23-فبراير-2017
samurai 7

من فيلم الساموراي سبعة

فضاءات اليابان الغنية المليئة بكل مختلفٍ ملون وغريب، تمنح للصورة السينمائية بعدًا جماليًا يشكل أساسًا جوهريًا في الحكاية والصورة، إلى جانب الكثير من المخرجين الذين أضافوا لتاريخ السينما العالمية منتوجًا ضخمًا يستحق الاحترام. لا ينتهي الإبحار في عالم السينما الآسيوية، وخصوصًا تلك الأفلام اليابانية، التي ما زالت حيّة وفريدة رغم قدمها، كأفلام ياسوجيرو أوزو وأكيرا كورورساوا؛ أهمّ اسمين في عالم السينما، اللذين أنتجا أجمل الأفلام اليابانية الخالدة، وإلى جانبهم راوي تاريخ اليابان هاياو ميازاكي في أفلام الإنيميشن.

كما من الصعب تحديد مقدار الحساسية التي تنطوي عليها مواضيع الأفلام، ولكن كلها تنطوي على تلك الخصوصية الشرق آسيوية بكل مافيها من تفاصيل فلسفية وجمالية. ستنحصر المادة باختيار عشرة أفلام يابانية، رغم أنه من الصعب تحديد هذا الرقم الذي يبدو قليلًا جدًا في إنتاجات اليابان السينمائية، أمّا الغاية فهي ذكر بعض الأفلام التي لم تمحَ من الذاكرة وشكلت مع الكثير غيرها، إرثًا تاريخيًا سينمائيًا لايمكن حصره لغناه وفرادته.


1- Late Spring

معلم السينما اليابانية كما يحلو للكثير وصفه، أكثر السينمائيين تأثيرًا على مخرجين كُثر عرب وأوروبيين وأمريكيين، ياسوجيرو أوزو وتحفته السينمائية، أواخر الربيع (Late Spring). يتقن ويتفنن ياسوجيرو أوزو بتصوير المشاهد الطويلة بكاميرا ثابتة، كما مشاهد الممرات والمسافات الطويلة، البيت والطريق في أفلامه حكاية بحدّ ذاتها، كما ويجعل من الصورة حكاية غنية بمقدار حكاية الفيلم. في أواخر الربيع، حكاية الفتاة نوريكو التي تعيش مع والدها وترعاه، ترفض الزواج وكل دعوات الآخرين إليه، لأنها تريد البقاء إلى جانب والدها. 

فيلم Late Spring مقتبس عن رواية قصيرة للكاتب الياباني والناقد الكبير كازو هيروتسو، وهو فيلم ينتمي إلى نوع سينمائي اشتهر في اليابان في تلك الفترة يركز على الحياة اليومية للطبقة العاملة والمتوسطة. فحكاية العائلة والأولاد واحدة من جوهر حكايات أوزو التي يتطرق فيها للحديث عن المعايير والأصول والروابط العائلية في اليابان، والطوارئ الغريبة التي تظهر على بعض المعالم في المجتمع الياباني.وقد كان هذا الفيلم من أجمل أفلام ياسوجيرو أوزو، ولعله من آخر أفلامه التي تذكر من بين أجمل الأفلام اليابانية. 

فيلم Rashomon للمخرج الكبير أكيرا كوروساوا هو واحد من أجمل الأفلام اليابانية وأكثرها شهرة. وهو حكاية الجريمة المتعددة المصادر ووجهات النظر، في بحث حول حقيقة ما نعلمه ومايتم إخبارنا به. يتوقف المخرج كوروساوا وأبطاله عند بوابة راشامون في القرن الثاني عشر، جندي الساموراي وزوجته في إحدى المناطق النائية في اليابان، يهاجمهما شخص ما، يموت بعدها الجندي دون أن نعرف سبب الموت، هل قتل نفسه بالطريقة اليابانية القديمة لأنه رأى زوجته تُغتصب، أم أن الرجل قد قتله. 

هذا الفيلم أيضاً مستوحى من قصة قصيرة يابانية اشتملت على حبكة وشخصيات مماثلة، ويعد فيلم Rashomon الفيلم الذي فتح السينما اليابانية على العالمية، لذا فإنه يعد من أهم وأجمل الأفلام اليابانية التي تركت أثرًا في منتصف القرن العشرين. 

3- Seven Samurai

فيلم الساموراي السبعة الصادر عام 1954 هو كذلك للمخرج العظيم أكيرا كوروساوا وهو واحد من أجمل أفلام اليابان التاريخية الحربية. اقتُبس عن فيلم الساموراي السبعة العديد من الأفلام الأخرى وتأثرت به. وهو نوع كان شائعًا في السينما اليابانية، إلا أن كوروساوا أعطى روحًا جديدة لهذا النوع من الأفلام، فقد كان أول من صور المعارك بطريقة واقعية عنيفة، حيث كانت الأفلام السابقة تتميز بحركة مشاهدها البطيئة. كما اختلف الفيلم عن الأفلام اليابانية السابقة من حيث الأسلوب المتكلف الخارج عن المألوف في معالجة المشاهد الدرامية. يروي الفيلم حكاية قرية فقيرة يعتدي عليها قطاع طرق، فيقرر أهلها البحث عن رجال الساموراي للدفاع عنهم.

وما يزال فيلم Seven Samurai حتى الآن في قائمة أجمل الأفلام في المواقع العالمية، حيث حصل على تقييم عال في موقع روتن توميتوز الشهير لتقييم الأفلام وفي العديد من المواقع العالمية الأخرى، خاصة أنه يعتبر واحدًا من أكثر الأفلام المؤثرة التي أعيد إنتاجها وتمثيلها والاقتباس عنها في تاريخ السينما، بما يضمن له موقعًا ضمن أجمل الأفلام اليابانية والعالمية الخالدة. 

قصة طوكيو الصادر عام 1953 هو أحد أجمل أفلام ياسوجيرو أوزو التي يسلط بها الضوء على خصوصيات المجتمع الياباني، خالقًا مقارنات بصرية بين ما هو قديم وحديث في التقاليد والقيم. في قصة طوكيو يقوم أب وأم بزيارة طوكيو لرؤية أولادهم. لتبدأ مع تلك الزيارة رحلة التعرف على المدينة، طوكيو الجديدة التي لاترى فيها الأم المشتاقة لأولادها شيئًا يشببها. 

يعدّ فيلم Tokyo Story أهم فيلم لياسوجيرو أوزو، وكثيرًا ما يشار إليه من قبل النقاد على أنه واحد من أجمل الأفلام التي شهدتها السينما في اليابان وفي العالم، وقد رشّح الفيلم عام 2012 ليكون الفيلم الأجمل على الإطلاق في قائمة مجلة سايت آند ساوند البريطانية الشهيرة المختصة بالأفلام. 

5- Hana-bi

فيلم Hana-bi المعروف أمريكيا بعنوان Fireworks للمخرج الياباني الأكثر شعبية في اليابان، تاكيشي كيتانو الصادر عام 1997. Hana-bi يروي حكاية نيشي محقق شرطة يترك عمله إثر حادثة خلال إحدى العمليات التي يقوم بها للقبض على مجرمين، تتوفى ابنته، وتعاني زوجته من مرض لا شفاء منه، يواجه تحديدات وصعوبات يدرس من خلالها المخرج حالات نفسية عميقة للفرد في ظروف معينة من حياته، من الممكن أن يكون قد اتخذ فيها قرارات مشكوك بصحتها.

كان نجاح الفيلم الكبير غير متوقع، ولكن نجاح تاكيشي كيتانو والنجاح العظيم الآخر الذي حققه في فيلم Sontaine وضع كيتانو في قائمة أهم منتجي الأفلام اليانيين، وصعد فيلم Hana-bi ليكون في قائمة أجمل الأفلام اليابانية وأهمها في القرن العشرين. 

 

6- Spirited Away

 فيلم الإنيميشن الشهير رحلة تشيهيرو، أو المتحولة ريحًا (ٍSpirited Away) يروي فيه المخرج الشهير هاياو ميازاكي حكاية تشيهرو، الفتاة التي تنقذ والديها بعد أن تحولا إلى خنازي، لأنهما أكلا من طعام الأرواح، في إحدى المنتجعات في اليابان.

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "Man of the year": كيف تختار أمريكا رئيسها؟

يعتبر هذا الفيلم واحدًا من أعمال استديو جيبلي وميازاكي الأشهر إلى جانب الكثير من الأعمال الأخرى، ولكن بخصوصية يابانية فيه حول كل ما اختفى بعد الحرب، الأنهار والأمكنة التاريخية، والكثير من التفاصيل اليابانية الرمزية، بالعلاقة مع معتقدات يابانية برحلة الأرواح بعد موت الجسد.

صد الفيلم في يوليو 2001 وصار أكثر الأفلام نجاحًا في تاريخ السينما اليابانية، محققًا أكثر من 289 مليون دولار من الأرباح حول العالم، وتلقى الكثير من الإعجاب من النقاد والمشاهدين على السواء، متفوقًا حينها على فيلم Titianic الشهير الذي كان حينها قد حقق أعلى المبيعات عالميًا، ما يؤكد على أهمية الفيلم كواحد من أجمل الأفلام اليابانية والعالمية قاطبة. 

فيلم كأس من الشاي للمخرج كاتسوهيتو إيشي، وهو رابع أشهر أفلامه عن حياة أسرة ريفية تعيش في شمال طوكيو. وقد حاز الفيلم على جائزة مهرجان هاواي الدولي للأفلام، وقد اختير للعرض أيضًا في مهرجان كان السينمائي. ويعد من أجمل أفلام المخرج كاتسوهيتو. 
 

8- Nobody Knows

فيلم لا أحد يعلم (Nobody Knows) هو فيلم دراما صدر عام 2004 للمخرج هيروكازو كوريدا، وهو ثاني أشهر أفلامه، وعرض الفيلم أول مرة في مهرجان كان السينمائي، وحقق أرباحًا وصلت إلى 2 مليون دولار، وتلقاه المشاهدون والنقاد بشكل جيد، ونال إعجاب الكثيرين على المستوى العالمي أيضًا، حيث حاز الفيلم على جائزة في مهرجان كان عن فئة أفضل ممثل عام 2004، وجائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج في مهرجان هوشي للأفلام. يروي الفيلم حكاية الطفل أكيرا اثني عشر عامًا، يعيش مع إخوته في شقة صغيرة في طوكيو بعد أن تركتهم أمهم ورحلت، يعتمدون على بعضهم البعض ليبقوا على قيد الحياة، وهو من أجمل الأفلام التي صدرت للمخرج كوريدا. 

9-Departures

فيلم المغادرون Departures فيلم دراما للمخرج يوجيرو تاكيتا الصادر عام 2008. علاقة ما تنشأ بين عازف التشيللو العاطل عن العمل، وأجساد الموتى التي صارت عمله الجديد، في عمله اليومي هذا يبقى على احتكاك وتلامس معهم.

حقق الفيلم نجاحًا واسعًا في اليابان وعلى مستوى العالم، حتى أن بعض المواقع التي صور فيها الفيلم باتت من المقاصد السياحية للسائحين الذين يزورون اليابان. ووصف الفيلم بأنه نقطة تحول في المسيرة المهنية للمخرج تاكيتا، وهو من أجمل أفلام الدراما اليابانية الحديثة التي تتناول ثيمات متعددة في الثقافة اليابانية. 

أختنا الصغرى فيلم دراما صدر عام 2015 للمخرج الشهير هيروكازو كوريدا أيضًا، الذي قدم أعمالًا كثيرة حول حياة العائلة اليابانية الحديثة التي ما زال بعضها يحافظ على فكرة الترابط الأخوي والمحبة بين أفراد الأسرة الواحدة. وهو من أجمل الأفلام الأجنبية التي تنافست في مهرجان كان السينمائي عام 2015. 

 يتحول يوم عزاء إلى يوم لقاء من خلال حكاية ثلاث فتيات يعلمن بموت والدهن فيذهبن للمشاركة في مراسم العزاء، ولكن في بيت زوجة الأب الثانية التي تركت بناته للعيش معها سابقًا، وتركتهن أمهن وتزوجت من رجل آخر، فيقابل الأخوات الثلاث أختهن غير الشقيقة ويدعونها للعيش معهن. يمتلئ الفيلم بتفاصيل الحياة اليومية لأسرة يابانية تعيش بعيدًا عن المدن الكبرى.