09-يناير-2024
مراسل ومدير مكتب قناة الجزيرة في غزة وائل الدحدوح مودّعًا ابنه الصحفي حمزة الذي استُشهد برفقة الصحفي مصطفى ثريا في خان يونس

خطر الموت بالنسبة للصحفيين الفلسطينيين بغزة أعلى من خطر موت الجنود على جبهات القتال (Getty)

تواصل "إسرائيل" استهداف الصحفيين في قطاع غزة بهدف اسكات أصواتهم والتعتيم على جرائمها بحق المدنيين العُزّل في القطاع، إذ ارتفع عدد الشهداء من الصحفيين إلى 112 صحفيًا بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، استُشهد معظمهم نتيجة استهدافهم بشكل مباشر.

في هذا السياق، أكد "الاتحاد الدولي للصحفيين"، مساء أمس الإثنين، أن خطر الموت بالنسبة للصحفيين الفلسطينيين في غزة، أعلى من: "خطر الموت بالنسبة للجنود على الخطوط الأمامية في جبهات القتال".

قال "الاتحاد الدولي للصحفيين" إن الصحفيين في قطاع غزة يواجهون الهجوم الأكثر وحشية من أحد أكثر الجيوش تطورًا في العام

وقال نائب الأمين العام للاتحاد تيم داوسون، في بيان، إن مقتل الصحفيين في غزة أصبح بمثابة حدث يومي، لافتًا إلى أنه كان هناك ألف صحفي يعملون في قطاع غزة عندما بدأت الحرب الإسرائيلية على القطاع.

ولفت البيان إلى 75 صحفيًا، بحسب الاتحاد الدولي للصحفيين (فيما وصل عددهم إلى 112 صحفيًا بحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة) فقدوا حياتهم في الهجمات الإسرائيلية على القطاع، مؤكدًا أن هؤلاء الصحفيين الـ75 يمثّلون 7.5 بالمئة من الصحفيين العاملين في غزة.

وبعد مقارنة بيَّن فيها أن 1.4 بالمئة من الجنود الأمريكيين قُتلوا خلال الحرب الكورية، و1.7 بالمئة في فيتنام، و1.8 بالمئة خلال الحرب العالمية الثانية، أكّد البيان أن: "خطر الموت بالنسبة للصحفيين في غزة أعلى من خطر موت الجنود على الجبهة".

وأضاف أن: "الصحفيين في غزة المجهزين بالكاميرات والميكروفونات ودفاتر الملاحظات، يواجهون الهجوم الأكثر وحشية من أحد أكثر الجيوش تطورًا في العالم". ولفت إلى منع المؤسسات الإعلامية الدولية من دخول غزة، وشدِّد على أهمية الصحفيين من أجل إطلاع الرأي العالم العالمي على ما يحدث في القطاع.


سترة ومكروفون الصحفي الشهيد جبر أبو هدروس

وأكد البيان أن معظم الصحفيين الذين فقدوا حياتهم بغزة، قد تم استهدافهم "عمدًا" من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن العديد منهم تلقوا تهديدات عبر مكالمات هاتفية من أشخاص يدّعون أنهم ممثلين لجيش الاحتلال.

وبينما دعا إلى: "ممارسة الضغط على الحكومات التي تدعم الهجمات الإسرائيلية لوقف المجزرة في غزة"، وصف ما يتعرّض له الصحفيون بغزة بأنه "كارثة إنسانية". وتابع: "إننا نشهد واحدة من أكثر حملات القمع دمويةً ووحشية على حرية التعبير في العصر الحديث، بعد إغلاق الحدود أمام المراسلين الدوليين، وقمع الآراء المعارضة في إسرائيل، وعمليات القتل غير المسبوقة".

إلى ذلك، قالت فلورنسيا سوتو، من مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة، خلال مؤتمر صحفي، إن: "عدد الصحفيين الذين قتلتهم إسرائيل في قطاع غزة مرتفع للغاية".

وأضافت: "رأينا هذه التقارير المروعة، ونحن قلقون للغاية بشأن مقتل الصحفيين في غزة، ونعلم أن العدد مرتفع للغاية خلال الفترة القصيرة التي بدأ فيها الصراع".

هذا وتواصل "إسرائيل" حربها العدوانية على قطاع غزة التي دخلت يومها الـ95، وخلّفت أكثر من 23.084 شهيدًا و58.926 مصابًا، ناهيك عن أكثر من 7 آلاف مفقود تحت أنقاض المباني المدمرة.