19-يونيو-2017
بوسترات 3 من أجمل الأفلام الإيطالية على الإطلاق

الصور الترويجية لـ (Cinema Paradiso\Life Is Beautiful\The Great Beauty)

يميل المشاهد العربي إلى مشاهدة الأفلام الإيطالية لأسباب عديدة، لعل أهمها التشابه الكبير بين الإيطاليين والعرب في صفات شكلية وروحية كثيرة. ولهذا السبب، ولغيره، يشعر المشاهد العربي عند مشاهدته فيلمًا إيطاليًا بالألفة التي لا تتوفر، غالبًا، في أي سينما أخرى.

والمميز في السينما الإيطالية أن اللغة لا تشكل عائقًا أمام وصول المشاعر والأحاسيس حتى ولو عبر الترجمة. عدا عن أنها، وعلى غرار السينما المصرية، تحاول دومًا الابتعاد عن الأفلام العميقة وتحاول تصنّع السطحية رغم المعاني العظيمة وراء السطحية.

في هذا المقال، نرشح لكم 4 أفلام إيطالية صدر كل واحد منها في فترة زمنية مختلفة، مما يجعلها مناسبة لمختلف الأذواق، خاصةً وأنها تتناول مواضيع متشعبة وقريبة من المشاهد العربي.


1- Bicycle Thieves 1948

ملحمة درامية سنيمائية تعد من أجمل الأفلام الإيطالية على الإطلاق ولكنها في نفس الوقت بسيطة في فكرتها وفي طريقة السرد، نتتبع في فيلم "Bicycle Theif" أو "سارق الدراجة" معاناة رجل فقير عاطل عن العمل، ولم يلبث أن يفرح بفرصة العمل التي حصل عليها التي كانت تشترط حصوله على دراجة خاصة به – والتي باع جزء من أثاث منزله للحصول عليها – فيقوم أحد اللصوص بسرقتها منه وتبدأ رحلة البحث عن الدراجة وعن السارق.

في رأيي الشخصي إن الدراجة في هذا الفيلم ليست بشكلها، ولكنك من الممكن أن تتخيلها أي شيء عزيز عليك وليس بالضرورة أن يكون ماديًا، من الممكن أن تكون أحلامًا وطموحات وقام أحدهم بسرقتها ستحاول بشتى الطرق استرجاعها.

يعد فيلم Bicycle Theif من أجمل أفلام السينما الإيطالية، وهو من بطولة آلبيرتو ماجوراني ومن إخراج فيتوريو دي سيكا. الفيلم انتهى تصويره في نفس عام نهاية الحرب العالمية، لكن جرى تأجيله عدة مرات حتى طرح رسميًا في عام 1948. بالطبع كان فيلم (Bicycle Theif) بالأبيض والأسود، لكن ذلك لن يشكل عائقًا لدى المتفرج لتذوق جمال الفيلم.

عمل المخرج سيرجي ليوني كمساعد لفييتوريو دي سيكا في فيلم Bicycle Theif، وبعدها انطلق ليوني ليشق طريقه الخاص في الأفلام.

الفيلم يملك تقييمات مرتفعة جدًا على كل مواقع التقييمات، بالإضافة إلى أنه في قائمة أفضل 100 فيلم الخاصة بموقع IMDB.


2- Cinema Paradiso 1988

"الحياة ليست كالحياة التي تشاهدها في الأفلام، بل الحياه الحقيقية أكثر صعوبة"، قالها ألفريدو عامل السينما البسيط الذي أفنى عمره في مهنته؛ للطفل الصغير العاشق للأفلام توتو ناصحًا إياه بالنضج والبحث عن مستقبله بعيدًا عن البلدة الصغيرة التي كانوا يعيشون بها.

تدور قصة فيلم "Cinema Paradiso" حول صانع أفلام مشهور يتذكر طفولته ويحكي قصة تعلقه بالأفلام وكيف اختار هذا المجال بالتحديد للعمل به. الفيلم ينقسم لعدة أجزاء؛ الأول في طفولته المبكرة وبداية عشقه للسينما وصناعتها، ثم ننتقل مع توتو الطفل الصغير لحين وصوله لمرحلة الشباب وصولًا لزمن الفيلم.

موسيقى العظيم إينيو موريكوني ممزوجة مع إخراج جيوزيبي تورناتوري جعلا فيلم Cinema Paradiso مؤثرًا في المشاهدين بشكل كبير جدًا، إذ يجعلك تتعلق بشخصية توتو الطفل الصغير تفرح معه، و تحزن معه، ثم تدريجيًا تنتقل لمرحلة المراهقة وتدخل معه في رحلته العاطفية.

الفيلم أيضًا يعد تأريخًا للسينما بشكل عام، حيث تتغير معدات وأجهزة العرض، وتتغير الأذواق ويتغير الجمهور نفسه.

"سينما باراديسيو" حصل على جائزتي الأوسكار، والغولدن غلوب، كما حاز على خمس جوائز للبافتا وعدة جوائز أخرى في أهم المهرجانات، كما يملك ترتيبًا متقدمًا في قائمة أفضل الأفلام على موقع IMDB حيث يقبع في المركز الـ55، مما يجعله واحداً من أجمل أفلام السينما الإيطالية الخالدة. 


3- Life Is Beautiful 1997

أكثر الأفلام الإيطالية فوزًا بالجوائز سواء الكبيرة أو الصغيرة، وربما ستتعجب عندما ستشاهده وتتساءل كيف لم يفز بعدد أكبر من الجوائز، فهو قطعًا واحد من أهم إبداعات السينما الإيطالية في القرن العشرين. 

روبيرتو بينيني مخرج العمل معروف باختياراته المثيرة للجدل لمواضيع أعماله، فإيطاليا كانت من الدول المضطهدة لليهود في الحرب العالمية الثانية، ولكن هذا لم يمنعه من اتخاذ الهولوكوست والمذابح التي تعرض لها اليهود ظلمًا موضوعًا للفيلم.

"الحياة جميلة" فيلم عن الظلم والقهر الذي تعرض له يهود أوروبا على يد النازية متمثلة في دولة ألمانيا والدول التي عاونتها.

ويركز بشكل خاص على جيودو اليهودي الإيطالي الذي عاش حياة سعيدة حتى دخول القوات الألمانية لإيطاليا بموافقه من موسوليني، يبدأ الكاتب اليهودي في الخيالات الناتجة عن الخوف والرهبة، فيتصور أن الهولوكوست هو لعبة سيلعبها هو وعائلته وفي حال فاز بها سينجح في الحصول على الجائزة.

الجائزة في تصوره كانت دبابة، ربما الفكرة نوعًا ما غريبة، ولكن أن ترى قهر الرجال بما يوصلهم لهذا الحال من الهذيان بالطبع سيترك أثره في المشاهد لفترة ليست هينة.


4- The Great Beauty 2013

"قد يكون الجمال وهمًا، وقد يكون حقيقة لا تلتقطها أعيننا التعيسة". الفيلم الحائز على الأوسكار "The Great Beauty" أو "الجمال العظيم" يعتبر أخر ما أنتجته روما من أفلام عظيمة؛ والسبب هو أن مخرجه باولو سورينتينو لم يعمل بعدها إلا في فيلم "Youth" وهو فيلم إنكليزي وليس إيطاليًا.

باولو سورينتينو يعتبر أفضل المخرجين الإيطاليين في هذه الفترة، ويشتهر بطريقته المميزة في الإخراج وتحرره من بعض القيود التجارية كونه يشارك في إنتاج الفيلم بنفسه. ويشارك المخرج أيضًا في الكتابة أحيانًا، وأحيانًا أخرى يكون الفيلم من تأليفه وحده مما يجعل العمل مترابطًا بشكل كبير ولا يشعر المشاهد بأي فجوة في الأحداث.

ربما المثالية مجرد وهم يبحث عنه بعض المجاذيب وربما هي حقيقة، فيلم The Great Beauty هنا لا يفرض عليك وجهة نظره بل مجرد يستعرضها

يتطرق فيلم "الجمال العظيم"، أو "The Great Beauty" لموضوع المثالية والبحث عنها. ربما المثالية هي مجرد وهم يبحث عنه بعض المجاديب وربما هي حقيقة، الفيلم هنا لا يفرض عليك وجهة نظره بل يستعرضها بصحتها وخطأها.

يحكي فيلم The Great Beauty قصة كاتب روايات لا يجد الإلهام، ويبحث عنه ويتحجج دومًا بأنه يبحث عن الجمال العظيم. الفيلم ربما ينتمي بشكل ما لنوعية أفلام الـ"آرت هاوس" أو الأفلام التي تهتم بالمشاهد الخلابة، وكادرات التصوير، والنوتات الموسيقية، أكثر من الحبكة نفسها.

ولكنه لم يقع في ذلك الفخ كباقي الأفلام لكونه فيلمًا يتحدث عن الكمال، الكمال في التصوير وفي الموسيقى مفهوم وله وجهة نظر موضوعية جدًا ومع ذلك لن تفقد شغفك بالحبكة على الإطلاق، ولذا كان لهذا الفيلم في نظر الكثير من النقاد والمشاهدين مكان ضمن قائمة أجمل أفلام السينما الإيطالية على الإطلاق.