22-ديسمبر-2016

جابر العظمة/ سوريا

صبيٌّ ثَالِثٌ يَسْتَقِلُّ البَاصَ التعيس، 
الأطفالُ جزعونَ مني، إنَّهُ يشبهُ المعتوهَ جارَنا، 
هيئتي، هـه، هيئةُ جنديٍّ قذر، حليق الرأس والذقن على عجَلَةٍ وكأنَّ أحدهم قد مات ولا بدَّ من تهذيبٍ خلالَ دفنه.
يمضي بي الشارعُ طويلًا، فارغًا
آآآه، الشوارع غريبةٌ تبدو لي كهيئة ضباطٍ يلاحقونَ مخالفات الجوارب الرياضيَّة:
(صنيعٌ قذر أن لا نرتدي جواربَ تلائمُ الجريَ على الجبال)
*

نصفُ دزينةٍ من أصدقائي فُقِدوا في الخارِجْ، أو مهلًا، لربَّما أنا الحيُّ- الميِّتْ 
الآنَ كلُّ ما حولي، أسرَّةٌ ورجالٌ أغبياء، الرَّتُبُ العسكريَّة موزَّعةً دونما إنصافٍ، 
الطُّلَم! دُرَفُ التهوية! مُ نْ بَ طِ حً ا..
مفرداتٌ لم أعي كُنهها في دنيايَ الأولى غير أنّي برمجتُ ذاتي على انصياعٍ لها باطنَ هذه الرُّقْعَةِ البورِ من العالم.
*

وطننُا قماشٌ ملوَّنٌ نحييّهِ، مهرِّجينَ نبدو، مَطْلَعَ كلِّ فجرْ.
*

لم أعد مهتمًا بشيء، الأحلامُ وزَّعَتني على الأرض، التعبُ لن ينالَ مني الآن ولا الضوءُ الخافتُ للزنزانةِ الحديثةِ التي أحياها..
*

صديقتنا خارجَ حياتنا الجديدة تعزفُ على كوابيسنا، أمرٌ غريب، الكوابيسُ لا تُعْزَف بمفردها.

اقرأ/ي أيضًا:

"الكرنك" القرمزي

في الحقل المهجور.. وحيدًا