13-مارس-2022
الأزمة الأوكرانية

هدّدت روسيا باستهداف شحنات الأسلحة التي تقدمها دول الناتو للجيش الأوكراني (Getty)

سقط 35 قتيلًا على الأقل في قصف روسي لقاعدة عسكرية أوكرانية تبعد 15 كم عن الحدود مع بولندا صباح اليوم الأحد بالتوقيت المحلي لأوكرانيا، وذلك بعد تحذير روسي من استهداف شحنات الأسلحة الغربية لأوكرانيا واعتبارها أهدافًا مشروعة لعملياتها العسكرية هناك.

سقطت ثماني قذائف على قاعدة يافوريف، وهي قاعدة استخدمت حتى الشهر الماضي من قبل الحرس الوطني الأمريكي لتدريب القوات الأوكرانية

وبحسب وول ستريت جورنال، فقد سقطت ثماني قذائف على قاعدة يافوريف، وهي قاعدة استخدمت حتى الشهر الماضي من قبل الحرس الوطني الأمريكي لتدريب القوات الأوكرانية. وقد هرعت سيارات الإسعاف الأوكرانية إلى القاعدة، كما تم رصد حركة الجنود الأوكرانيين وهم يحاولون الخروج من المكان.

وقد نقلت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي صورًا للموقع الذي تعرض للهجوم الروسي، يظهر فيه حجم الدمار الناجم عن القصف. وبحسب مصادر محلية في أوكرانيا، فإن عدد المصابين تجاوز 134 شخصًا، في حين بلغ عدد القتلى 35 على الأقل في أحدث حصيلة تناقلتها وكالات أنباء عالمية، من بينها رويترز.

الأزمة الأوكرانية

ويظهر أن القصف الروسي للقاعدة يستهدف قطع خط إمداد حيوي للقوات الأوكرانية، قرب الحدود مع بولندا، ولاسيما أن شحنات الأسلحة التي تصل أوكرانيا من دول حليفة لها، من بينها الولايات المتحدة ودول في الاتحاد الأوروبي، قد أدت دورًا حاسمًا في تأخير التقدم الروسي، وإلحاق خسائر كبيرة في القوات الروسية، والتي تحاول تطويق العاصمة كييف والسيطرة عليها.

وتعتقد تقارير صحفية غربية أن موسكو تحاول عبر قصف الموقع العسكري الأوكراني قرب الحدود مع بولندا أن تثبت قدرتها على قصف مختلف المواقع في أوكرانيا، على الرغم من الصعوبات التي تواجه قواتها على الأرض، والتي حالت دون حسم المعركة حتى الآن في كييف، بعد 17 يومًا من بدء ما دعته موسكو "العملية الخاصّة" في الأراضي الأوكرانية.

كما استهدف القصف الروسي مطارًا قرب مدينة إيفانو-فرانكيفسك غربي أوكرانيا صباح اليوم الأحد، وهو ثالث هجوم من نوعه على المدينة منذ بدء الاجتياح الروسي، وفق تصريحات المسؤولين الأوكرانيين. كما ضربت قذائف روسية مطارًا آخر جنوب العاصمة كييف، وهو ما تسبب باندلاع النيران في أحد مخازن الوقود، إضافة إلى احتراق مستودع للذخائر.

يُذكر أن دول حلف الناتو قد بادرت منذ مطلع الحرب إلى الحديث العلني عن شحنات الأسلحة التي تمدّ بها القوات الأوكرانية لمواجهة روسيا، حتى أن حكومات بعض الدول استخدمت حساباتها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي لنقل أخبار تسليم شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا.

وعلى الرغم من استمرار تدفق المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا من الدول الحليفة لها، إلا أنّ تغييرًا إعلاميًا واضحًا قد حصل، حيث تم التوقف عن الحديث بشكل علنيّ عن حركة الأسلحة بين الدول، ولاسيما بين بولندا وأكرانيا، حيث تعد بولندا نقطة عبور أساسية للأسلحة إلى أوكرانيا. وقد وصلت إلى أحد المطارات في جنوب بولندا أمس السبت، سبع طائرات شحن عسكرية من دول الناتو، وكانت حمولتها موجّهة لدعم القوات الأوكرانية في مواجهة التقدّم الروسي.

وتعد الولايات المتحدة في مقدّمة الدول التي توفّر المساعدات العسكرية لأوكرانيا، حيث أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم السبت عن حزمة مساعدات أمنية جديدة لأوكرانيا بقيمة 200 مليون دولار أمريكي، ليصل مجموع قيمة المساعدات الأمنية الأمريكية إلى أوكرانيا منذ مطلع العام الجاري إلى أكثر من 1.2 مليار دولار أمريكي، وفق ما نقلت وول ستريت جورنال عن مسؤول في البيت الأبيض.

من جهتها، أعلنت موسكو يوم أمس السبت، على لسان نائب وزير خارجيتها سيرجي ريابكوف، أنها تعتبر شحنات الأسلحة المتوجّهة إلى أوكرانيا أهدافًا عسكرية "مشروعة"، مشيرًا إلى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية هي "مصدر التوتّر الأعلى".

التلفزيون العربي

على الرغم من أن الهجوم الروسي يبدو أنه تعثر بسبب المقاومة الأوكرانية الشرسة والمشاكل اللوجستية، إلا أن روسيا ما تزال تتحدث عن أن عملياتها تسير وفقًا للخطة. وقد قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف اليوم الأحد إن القوات الروسية تمكنت من إسقاط طائرة أوكرانية من طراز سوخوي سو 24 وطائرتين أوكرانيتين بدون طيار، دون أن يتطرق إلى الضربات التي استهدفت قاعدة التدريب الأوكرانية التي أودت بحياة العشرات.

بحسب الناطق الرسمي باسم وزارة دفاع الاتحاد الروسي، إيغور كوناشينكوف، فإن القوات الروسية دمّرت ما مجموعه 99 طائرة عسكرية و128 طائرة مسيرة للجيش الأوكراني منذ بداية ما أسماه الكرملين "العملية العسكرية الخاصة"

وبحسب الناطق الرسمي باسم وزارة دفاع الاتحاد الروسي، إيغور كوناشينكوف، فإن القوات الروسية دمّرت ما مجموعه 99 طائرة عسكرية و128 طائرة مسيرة للجيش الأوكراني منذ بداية ما أسماه الكرملين "العملية العسكرية الخاصة". بالإضافة إلى ذلك، تدعي روسيا استهداف 3700 منشأة عسكرية أوكرانية وتعطيلها، وتدمير أكثر من 1200 دبابة وآلية عسكرية أخرى.