31-أكتوبر-2016

جوزيف كوديلكا/ فرنسا

خرجتُ ذات يومٍ متأخرًا، وأنا عادةً ما أتأخر عن الأشياء التي لا أحبها، والتي أحبها أيضًا، أشعرُ بأنني كائنٌ خُلق ليصل متأخرًا، وأحيانًا كثيرة باكرًا، باكرًا جدًا، حتى أنني لا أذكرُ أنني وصلت، لو مرّةً واحدة، على الموعد.

هكذا كنتُ في حبّكِ، هكذا وصلتُ، متأخرًا جدًا أو باكرًا، لا أدري، سوى أنني لم أصل على الوقت، تأخرتْ ساعتكِ، تأخر النهار أو الليل، تأخرتُ أنا، صدقيني ليس لدي أي فكرة عما حصل، سوى أن أمرًا ما جعلني لا أصل على الموعد.
 
سأعترفُ لكم، لم يكن هناك أيّ موعد بيننا، رغم ذلك، كان يجب عليّ أن أصل في التوقيت المناسب، ولم يحصل ذلك، هل لدى أحدكم أدنى فكرة عن السبب؟ أرجوكم فأنا مذ خلقني الله جئتُ متأخرًا، أو باكرًا، حقًا لا أدري.

في حياتي، 
أحاولُ دائما أن أصل في الوقت المناسب
وبسبب تأخري الذي لا أعرف عنه أي شيء، أصلُ مخطئًا في كل مرة.

امرأةٌ ستينية تقول لي 
وصلت مبكرًا وهذا كل مافي الأمر..

عشرينية تسبقني بأعوام 
قالت لي: لقد تأخرت.. لم أكن أنا السبب. صدقوني.

مشّطتُ شعري وارتديت ملابسي بشكلٍ سريع، 
وكنتُ بانتظار أي شيء يقلّني إليكِ 

لقد كنتُ في مكانٍ بعيد، أفعلُ ذلك كلّ يوم، مثل طفلٍ مُتعب، اصطدمتُ بالغيم، وأخذني الخريفُ إلى أماكن بعيدة جدًا، لكنّ، الأسوأ، في المرة الوحيدة التي وصلتُ فيها في التوقيت المناسب، على الموعد الذي لم يحدده أحد، على توقيت ساعتكِ، على رقتكِ التي جلبت الصباح أيضًا في توقيته المناسب، على فستانكِ الأسود، الذي هبط الليل لأجله، في توقيته الصحيح، رغم كل ذلك، وبعد مئات المحاولات لأشعر بأنني وصلتُ ولو مرّة واحدة على موعدكِ أنتِ، أنتِ المرأة الوحيدة التي أحبّ أن أكون رجلًا لأجلها، أنتِ القصيدة الوحيدة التي تطرق باب المستحيل، أنتِ وردة التوليب البيضاء الوحيدة التي لن أفكّر أن أقطفها يومًا، لم أفكر سوى أن أنقل تُربتي لها، رغم ذلك، كل الكون يحاول أن يصرخ في وجهي الآن: لقد وصلت متأخرًا.

اقرأ/ي أيضًا:

الطريق إلى خطوات الله

كيْت تشوبان: حسرة