11-يونيو-2017

تشو شياو/ الصين

عمدًا..

يحولنا الحصار

ببطءٍ شديدٍ.. شديد

إلى فزاعاتٍ مُضحكةٍ

لا تُخيف شيئًا سوى الحياة.

 

عمدًا..

صار لكلّ غائب منّا عذرُهُ

وأحيانًا

لدى بعض الغائبين منّا

موتهم.

عمدًا..

نطعنُ أجسادنا

بشكلٍ يومي

لنتأكد فقط من أنّنا

لا نزال أمواتًا.. ونطمئن.

 

عمدًا..

نُغلقُ حسابات الموتى

في "الفيس بوك"،

بعد موتهم..

كيلا تفوح منها رائحة جُثثِهم.

 

عمدًا..

جعلونا نُحب المصاعد

المصاعد التي تُوهمنا للحظاتٍ..

لحظاتٍ قليلة جدًا،

أنها تصعد نحو السماء

محاولةً بذلك،

إنقاذنا.

 

عمدًا..

تعدُّ أمي ما تبقى من صحونٍ ملونةٍ

في خزائن مطبخها،

وما تبقى لديها من أولادٍ وأحفادٍ

وما تبقى من دمعٍ يجفُ في عينيها،

إن لم يمت أحد

وتصير عينيها أرضًا بورًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

روح يد تخنق شفتين

وصايا كي لا يتْبَعكَ ظلُّك