29-ديسمبر-2020

سوزان مور (CNN)

هزّ خبر وفاة الطبيبة الأمريكية سوزان مور، بعد صراع مع كوفيد -19، الرأي العام الأمريكي، وتصدّر عناوين نشرات الأخبار والصحف. وكانت مور في أيامها الأخيرة من أهم رموز النضال في وجه ما أسمته التمييز العنصري ضد المواطنين ذوي البشرة السوداء، في المستشفيات الأمريكية.

انتقدت الطبيبة الأمريكية سوزان مور أسلوب تعامل المستشفى معها بسبب لون بشرتها خلال مقطع مصور حظي برواج كبير، وأصبح خبر وفاتها مادة إعلامية واسعة الانتشار أمريكيًا وعالميًا

وكانت الدكتورة مور قد أُدخلت إلى إحدى المستشفيات في ولاية إنديانا، بعد ثبوت إصابتها بفيروس كورونا قبل أيام. وقد استخدمت مور، 52  سنة، صفحتها على فايسبوك أكثر من مرة للتعبير عن المعاملة السيئة التي عوملت بها خلال فترة الإنعاش في المستشفى بسبب لون بشرتها. ووجهت اتهامات بشكل خاص لطبيب أبيض البشرة قالت إنه تجاهل ألمها. ونشرت مور مقطع فيديو على صفحتها في فايسبوك في الرابع من كانون الأول/ديسمبر، بدا فيه صوتها متقطعًا، وحالتها الصحية متدهورة، وصفت خلاله تجربتها السيئة مع المستشفى، وصرّحت أنها لم تكن لتلقى هذه المعاملة لو أنها كانت بيضاء اللون.

اقرأ/ي أيضًا: العنصرية ضد اللاجئين في لبنان تجد ضالتها في مخيم المنية.. حريق يشعل التعليقات

وأضافت مور "بهذه الطريقة يقتلون السود". وقد حظي الفيديو بعدد كبير من المشاركات، وانقسم الرأي العام حوله، بين مؤيد لقضيتها، ورافض لها متهمًا إياها بالمبالغة.

وفي أول تعليق رسمي لإدارة المستشفى، قال دينيس مورفي الرئيس والمدير التنفيذي لمستشفى إنديانا، إنه حزين لوفاة الدكتورة مور، لكنه لا يعتقد أن الفريق الطبي في المستشفى قد فشل في الجوانب الفنية في ما يخص رعاية مور ومعالجتها. لكن من الممكن أنها لم تحصل على التعاطف والاحترام اللازمين، وهو الأمر الذي ستعمل المستشفى على معالجته، والحرص على عدم تكراره مستقبلًا. 

وردًا على كلام المستشفى، قال هنري محمد نجل الدكتورة مور، في حديث لمحطة ABC أنه غاضب من الكلمات التي سمعها، وأنه في حال ثبت أنه تم إهمال والدته ولم تحصل على الرعاية اللازمة بخلفية عنصرية، فإنه لن يدع الأمر يمرّ. وقال محمد إن تعامل المستشفى مع والدته تحسّن بشكل واضح بعد انتشار الفيديو، ما يعزّز صوابية ما قالته. وأضاف أن والدته هي صديقته المقربة، وأنه لم تتح له حتى الفرصة لتوديعها.

اقرأ/ي أيضًا: ماذا تعرف عن ممارسة اصطياد التماسيح بالأطفال في الولايات المتحدة؟!

وذكر متحدث باسم جامعة إنديانا التي يتبع لها المستشفى، في مقابلة مع شبكة CNN أن مور كانت مريضة في المستشفى وخرجت منها على قيد الحياة بعد شفائها من كورونا، لتموت لاحقًا في منزلها بسبب مضاعفات الفيروس. وأكد أن مؤسستهم ملتزمة تمامًا بمعايير المساواة، وتقليل التفاوتات في الرعاية الصحية، وبالتالي فإنهم يأخذون اتهامات التمييز على محمل الجد، ويحققون في كل الإدعاءات التي ترد إليهم في هذا المجال. 

كما أوردت صحيفة الغارديان البريطانية في إحدى مقالاتها، أن فيروس كورونا أثّر أكثر على المواطنين الأمريكيين من أصول أفريقية لأسباب عديدة، فهم يعانون من معدلات أعلى من السمنة، السكّري، والربو، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس. وأقرّت الصحيفة بأن العنصرية الممنهجة تعرض هذه الشريحة للخطر أيضًا، وهذا بسبب عدم المساواة في الحصول على الرعاية الصحية. 

فيما أظهرت دراسة تحليلية أجراها معهد بروكس الأمريكي، التفاوت في معدلات الإصابة بفيروس كورونا ونسبة الوفيات بين المواطنين من أعراق مختلفة. فقد مات مواطنون أفروأمريكيون بسبب فيروس كورونا، بمعدل يساوي 3.6 أضعاف لمعدل موت المواطنين من أصحاب البشرة البيضاء، فيما كان معدل وفاة اللاتينيين يساوي 2.5 بالنسبة إلى البيض. وخلصت الدراسة إلى أن الفيروس مدمّر تمامًا بالنسبة لمجتمعات الأقليات، بعكس مجتمعات البيض التي تحظى بإجراءات وقائية، ورعاية صحية أفضل بشكل واضح.

 

اقرأ/ي أيضًا:

العنصرية تلاحق شبح مارتن لوثر كينغ.. عين الأكاديميا الأمريكية المغمضة

غجر إيطاليا.. الترحال كهوية أم هربٌ من العنصرية؟