21-ديسمبر-2016

أسامة دياب/ فلسطين- سوريا

نعم، مرت العاصفة حولي
لم تقتلعني في طريقها
هل تعلمين ما معنى ذلك؟
ما معنى أن يرى رجل الخراب؟
أن يرى الجثث المتناثرة حوله
أن يهرع إلى باب كوخ 
ما زال واقفًا كي يقرعه
فيدرك أن العاصفة بترت ذراعيه
لكن الباب يفتح على الحرب
يضحك ويبكي بنفس اللحظة
ألا يفعل المجانين ذلك؟
إذًا كيف ستقبل امرأة برجل مهدوم
تتناوب الأشباح على حمل الرفش
كي يحفروا قبره أمامه
وتدفعه الريح ببطء متعمد
نحو حفرة تتقافز داخلها الأشباح؟
هل تعلمين ما معنى أن يهدم رجل هكذا دفعة
واحدة؟
فالرجل يتداعى دفعة دفعة
عندما تقبله امرأة
أو عندما يكتبان قصيدة
وربما حين تنتظره
أو عندما يتراقص جسدها
كستارة شباك مفتوح على احتمال الخيبة
أو عندما تلمس سرتها
تمسح شعر قمح
حملت به في حقل قصيدة
من رجل انتظر أن تحتضنه
لكن الحقل خذله
فارتدى قبعة القش كفزاعة
في حزن مهجور
لكن الخدعة لم تنطل على الغراب
فكيف تقف فزاعة دون ذراعين 
هكذا انتظر الرجل الوحيد
ذو الذراعين اللتين بترتهما الحرب
كم انتظر
أن تأتي وتحتضنيه
أن تقبليه كي ينبت له جناحان
كي تدفعيه بإصبعك 
فيهوي في حقلك 
ويطير الفرح من صدره
كعصفور يحط على شعرك
كي تكسرا كأس نبيذ واحدة
وتتهشما معًا وكما ينبغي 
لكنك تركته 
مع أشباح لا يشبهونه
تركته 
في الحقل المهجور وحيدًا
وحيدا جدًا.

اقرأ/ي أيضًا:

حكايا "الجرية": حبّ الآنسة ميديا

مرثية لفتح النور بن إبراهيم