12-يونيو-2017

رسم للشاعر هنري ميشو/ فرنسا

1

تقولُ لي: إنّ الأرواح ما زالت

مُعلّقة

هُنا

خلفَ الأسلاكِ الشائكة

تنتَظرُ عبورًا نحو الأبدية

نحو سماوات زرقاء

*

 

وتقولُ إن الروح الأولى

تتمايلُ فوق صفيح الماء

تفصِلُ بين جبالٍ وجِبال

وتنسى كعادتها الأزليّة.

في غمرةِ خَلق الأشياء.. والأسماء.. والأماكن

أن تُخفي السكين

*

 

وتقُولُ إنّا هنا

فوقَ الأرض المحروقة

نُشعُّ كهالات فوق رؤوس القديسين

ونحترقُ

لتحيا الأرض

نحترق كبخور في معابد شرقية

نحترق لتنعَم بالسكينة آلهة قديمة

وليغفو فوق الغيم البعيد

إله

 

2

يعودُ الجبلُ وحيدًا

لا ريح

ولا شجر

*

لو أن المدينة امرأة لرسمناها

هيفاء بجدائل من نحاس

أو ربما

صفرة الموت في ثوب أبيض.

*

 

اغمض عينيك واتبعني

هذا زقاقٌ تعرفهُ

رائحة جدران الطين بعد المطر

وارتجاف قلبٍ

كلها مرّت من هناك

كلها أحسست بها

كنسمة صيفٍ بين نافذتين

*

 

لا

ليس هذا بمساء

ليس الصوتُ يأتي

لست تأتي

لستَ تكون هناكَ بأعين دافئات

طيرًا في سهل الشتاء

هناك

حين تنتهي الأرض.

*

 

عانقيه

كعناكب قديمة.. في بيت مهجور

في رائحة التراب

في الفناء

هذا

الحب الساقط عن أبوابها السماء.

 

3

وسأقول لها: مساء الخير

ستُجيب ربما: مساء الخير

إن عينيكِ كانتا

ستبتسم

وتعيد خصلة شعر رماها الريح

وحين أفكّر بلمس يديها

أتذكر

أن الوقت قد تأخر

*

 

أتركها وأركض في شوارع عارية

إن الوقت قد تأخر

تردد اللافتات المضيئة وصناديق البريد

قد تأخرت

تردد المدينة

*

 

أركض فوق وجه المدينة كفأر

أريد ألتقط الوقت

الوقت الذي كان قد تأخر

أتأخر

*

 

تمر الحافلة مسرعة

قد تأخرت

عامل المحطة يقهقهُ وبيده قطعة لحم حمراء

الأضواء

تمر المدينة

تمر الليل والسنون

قد تأخرت كثيرًا وطرق الله أغلِقت الليلة

امرأة تغني في الطابق السابع

أفكّر أني قد تأخرت

عن جديد

عن موتٍ بين الأوراق

جديد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

يوميات كاملة

إطار للفراغ