07-نوفمبر-2023
فلسطيني يحمل ابنته بعد غارة إسرائيلية على مخيم المغازي

بات 2 بالمئة من سكان غزة ضحايا مباشرين للعدوان الإسرائيلي (Getty)

استشهد عشرات الفلسطينيين وأُصيب مئات آخرون بجراح مختلفة في غارات مكثّفة شنتها مدفعية وطائرات جيش الاحتلال على مناطق متفرقة في قطاع غزة ليل الإثنين وفجر اليوم الثلاثاء. 

وطالت الغارات الإسرائيلية الجوية والمدفعية محيط مستشفى القدس ومستشفى كمال عدوان وأحياء تل الهوا والزيتون ومخيمي الشاطئ والمغازي في مدينة غزة، وبيت حانون وبيت لاهيا شمالًا، ومخيم البريج وسط القطاع، ومخيم الشابورة في رفح جنوب غزة.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" باستشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين جراء استهداف طائرات الاحتلال، بعد منتصف الليلة، منزلًا لعائلة الحمايدة في مخيم الشابورة برفح ومنطقة معن في خان يونس جنوب قطاع غزة.

تستقبل مستشفيات غزة جريحًا كل دقيقة و15 شهيدًا كل ساعة

ونقلت الوكالة عن مصادر طبية فلسطينية استشهاد فلسطيني ووقوع عدد من الإصابات إثر قصف إسرائيلي استهدف مبنى سكنيًا شمال غزة. إضافةً إلى قصف مسجد في مخيم البريج وسط القطاع. 

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن جيش الاحتلال قصف محيط مستشفى القدس بصاروخين على بعد حوالي 50 مترًا من المستشفى. 

ساعات قليلة أمام توقف المستشفيات عن العمل

وفي السياق، قالت الجمعية إن مخزون الوقود الخاص بمستشفى القدس سينفد خلال 48 ساعة، ما يؤدي إلى توقف أجهزة الإنعاش وحضانات الأطفال وغرف العناية المركزة عن العمل.

وأضافت في بيان، الإثنين، أن: "استمرار منع قوات الاحتلال الإسرائيلي إدخال المعونات الرئيسية اللازمة لاستمرار عمل مركبات الإسعاف والطوارئ وتشغيل مستشفى القدس وإغاثة النازحين المتواجدين فيه، بات ينذر بالتوقف التام والكامل لخدمات المستشفى". 

وأكدت أن المأساة الإنسانية في قطاع غزة، خاصةً شمال القطاع، باتت تتعمق يومًا بعد يوم في ظل زيادة وتيرة هجمات الاحتلال وقصفه على قطاع غزة بشكل عام، ومحافظتي غزة والشمال على وجه التحديد، إضافةً إلى تضييق الخناق على المنظومة الصحية.

وناشدت الجمعية الجهات والمنظمات الدولية العاملة في القطاع الصحي والإغاثي بضرورة إدخال المساعدات والاحتياجات الضرورية لمحافظتي غزة والشمال بشكل عاجل وملح، لإنقاذ ما تبقى من مقومات كفيلة باستدامة وتعزيز صمود خدمات الإسعاف والطوارئ. 

وفي تصريحات تلفزيونية، الإثنين، قال مدير مستشفى العودة في غزة، أحمد مهنا، إن المستشفى سيتوقف عن العمل تمامًا مساء اليوم بسبب نفاد مخزون السولار، مشيرًا إلى أن الإمدادات اللوجستية في المستشفى شارفت على النفاد. 

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، نقلًا عن مصادر طبية، أن مخزون الوقود في مستشفى القدس يكفي لـ48 ساعة فقط. 

وأوضحت الوكالة أن مخزون الوقود في مستشفى العودة بدأ في النفاد، وسيصل إلى الصفر خلال 30 ساعة. فيما أكدت مصادر في المستشفى الإندونيسي أنه بقي 24 ساعة فقط على توقف المستشفى بشكل كامل جراء نفاد الوقود.

جريح كل دقيقة و15 شهيدًا كل ساعة

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد وثّق استهداف الاحتلال قطاع غزة بـ400 غارة خلال الـ24 ساعة الماضية، تركزت النسبة الأكبر منها في محيط المستشفيات وبعضًا من مبانيها: "في استهداف واضح لها وللنازحين المدنيين وللطواقم الطبية".

وقال رئيس المكتب سلامة معروف في مؤتمر صحفي، مساء الإثنين، إن انتهاكات الاحتلال بحق المنظومة الصحية في القطاع أدت إلى استشهاد 192 كادرًا طبيًا وصحيًا، وتدمير 32 سيارة إسعاف، وإخراج 16 مستشفى و32 مركزًا صحيًا عن الخدمة. 

الترا فلسطين

ونشر المكتب ليلة أمس أرقام وإحصائيات إنسانية "مخيفة" جاء فيها أن 2 بالمئة من سكان قطاع غزة باتوا ضحايا مباشرين للعدوان الإسرائيلي المستمر منذ 32 يومًا.

وذكر المكتب أن مستشفيات غزة تستقبل بالمتوسط جريحًا كل دقيقة، و15 شهيدًا كل ساعة، منذ بداية العدوان. كما أشار إلى أن متوسط الشهداء من الأطفال 6 في كل ساعة، ومن الإناث 5 في الساعة الواحدة. 

ولفت إلى أن قوات الاحتلال قصفت القطاع بـ30 ألف طن من المتفجرات، بمتوسط 82 طنًا لكل كيلو متر مربع، ما أدى إلى تدمير 10 بالمئة من الوحدات السكنية في القطاع، وتضرر 50 بالمئة بشكل جزئي. 

غوتيريش: غزة أصبحت مقبرة للأطفال

وفي وقت سابق، الإثنين، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن غزة أصبحت "مقبرة للأطفال".

وقال غوتيريش في تصريحات للصحفيين إن: "الكابوس الذي يشهده قطاع غزة هو أكثر من كونه أزمة إنسانية، لأنه أزمة للإنسانية"، لافتًا إلى أن التصعيد في القطاع: "هز العالم والمنطقة، والأهم من ذلك دمّر الكثير من الأرواح البريئة".

وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" قد قالت إن: "طفلًا واحدًا يُقتل ويُصاب طفلان كل 10 دقائق بمعدل وسطي في قطاع غزة".  

الولايات المتحدة وبريطانيا تفشلان مشروع قرار لوقف الحرب على غزة

دوليًا، فشل مجلس الأمن الدولي اليوم، الثلاثاء، في تبني مشروع قرار لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم.

واستخدمت الولايات المتحدة وبريطانيا حق النقض "الفيتو" ضد القرار الذي تقدّمت به مجموعة تضم عشر دول غير دائمة العضوية في مجلس الأمن، بسبب دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار في القطاع، الأمر الذي تعارضه القوى الغربية الداعمة لـ"إسرائيل".