تزال قائمة، ومع كل يوم يمر حيث تظل الفصول الدراسية مظلمة ويزداد الدمار"، وأضافت "هذه أزمة لن نسمح للعالم بتجاهلها"، وأشارت إلى أنه مع استئناف الفصول الدراسية في العديد من البلدان حول العالم، يتجه ملايين الطلاب إلى العام الدراسي الثالث دون أن تخطو أقدامهم عتبات الفصول الدراسية، بحسب ما نقل موقع توداي أونلاين.

وفي تقرير صدر في نيسان/أبريل من هذا العام، قدر بنك التنمية الآسيوي بأن إغلاق المدارس لأكثر من عام يمكن أن يخفض الأرباح المستقبلية بين طلاب المنطقة بما يصل إلى 1.25 تريليون دولار، أو ما يعادل 5.4% من الناتج المحلي الإجمالي. وأشار التقرير إلى كون هذه الاضطرابات ستؤثر على المهارات التي يكتسبها الطلاب، وسيطال الأثر مستقبلهم المهني. وأفاد التقرير إلى أنه "يتم استخدام استراتيجيات مختلفة للتعلم عن بعد، لكنها فعالة جزئيًا فقط"، مضيفًا إلى كون "إغلاق المدارس يأتي على حساب التعلم". فيما تتراوح خسائر التعلم بمتوسط 8% من مهارات التعليم في دول المحيط الهادئ، حيث المدارس بقيت في الغالب مفتوحة، وتصل إلى 55% في دول جنوب آسيا، حيث كانت فترات الإغلاق أطول.