14-أغسطس-2017

فائق العبودي/ العراق

1

أقتلعُ صوتَ الأمومةِ الصافي

من أحشائك

أقتلعُ صبرَ العرباتِ (المكسورة الواهس)

المركونةِ إلى جوارك

أقتلعُ أنَّات العاطلين عن العمل

المسجلين في دفاتر أحوالك الشخصية

أقتلعُ جذوركَ من أعماق أعماقها

أقتلعُ كُلَّ آمالك وأمضي ضاحكًا

أقتلعُ كُلَّ هذا وذاك

دون أنْ تُفْزِعَني عاطفة

أو يُعطلني قَلَقْ

أقتلعُ بوسامةِ وحشْ

ما تبقى مِنْ أحزانك

أجرحك يا محمد وصي

بقسوةٍ لا مُبررَ لها.

 

2

اقتلعوا آثار وجودك

حين شنَّوا هذهِ الحروبَ عليك

حين كوموا كلَّ هذهِ القنابل على أكتافك

اقتلعوا عيونك وأنهارك

وبللوا بواديك بالدم وأهلكوا مدنك

اقتلعوا ماضيك حجارةً حجارة

وبددوا أحلامك

اقتلعوا مستقرات صحوك

اقتلعوا جمالك المنبثَ

في عناصر البقاء

قطعوا نهود حورياتك

أكلوا قضيب نمائِك

"قشمروا" أولادك وزوجاتُك

"فشروا"على بقيةِ نسائِك

سكبوا أُغنياتك في النار

هكذا مرُّوا بك يا محمد وصي

وكسَّروا ناياتك وعاثوا بصبرك.

 

3

ماذا يعني أنْ يتكوَّم كُل هذا الشبق

على زجاج نوافذي

وأنْ يزفرهُ الأثيرُ عبرَ حوائطي الصامتة

ماذا يعني أَنْ تدعوني اليها وتعاملني كفحل

محلات بيع الأهمية

 

ماذا يعني أنْ يتبللَ هذا العالم خجلًا

عندما يستيقظ كلَّ يوم

على أكوامٍ من الجثث

على قيامةٍ من العاهرات

على جماع ممسوس بالجوع

على لذات لا تتبادل من شدة الخيانة

على كلامٍ لا يولدُ ضنًّا

على ميتاتٍ لا تأتي بحكمة

على آياتٍ نازلةٍ وصاعدة دون أنْ أمسكَ منها

بشيء.

 

4

كنت أكرهُ مهرجان بابل

وهم يزرعون نزواتهم على ترابها

كنت أكره وجوه الجمهور الذي لا يراني

ويصفعني بأفراحه الساقطة

كنت أقلق على جمال مدينتي الغارب

على أغنياتها التي تداس بالألسن

كنت أكره شرطتها الذين يتوجسون خيفة مني

ويمنعونني من الدخول إليها.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

قبورٌ ظننّاها خِزانات

منْ سيرة المُبادَرات