وصفت منظمة حقوقية العام الفائت 2023 بأنه "عام الإبادة الجماعية" بحق الأطفال الفلسطينيين على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي قتلت ما يزيد عن 8 آلاف طفل في كلٍ من قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت.
وقالت "جمعية الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال"، أمس الثلاثاء، إن قوات الاحتلال قتلت خلال عام 2023 ما لا يقل عن 8 آلاف طفل في قطاع غزة، و81 طفلًا في الضفة الغربية، بما فيها القدس، منذ السابع من أكتوبر، ليبلغ عدد الأطفال الذين قتلتهم بالضفة المحتلة خلال العام الفائت 121 طفلًا.
من المتوقع أن يرتفع عدد الأطفال الذين استُشهدوا بشكل كبير، حيث لا يزال الآلاف في عداد المفقودين في قطاع غزة
جاء ذلك في بيان أكّدت الجمعية فيه أن معدّل قتل الأطفال الفلسطينيين على يد قوات الاحتلال خلال العام الفائت غير مسبوق، ويدلّ: "على أن الأطفال الفلسطينيين هم أهداف رئيسية للاحتلال".
وأضاف البيان: "من المتوقع أن يرتفع عدد الأطفال الذين استُشهدوا بشكل كبير، حيث لا يزال الآلاف في عداد المفقودين في القطاع"، ناهيك عن قطع حكومة الاحتلال: "الغذاء والمياه والكهرباء والإمدادات الطبية والوقود عن أهالي قطاع غزة، واستمرارها بشن هجمات عشوائية ومباشرة ضد المباني السكنية والبنية التحتية المدنية، مثل المستشفيات والمدارس والمخابز ومحطات المياه والأراضي الزراعية".
ولفت إلى أن نظام الرعاية الصحية في غزة قد انهار بشكل كامل في ظل محاصرة قوات الاحتلال للمستشفيات الكبرى، وإجبارها الأطباء والمرضى على الإخلاء تحت تهديد السلاح، ومهاجمتها البنية التحتية للرعاية الصحية بشكل عشوائي ومباشر، سواء المستشفيات والعيادات ومركبات الإسعاف والعاملين في مجال الرعاية الصحية، إضافةً إلى منعها إدخال الوقود إلى القطاع، ما يعني: "أن المستشفيات عملت على مولدات احتياطية قبل نفاد الوقود والكهرباء بالكامل".
وأوضح أن قوات الاحتلال أطلقت، إلى جانب المستوطنين، النار على 102 طفل فلسطيني وقتلتهم بالذخيرة الحية فيما: "قتلت 19 طفلًا فلسطينيًا بهجمات جوية في شمال الضفة الغربية المحتلة للمرة الأولى منذ الانتفاضة الثانية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، 14 منهم في هجمات بطائرات دون طيار (مُسيّرات)، وأربعة بصواريخ أطلقتها مروحية هجومية من طراز (أباتشي)، وطفل واحد في غارة جوية لطائرة حربية إسرائيلية".
كما أكد البيان أن التحقيقات والأدلة التي جمعتها "الحركة العالمية"، تُشير بانتظام: "إلى أن قوات الاحتلال تستخدم القوة المميتة ضد الأطفال الفلسطينيين في ظروف قد ترقى إلى مستوى القتل خارج نطاق القضاء أو القتل العمد".
واستعرض البيان العديد من الحالات التي استُشهد فيها أطفال فلسطينيين إما برصاص قوات الاحتلال، أو على يد المستوطنين، أو نتيجة منع جنود الاحتلال المسعفين وسيارات الإسعاف من الوصول إلى الجرحى وتقديم المساعدة الضرورية والعاجلة لهم.
وواصلت قوات الاحتلال خلال العام الفائت اعتقال وتعذيب ومحاكمة الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات العسكرية بشكل تعسفي، حيث قدّرت "الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال" أن: "ما معدّله 165 طفلًا فلسطينيًا كان يتم اعتقالهم في سجون الاحتلال كل شهر خلال عام 2023".
ولفتت إلى أنه: "في كل عام، تعتقل قوات الاحتلال الإسرائيلي ما بين 500 إلى 700 طفل فلسطيني وتحاكمهم في محاكم عسكرية". وبحسب شهادات 75 طفلًا اعتقلتهم قوات الاحتلال من الضفة الغربية، بما فيها القدس، خلال 2023، تبيّن أن: "61% منهم تعرّضوا للعنف الجسدي بعد الاعتقال".
ووفقًا للوثائق التي قامت "الحركة العالمية" بجمعها، اعتقلت قوات الاحتلال ما لا يقل عن 45 طفلًا فلسطينيًا إداريًا خلال 2023. بينما بلغ عدد الأطفال المعتقلين في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، 200 طفل.
