06-أكتوبر-2021

أطفال جوعى في الحرب الأهلية عام 1968 (Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير

نيجيريا هي أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان. عندما حصلت على استقلالها عن بريطانيا عام 1960 كانت الآمال كبيرة في أن تصبح، بفضل الثروة المعدنية وسكانها، الأفريقية الأولى ذات الوضع الديمقراطي المستقر، لكن سرعان ما تبددت الآمال وانتقلت من أزمة إلى أخرى. مع الإطاحة بالحكومة الديمقراطية في نهاية المطاف في انقلاب عسكري عنيف في بداية عام 1966.

من 1966 حتى 1999، احتفظ الجيش بالسلطة دون انقطاع تقريبًا في ظل تعاقب الحكومات العسكرية الاستبدادية. وقد أصبحت الانقلابات والحكم العسكري سمة دائمة للسياسة النيجيرية، كما أدى النفوذ البريطاني إلى تفاقم الخصومات بين السكان الأصليين.

ومع ذلك، هناك عدد قليل من الكتب الجادة التي تساعدنا على فهم أي جانب من الحروب والصراعات التي لا تنتهي. ولأجل هذا تبدو الرواية نوعًا من الحل، لا سيما مع استمرار ظهور الكتّاب المبدعين الذين ركزوا على التوترات الاجتماعية والدوافع وأساليب سلسلة الانقلابات وغيرها، ولعل من أبرزها الروايات التي نتوقف عنجها ههنا.


اشياء تتداعى

مثل مادة سحرية تُلقي بنا رواية "أشياء تتداعى" لـ شينوا أتشيبي في نيجيريا ما قبل الاستعمار، من خلال قصة ملحمية تُظهر حياة وثقافة الريف بطريقة تصوّر التقاليد بعمق وشاعرية.

بطل الرواية هو أوكونكو الذي يكافح من أجل القوة المطلقة والذكورة، وبدافع الخوف من الضعف يرتكب أفعالًا تجعله يخرج عن القواعد القديمة في مجتمعه.

عرف أتشيبي كأحد الأصوات الأدبية البارزة في أفريقيا خلال القرن العشرين، وجاءت شهرته من خلال نقل رؤيته والتجربة الافريقية وما عاناه أبناء شعبه النيجيري في ظل الاستعمار البريطاني للعالم ككل، فحظيت أعماله بالكثير من الحفاوة والتقدير.

المفسِّرون

"المفسرون" رواية للشاعر والمسرحي والروائي وول سوينكا، تقدم بانوراما عن المجتمع النيجيري من خلال خمسة مثقفين شبان، يحاولون أن يمنحوا حياتهم ومواهبهم معنى، ضمن ظروف عير مواتية، حيث الفساد والوصولية والمشكلات المعقدة لمجتمع ما بعد الاستقلال، الذي لا يزال يبحث عن طريقه الخاص.

وعلى الرغم من أن الرواية مشغولة بالنخبة وعالم المثقفين، إلا أنها تتجاوز هذا الإطار حين يكتشف الأبطال أنفسهم، وحين يحاولون فهم مجتمعهم، وفيهم من يسقط أمام التحديات الأخلاقية.

وول سوينكا شاعر وكاتب مسرح وروائي وناقد، حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1986. له العديد من الأعمال. من رواياته المترجمة إلى العربية: "مات الرجل"، و"آكيه سنوات الطفولة"، و"موسم الفوضى".

نصف شمس صفراء

"نصف شمس صفراء" هي الرواية الثانية للكاتبة تشيماماندا نجوزي أديتشي. كتبتها وهي في السابعة والعشرين من عمرها. تحكي الرواية عن قصة حبٍّ بين بروفيسور ومثقفة شابة جميلة تنتمي إلى طبقة الأثرياء الجدد في نيجيريا. نشأت قصة الحب تحت ظلال الحرب الأهلية بين عامي 1967 و1970، تلك التي اندلعت فيها الصراعات البيافرية في محاولة من قبائل الإيبو الاستقلال وتكوين دولة، علمُها نصف شمس صفراء، كدلالة على الخلاص من فاشية النظام الذي كان يحكم آنذاك.

رغم تصوير الرواية المجازرَ والانتهاكات العنيفة التي مورست على تلك القبائل المسالمة، فإن الروائية نجحت في الخروج بها من الحسّ التراجيديّ، عبر سردها الوقائعَ على لسان طفل أسود صغير آجوو، بطل الرواية، الذي يخدم في بيت البروفيسور أودينيبو.

إلى جانب عملها كروائية، برزت أديتشي في مواقفها النسوية التي مثّلت طرحًا عاصفًا في الفكر النسوي.

طريق الجوع

في رواية "طريق الجوع"، يجمع بن أوكري يخلق عملًا أساسيًا من الأدب العالمي. فمن خلال تقليد موجود في نيجيريا يروي عن طفل موجود بين الحياة والموت.

تنتمي طريق الجوع إلى نوع من الكتابة الخيالية الممزوجة بالأسطورة السياسية. بطلها الطفل آزارو، وهو أقرب إلى شبح تائه في الأدغال، أما الخلفية التاريخية فهي فترة الحملة الانتخابية حين وصول نيجيريا الى الاستقلال.

بن أوكري شاعر وروائي مولود عام 1959. حاز على جائزة مان بوكر في 2007. رواياته: "دهشة الآلهة"، و"ظلال وأزهار"، " نجوم حظر التجوال الجديد".

اقرأ/ي أيضًا:

الأدب الأفريقي ومسألة اللغة

هوية أفريقيا.. من المسرح المفتوح إلى وهم الاستقلال