13-سبتمبر-2023
ناقدات عربيات

تكتسب أعمالهن أهميتها من كونها تتحدى السائد في مجال النقد وتقدّم بديلًا له (الترا صوت)

لكتابات المرأة أهمية كبيرة لأسباب مختلفة، لكن أهمها على الإطلاق أنها تُعد شكلًا من أشكال التمرد على السلطة المهيمنة بوصفها سلطة ذكورية بالدرجة الأولى. ولا يقتصر الأمر هنا على الأعمال الروائية والقصصية التي تسعى المرأة من خلالها إلى أن يكون صوتها مسموعًا، بل يشمل أيضًا مجالات أخرى عديدة منها النقد الأدبي الذي يُعبّر عن طبيعة نظرتها إلى ذاتها، والآخر، والعالم برمته.

في هذه المقالة وقفة مع 5 من أهم الناقدات العربيات اللواتي تكتسب أعمالهن أهميتها من كونها تتحدى السائد في هذا المجال، وتقدّم بديلًا له يحمل أفكارًا ورؤى جديدة ومغايرة. 


1- لطيفة الزيات

تُحيط بالكاتبة المصرية لطيفة الزيات (1923 - 1996)، التي حلت في الحادي عشر من الجاري الذكرى الـ27 لوفاتها، صفات كثيرة؛ فهي كاتبة وروائية ومناضلة نسوية وناقدة أدبية أيضًا. لكن ما حصل أن تجربتها الأدبية طغت على تجربتها النقدية، إذ تُعرف أكثر ما تُعرف بكونها مؤلفة "الباب المفتوح"، التي تُعد من أولى الروايات التي تناولت واقع المرأة المصرية. وللراحلة عدة مؤلفات نقدية مهمة، منها: "من صور وقصص المرأة في الروايات العربية"، و"نجيب محفوظ: الصورة والمثال". 


لطيفة الزيات

2- سلمى الخضراء الجيوسي

تُعد الكاتبة والشاعرة الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي (1926 - 2023) أهم ناقدة عربية على الإطلاق. ويُعرف عن الراحلة مشاركتها المهمة في السجال الذي دار في ستينيات القرن الفائت في بيروت حول تجديد الشعر، والحداثة الشعرية، وظهور قصيدة النثر، والدعوة إلى ترك التراث الأدبي العربي. 

كتبت الراحلة العديد من المقالات والدراسات المهمة حول قضايا أدبية مختلفة، كما تناولت رسالتها لنيل شهادة الدكتوراه "الاتجاهات والحركات في الشعر العربي الحديث".


سلمى الخضراء الجيوسي

3- يمنى العيد

قدّمت الكاتبة والناقدة اللبنانية يمنى العيد (1935) العديد من الدراسات النقدية المهمة التي جعلت منها واحدة من أهم الشخصيات النقدية في العالم العربي. وتتميز العيد بطريقة تعاملها مع المناهج الفكرية والنقدية الغربية الحديثة في قراءتها للنص العربي. ومن مؤلفاتها: "في معرفة النص"، و"الراوي: الموقع والشكل"، و"في القول الشعري"، و"فن الرواية العربية". 


يمنى العيد

4- رضوى عاشور

تُعرف الكاتبة المصرية رضوى عاشور (1946 - 2014) بكونها صاحبة أشهر رواية عربية تناولت حياة المسلمين في الأندلس بعد سقوطها وهي رواية "ثلاثية غرناطة" التي صنعت شهرتها داخل العالم العربي وخارجه. 

لكنها أيضًا ناقدة أدبية من الطراز الرفيع، حيث قدّمت العديد من الدراسات النقدية المعمقة والرصينة حول مظاهر وتجارب أدبية مختلفة، منها تجربة القاص والروائي الفلسطيني الراحل غسان كنفاني التي تناولتها في كتاب حمل عنوان "الطريق إلى الخيمة الأخرى". كما قدّمت الراحلة عدة دراسات أخرى حول الرواية الأفريقية صدرت في كتاب بعنوان "التابع ينهض: الرواية في غرب أفريقيا".


رضوى عاشور

5- خالدة سعيد

تزامن صعود الناقدة اللبنانية - السورية خالدة سعيد مع ما شهدته بيروت من نهضة ثقافية وشعرية أواخر خمسينيات القرن الفائت وبداية ستينياته. وكانت من أبرز كتّاب مجلة "شعر" التي رافقت صدورها وكتبت عن شعرائها ونشرت فيها العديد من الدراسات النقدية المهمة، خاصةً حول الشعر. ومن مؤلفاتها: "أفق المعنى"، و"فيض المعنى"، و"جرح المعنى"، و"في البدء كان المثنى"، و"يوتوبيا المدينة المثقفة".


خالدة سعيد