10-أغسطس-2021

لوحة بعنوان "تغيّر" للفنانة أليسا سينغر (IPCC)

كشفت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) التابعة للأمم المتحدة، عن تقييمها الأخير الموسّع حول التغيّر المناخي على كوكب الأرض، ونستعرض فيما يلي أبرز النقاط التي خلص إليها التقرير في جزئه الأول، الذي أتى في 42 صفحة تحت عنوان "ملخص لصانعي السياسات". 

 الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ هي هيئة رسمية تابعة للأمم المتحدة، وقد تأسست عام 1988، لأغراض تتعلق بدراسة الظواهر المناخية ورصد التغيّر الحاصل على المناخ

1) التغيّر المناخي من فعل البشر

خلصت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ وبأوضح العبارات إلى أن البشر هم الذين تسببوا بهذا التدهور الهائل على المناخ، وهذا ما صدّرت به اللجنة خلاصة تقريرها، والذي جاء في جملته الاستهلالية: "لا ريب بأنّ تأثير البشر هو الذي تسبب بارتفاع الحرارة في الجو واليابسة والمحيطات"، وهو تأكيد يتسق مع المؤشرات التي طرحتها الهيئة في تقارير سابقة، والتي أشارت فيها، ولو بشكل غير قاطع، بأنها ترجّح أن يكون النشاط الصناعي مسؤولًا عن التغيّر المناخي الذي يشهده الكوكب.

يتوقع التقرير أن تزداد رقعة الحرائق سنويًا حول العالم (Getty)

2) درجات الحرارة ستواصل الارتفاع

يتحدث تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ عن سيناريوهات محتملة في المستقبل، بالاعتماد على ما إذا كان العالم جادًا بالحدّ بشكل كبير من انبعاثات الكربون الضارّة خلال السنوات المقبلة. لكنّ التقرير يشير إلى أن ذلك لن يكون كفيلًا بوقف التصاعد في درجات الحرارة والاحترار العالمي، بمعدل 1.5 درجة فوق درجات الحرارة ما قبل الثورة الصناعية. أما في حال لم يحصل تغيير كبير على مستوى الحدّ من الانبعاثات الضارة، فإن الارتفاع قد يكون بمعدل درجتين بنهاية القرن. وقد ذكر التقرير بأن درجات حرارة الأرض قد سجلت خلال العقود الخمسة الماضية، ارتفاعًا يفوق بسرعته أي ارتفاع سجّل خلال الفترة ذاتها على مدار ألفي عام على الأقل.

 

3) الظروف الجويّة تزداد تطرفًا

ترجّح الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بأن تتكرر الظروف الجوية المتطرّفة على نحو أكبر، بالرغم من أن الظواهر الجوية المتطرفة كانت فيما مضى نادرة واستثنائية، وهو ما ترى الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بأنه سيتواصل على كوكب الأرض حتى لو نجحت الدول بالحدّ من الانبعاثات الضارّة والاحترار العالمي. فموجات الحرّ الشديد التي كانت فيما مضى تحصل مرّة كل 50 عامًا، باتت تحصل في الآونة الأخيرة مرّة كل 10 سنوات فقط. أما الأعاصير الاستوائية فباتت تتكرر وعلى نحو أشدّ قوّة وتدميرًا مما مضى. كما تشهد العديد من المناطق مستويات غير مسبوقة من الهطل المطري الغزير والثلوج، بينما تضرب مواسم الجفاف بشكل أشدّ بين عام وآخر في مناطق أخرى. أما الحرائق الكبرى فباتت أوسع نطاقًا وأشدّ ضراوة، كما أنها تستمر لفترات أطول كل موسم.

 

 

4) الصيف القطبي قد يغدو غير متجمّد

تتوقع الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بأن يتلاشى الجليد على سطح المحيط المتجمّد الشمالي بشكل كامل في فترة الصيف، لمرّة واحدة على الأقل بحلول العام 2050، وذلك وفق السيناريو الأكثر تفاؤلًا بحسب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ. وتعدّ هذه المنطقة من المناطق الأسرع احترارًا في الكوكب، بسرعة تبلغ ضعفي المعدل العالمي على الأقل.

5) منسوب البحار سيرتفع

بدت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ واثقة وبشكل قاطع بأن مناسيب المياه في البحار ستواصل الارتفاع، حتى لو تراجع الاحترار العالمي. وأفادت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بأن الارتفاع سيكون بمعدل مترين إلى ثلاثة أمتار، وربما أكثر من ذلك، علمًا أن المعدّل الأخير لارتفاع مستوى سطح البحر قد تضاعف ثلاثة أضعاف خلال السنوات الماضية، وهو ما سيشكّل تهديدًا لملايين البشر على المناطق الساحلية حول العالم، حيث يمكن وفق هذا السيناريو أن تختفي مدن ساحلية بأكملها بحلول العام 2100.

التقرير غير متفائل بشأن مستقبل المناخ حتى لو نجحت الدول في الحدّ من الانبعاثات الضارة (تويتر)

ما هي الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي؟ 

يُذكر أن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ هي هيئة رسمية تابعة للأمم المتحدة، وقد تأسست عام 1988، لأغراض تتعلق بدراسة الظواهر المناخية ورصد التغيّر الحاصل على المناخ، وإعداد التقارير التي تساعد على الحدّ من هذه الظاهرة وتدارك العواقب الناجمة عنها والتي تهدّد حياة البشر والطبيعة. كما تعنى الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بالتواصل مع الحكومات والدول والمؤسسات ذات العلاقة فيها، وتزويدها بما يلزم من أجل تطوير سياسات محليّة لمكافحة التغير المناخي والاحترار العالمي.

التقرير غير متفائل بشأن مستقبل المناخ حتى لو نجحت الدول في الحدّ من الانبعاثات الضارة حتى نهاية العقد الجاري 

وقد صدر التقرير الأول عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ عام 1992، ويعدّ هذا التقرير الحالي (42 صفحة) هو الجزء الأول ضمن أربعة أجزاء ستصدر عن التقرير السادس عن إحدى المجموعات التابعة للهيئة، وهو ملخّص تنفيذي موجّه لصناع السياسات وأصحاب القرار من قادة العالم.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

شاهد.. اتساع رقعة الحرائق التي تلتهم غابات اليونان

حياة ملايين البشر مهددة بأثر ارتفاع حرارة الأرض ونمو البحيرات الجليدية

تعهّد أمريكي بخفض انبعاثات الكربون إلى النصف بحلول 2030