13-أغسطس-2017

آية مهنا/ سوريا

1

لاحقْتُ نهرَ الحنينِ

قلتُ: أصِلُ إلى مَنبعِهِ على سَفْحِ الجبَل.

الكونُ كانَ مُستجْمَعًا في سُرَّتِكِ

والماءُ انتفَضَ بالأنوثةِ الحمراءِ.

 

2

- هل قمْتُ بواجباتي الثَّوريَّةِ كامِلَةً؟!!

أنا مُحامي الجثامينِ التي لا قُبورَ لها، أُضمِّدُ ألسنةَ الكِتْمانِ بالصُّراخِ المُثابِرِ، وأُصدِّعُ ذرّاتِ التَّردُّدِ في بُؤرةٍ مِنْ شغَفِ المُبادَراتِ التي أعلَنَتْ بلُغَةِ الدُّموعِ والدِّماءِ عودةَ الفلسفةِ إلى العالَمِ.

 

3

مُعادَلاتي مُتراكِبَةٌ كطبقاتِ الأرضِ، ومُتشابِكَةٌ كأفكارٍ مُتزاحِمَةٍ تُمارِسُ دافعيَّةَ الفَرْقِ على جُسورِ التَّعدُّديَّةِ:

/هأنذا أُفجِّرُ التَّجرِبَةَ المَريرَةَ بالتَّجريبِ العسيرِ، فهل أُفلِحُ..؟!!/.

 

4

سقيْتُ وَردةَ الشُّهداءِ على ظَهْرِ غيمَةٍ مُسْرِعَةٍ. تخفَّيْتُ عَنِ المُخابَراتِ طويلًا، وارتعشَتْ أعصابي بمَرأى سيّاراتِ الأمنِ (المُفيَّمَةِ). فكَّرْتُ أمامَ كُلِّ حاجزٍ أنْ أنتحِلَ شخصيَّةً رَجُلٍ مُتوَفٍّ بحمْلِ بطاقةٍ مُزوَّرةٍ باسمِهِ. كتبْتُ القصائِدَ والمُذكَّراتِ، ودرسْتُ نقديًّا أشعارَ الثَّورةِ والحربِ. قبَّلْتُكِ على الفيسبوك، وعلَمُ الثَّورةِ كانَ خلْفيَّةً لصورةِ (بروفايلكِ). جاءَتني رسائِلُ تهديدٍ فتناسيْتُها طلَبًا للطُّمأنينَةِ، وارتكبْتُ أجمَلَ الابتساماتِ وأنا أتصفَّحُ اتِّهاماتِ بعضِ المَوتورينَ لي مِنَ المَحسوبينَ على (المُعسكَرِ) نفسِهِ. قرَأْتُ آلافَ المَقالاتِ السِّياسيَّةِ وملايينَ (البوستاتِ)، وتعبْتُ مِنْ تنقيحِ الآراءِ، ولم أرعوِ. لم أقُلْ يومًا: هذِهِ هيَ الحقيقةُ المُطلَقَةُ، فأغلِقوا خزانَةَ الأسئِلَةِ؛ إنَّما تركْتُ ممرًّا لنسيمِ المَشاعرِ ولتجربَةِ اللُّغةِ وهيَ تُبدِّلُ مَلابِسَها مِرارًا وتكرارًا أمامَ مرايا الموتِ. أنجَزْتُ بحثَ دكتوراه على وقْعِ أصواتِ قصفِ الرّاجماتِ والدَّبّاباتِ والمدفعيَّةِ والغاراتِ كأنَّها أصبَحَتْ عاداتٍ علنيَّةً تُشيطِنُ الأيّامَ الاعتياديَّةَ التي كُدْنا ننساها. تبادَلْتُ المُناقشاتِ الحارَّةِ معَ النّاشطينَ والمُعارِضينَ والثُّوّار، اتَّفَقنا واختلَفنا كثيرًا، وحلُمْنا بالانبعاثِ المدَنيِّ والتَّجمُّعاتِ التي تنمو سِرِّيّاً في أوصالِ وطنٍ حطَّمَ حَواجِزَ الخوفِ، واستمَعَ بإنصاتٍ استثنائيٍّ إلى خُطبَةِ الثَّورةِ العَصْماءِ: -إنَّما بُعثْتُ كي أُتمِّمَ مَكارِمَ الرُّعبِ الجليلِ بالقفزةِ الانسيابيَّةِ للحُرِّيَّةِ.

 

5

الجَلالُ بقسوتِهِ الأصليَّةِ صُنْوُ الجَمالِ بلذَّتِهِ الرَّخيَّةِ كي تتأرَّخَ الرحلاتُ الفوضويَّةُ العظيمَةُ.

 

6

البَرْقُ في يدي دبُّوسُ شَعْرِكِ

وقوسُ قُزَحٍ مِشْطُ ظلِّكِ على كتفي

وأنا أمشي كأنَّني ملِكٌ مخلوعٌ

عرشُهُ يُستعادُ كُلَّما نهَلَ مِنْ عينيكِ.

 

7

امتلَكْتُ قلبًا رقيقًا تبرَّعْتُ بشغافِهِ للفقراءِ والنّازحينَ واللّاجئينَ كي يصنَعوا منهُ حصيرةً في خيمَةٍ، أو قاربَ نجاةٍ مُؤكَّدَةٍ: المالُ تسلُّلُ العدَمِ إلى حِكْمَةِ الآلامِ، والإفلاسُ شرعيَّةُ الارتماءِ في أحضانِ أساليبَ تُخَلْخِلُ كُلَّ مَألوفٍ.

 

8

المُمانَعَةُ والمُقاوَمَةُ أصنامٌ وثنيَّةٌ رتَّبَتْ فائِضَ القُوَّةِ على مَقاسِ ألفاظٍ خُلَّبيَّةٍ، وظلَّتِ المُبادَراتُ مكتومَةً في قيْدٍ مِنْ أوهامٍ.

 

9

المُوالونَ لم يكونوا الوجْهَ الآخَرَ لعِمْلَةِ الصِّراعِ:

المُوالونَ كانوا ضحيَّةَ بورصَةٍ تثمَلُ على خُمورِ تزييفِ الإراداتِ بالتَّمركُزِ العُنصُريِّ البَغيضِ.

 

10

عُدْتُ بعدَ الثَّورةِ مِنْ جميعِ استعاراتي مُحمَّلًا كالقوافِلِ العربيَّةِ القديمَةِ بنفائسِ التِّجاراتِ: قتَلْتُ آبائي الشِّعريِّينَ بلا رحْمَةٍ.. تمشَّيْتُ في شوارِعِ قصائدِهِم كحَسْرَةٍ ليليَّةٍ خانِقَةٍ.

دينُ المَجازِ أُغنيةُ الدَّازِنِ المَلعونِ السَّرمديَّةِ: يقِفُ إلَهُ التَّشبيهِ على طرَفِ الحلبةِ، ويُراقِبُ صِراعَ الذّاتِ المُنفصِمَةِ: يُمكِنُ أنْ نبليَ حسنًا بالانحيازِ نحوَ الذّاتِ الشِّعريَّةِ الافتراضيَّةِ، فالمَجازُ كثيراً ما يُصابُ بعُسْرِ هضْمٍ إزاءَ الذّاتِ الشّاعِرَةِ الوقائِعيَّةِ.

مُخزيةٌ هيَ الكلماتُ التي تُقزِّمُ نظَريَّةَ الشِّعْرِ بأحكامِ قيمَةٍ أخلاقيَّةٍ، لكنَّ مأزقَ الشِّعرِيِّ يغدو أكثر إيلاماً عندما تتَّسِعُ الهُوَّةُ بينَ لعِبِ أساليبِ الوجودِ -في- عَوالِمِ الشِّعرِ بحُرِّيَّةٍ، ولعِبِ أساليبِ الوجودِ -في- العَوالِمِ الوقائعيَّةِ بعُبوديَّةٍ.

لا نُبوَّةَ لشاعِرٍ: النُّبوَّةُ للانفتاحاتِ والرُّؤى الكاشِفَةِ ومُجاوَزاتِ الخَلْقِ في أحشاءِ الخطَر.

لا نُبوَّةَ لشاعِرٍ؛ لكنْ لا يُسامِحُ مَجْدُ الثَّوراتِ شاعِرًا طعَنَ دينَ المَجازِ بموقفٍ زائِفٍ نكَصَ بعلاماتِ الوجودِ اللُّغويِّ نحْوَ ثرثرةِ العوراتِ.

فَصْمُ الذّاتِ التَّخارُجيِّ يُثبِّتُ فضيحةَ الآباءِ الشِّعريِّينَ أكثر في الثَّورةِ.

كيفَ نرتقُ شعائِرَ مُطابَقَةِ الهُوِيَّةِ الموروثَةِ ومَحْوِ الآخَرِ في العالَمِ الوقائعيِّ لشاعرٍ لطالَما احتفى بالاختلافِ -في- نظَريَّةِ الشِّعْرِ و-في- دُنيا القصيدَةِ..؟!!

لم أقتلكُم أنا يا آبائي الشِّعريِّينَ: أنتُم مَنْ أضعتُم بوصِلَةَ الخيانَةِ؛ فخنتُم (أيقوناتِكُم) حتّى سقَطَتْ عَنْ جُدرانِ الأفئِدَةِ، وأدرتُم ظُهورَكُم للحُرِّيَّةِ التي لطالَما تسلَّقتُم على حُروفِها الغضَّةِ لعُقودٍ طويلَةٍ: ا لـ حُـ رِّ يَّـ ةُ.............................

 

11

كانَ مزاجي حادًّا منذُ بدايةِ الثَّورةِ،

وما زالَ..

أنْ تقولَ كلمَتَكَ وتفعَلَ فعْلَكَ انتماءٌ إلى الأذى الأعنَفِ:... انتماءٌ إلى الحافَّةِ المُريعَةِ لعُنفوانٍ غير قابلٍ للتَّنميطِ.

 

12

المَشهَدُ أشبَهُ بحنينِ عُصفورٍ يوميٍّ للسِّباحَةِ في الهواءِ نسمةً نسمةً.

شجرةُ الصّنوبرِ البرِّيِّ حفِظَتْ غيباً طائراتِ الاستطلاعِ فوقَ حارتنا،

والعتَمَةُ التي اشتاقَتْ لذاتِها

تدعو الوردةَ كي تغفوَ قُرْبَها،

وأنْ تتمتَّعَ بالإحساسِ مِنْ دونِ أنْ تسألَ عَنْ مَعنىً:

-حكايا المطَرِ والرَّحيقِ والدَّمِ العطريِّ وشفرَةِ الحُرِّيَّةِ غير قابِلة للتَّفسيرِ.

 

13

لنْ أضيِّعَ البوصِلَةَ

عاهَدْتُ نفْسي في مَرايا الثَّورةِ وحُروبِها/

ليسَ لأنَّني أحوزُ الكونَ في قبضتي

وأتحكَّمُ بالمُستجدّاتِ القاسِمَةِ كانهيارِ الجُدرانِ على المارَّةِ إثْرَ قذيفَةٍ

لكنْ لأنَّني تركْتُ للجهاتِ نفسِها أنْ تكتسِبَ دلالاتِها

اختبارُ الخَياراتِ في كُلِّ لحظَةٍ جَلْدٌ للسَّكينَةِ

وكُلَّما تسلَّقْتُ أنامِلَكِ أعلى

أعي أنَّ وقتَ الاحتفالِ مَرهونٌ بمُبادَرَةِ تكريمِ الصِّراعِ

نستقبِلُ الأقسى كي نستحقَّ هذِهِ الكينونةَ

نستحقُّ هذِهِ الكينونةَ

بتحطيمِ جميع مَوائِدِ ثُنائيَّةِ الثّابتِ والمُتحوِّلِ في آنٍ معًا.

 

14

فكَّكَتِ الثَّورةُ شيفرةَ مَتاهاتي المَعرفيَّةِ

ولمْ أهوِ قطُّ في يقينٍ يُهوَى

بقيتُ مُخلِصًا للحركيَّةِ الدَّوريَّةِ للفَهْمِ

وبالرَّقصِ الماكِرِ معَ العلاماتِ

كيفيّاتُ وجودٍ هوَ ما ينبسِطُ ويُوحي ويتباعَدُ

مُفتِّتاً أيَّةَ عُقدَةٍ اتّجاهَ آخَرٍ أو نظَريَّةٍ أو طريقٍ

الجدَلُ يحفَظُ للمُتلقِّفِ مَجدًا طزاجةَ الخُطى

أوسِّعُ الصُّدوعَ، وأرتمي بها

المُقاوَمَةُ والمُمانعةُ تنطلقانِ مِنْ هُنا

والشُّعوبُ المخصيَّةُ

شعوبٌ استبدَّ بها وهْمُ الألفةِ والتَّجانُسِ

أقتحِمُ هَواجِسَ التَّجريبِ كالمُخرِّبينَ

أُهرِّبُ ما يهتكُ ولا يحفَظُ

وأخونُ البلادَ التي تخشى أنْ تستجيبَ لضوءٍ وقِحٍ عارٍ.

 

15

التَّذكُّرُ حريقٌ

مصْلٌ شافٍ بلُؤمِ حَبْسِ الأنفاسِ في صَدْرٍ.

الاختناقُ لا يرتبِطُ بنقصِ الأوكسجينِ

إنَّما بمُرورِ الهواءِ تحتَ قوسِ الحُرِّيَّةِ بلا اكتراثٍ.

 

16

الجَمالُ الأبقى أنْ تدفَعَ الثَّمَنَ بنرجسيَّةِ حاوٍ يتلاعَبُ بأفعى المُبالاةِ تارةً واللّامُبالاةِ تارةً أُخرى: يا لي مِنْ لاهٍ لفَّ الحبلَ على عُنُقِهِ بفرَحِ الدَّراويشِ.

 

17

نعم؛ إنَّني أمتدِحُ نفْسي الآنَ: لا مُريدينَ للمَجانينِ الذينَ وضَعوا البيضَ كُلَّهُ في عُبوَةٍ واحِدةٍ، ولا حُشودَ تُصفِّقُ، ولا مُكافآتٍ: هذا دأبُ الصَّمْتِ المُجدِي دائِمًا.

 

18

في جرمانا رتَّبْتُ إيقاعَ العالَم لسنينَ عصيَّةٍ عَنِ النُّعوتِ: دمشقُ تترنَّحُ على كتفيَّ، والغوطةُ تتقافَزُ بينَ يديَّ..

اللاذقيَّةُ تُحاصِرُني في كُلِّ غفوَةٍ، والوسائِدُ تأخذُني إلى الأصدقاءِ والصَّديقاتِ في السَّلميَّةِ وحمصَ وحماةَ ومصيافَ وشهبا والسُّويداءِ ودير الزورِ والرَّقّةِ والقامشلي وحلبَ..

في جرمانا كنتُ نزيلَ سجنٍ مِنْ بَرَكَةِ الضَّجَرِ القمِيءِ الذي يُسمَّى بـِ: "القضايا الكُبرى".

في جرمانا أحصَيْتُ القذائِفَ والسَّيّاراتِ المُفخَّخةِ والضَّحايا الأبرياءِ والمُظاهراتِ التي فقأها الشُّيوخُ قبْلَ أنْ تطيرَ بوالينُها..

في جرمانا بكيتُ مَنْ استُشهِدَ مِنْ أصدقائي، ومَنْ سُجِنَ، ومَنْ هاجرَ: ها هُنا ذا كانَ فُرْنَ تعلُّمِ الوداعِ الباسِقِ الحزين..

في جرمانا ما زلتُ أُحرِّرُ وحدي القصيرَ وحمصَ القديمةَ وداريّا والزَّبداني ومَضايا وحلبَ والوعرَ ووادي بردى والقابونَ وبرزةَ ووو...

في جرمانا لم أبرَأْ مِنْ شُعورِ المرءِ دائِمًا بالانشقاقِ عَنْ نفسِهِ بلا توقُّفٍ وهوَ يتزوَّدُ مِنَ الثَّورةِ بالنَّقصِ الجَماليِّ الخالِدِ، ويَمُوجُ حنينًا لأولئِكَ النّاشطينَ الأوائلِ الذينَ علَّمُوني كيفَ يَحضرُ التّاريخُ مِنْ دونِ سِحْرٍ أو عَناءٍ في مُنتصَفِ ليلِ الألَمِ والغِيابِ الصّامِدِ الحصينِ.

 

19

للأصيصِ شاطئٌ أيضًا

تعودُ إليهِ النبتَةُ الهارِبَةُ ممّا اقترَفَتْهُ مِنْ غرامٍ ذات سجنٍ

فيتحطَّمُ وَجْدًا مِنْ تلقاءِ نفسِهِ.

 

20

الرَّجُلُ العجوزُ كانَ يطلُبُ في الشارعِ العام في جرمانا ثمَنَ سندويشةٍ، والمرأةُ كانتْ تجلسُ على حافةِ رصيفٍ وفي حضنِها ثلاثةُ أطفالٍ أحدُهُم رضيعٌ، وقُرْبَها المُراهِقُ بيدِهِ صحنٌ لجَمْعِ المالِ بعدَ أنْ فقَدَ ساقيْهِ في صاروخٍ على بيتِهِ..

قالَ لي: سرقوا أعضاءَ جثَّةِ ابنِ عمِّهِ الذي كانَ مُعتقَلًا، وقالتْ لي: هل مِنْ أمَلٍ أنْ يكونَ زوجُها سائِقُ سيّارةِ الأُجرَةِ- حيًّا بعدَ أنْ سلَّمَ لها فرعُ الأمنِ بطاقتَهُ الشَّخصيَّةَ حيثُ قبضوا عليهِ وهوَ ينقلُ المعوناتِ الغذائيَّةَ إلى حيِّ القدَمِ؟

تذكَّرْتُ صديقاً قتَلوهُ لعمَلِهِ بنقْلِ الإغاثةِ إلى الغوطةِ، وتذكَّرْتُ صديقًا آخَرَ اعتقلوهُ لأنَّهُ كانَ يُحمِّلُ فيديوهات المُظاهَراتِ والاعتصاماتِ على لابتوبِهِ، ويُرسِلُها إلى الإعلامِ، وتذكَّرْتُ صديقًا ثالثًا مِنْ خريجي قسم الآثارِ كانَ يبكي كُلَّ يومٍ كالطِّفلِ الصَّغير كُلَّما سمِعَ عَنْ تدميرِ مكانٍ أثريٍّ ما بالقصفِ أو بالتَّفجيرِ...

/وعندما فتَحْتُ مساءً صفحتي على الفيسبوك كتَبَ أحَدُ العمالِقَةِ مُتسائلًا: هل هيَ ثورةٌ أم أزمَةٌ أم مُؤامَرةٌ أم حربٌ؛ فحظرْتُهُ..؟!!: - هل هذا عدَمُ قَبولٍ للرَّأيِ الآخَرِ كي أعتذِرَ عن دكتاتوريَّتي هذِهِ وأرتاحَ..؟!!/.

 

21

كُلُّ شيءٍ مُوَثَّقٌ

حتّى المَخبوءِ في ذَكاءِ النِّسْيانِ،

أو المُتلاشي في الفراغِ.

الكاميراتُ مهما أتقنَتْ فنَّ الحذْفِ

ومهما أرجَأَ صِغارُ الكَذَبَةِ المُواجَهةَ

مُختبئينَ خلْفَ أقنِعَةِ النِّسْبيَّةِ المُطلَقَةِ

فهْيَ مُرتدَّةٌ لا بوصفِها يقينًا مركزيًّا

لكِنْ بوصفِها إحالةٌ مُتحرِّكَةٌ إلى الشَّظايا

التي بعثَرَتِ المَعنى في حُسْنِ تخلُّصِ الرَّمزِ الحُرِّ.

 

22

سيُكرِّرُ الخرابُ الاختلافَ، والغلَبَةُ ستكونُ لتشظِّي مونادا اللَّحظةِ الثَّوريَّةِ بتشظِّي المَسكوتِ عنهُ طويلًا وغيرِ المُفكَّرِ فيهِ في انبساطِ أساليبِ ولادةِ اللَّحظةِ الفلسفيَّةِ بوصفِها حِقبَةً كونيَّةً جديدةً.

 

23

سينتهي هذا النَّفَقُ قريبًا

لا أرى الضَّوءَ في آخِرِهِ

الضَّوءُ وحدَهُ مُستثنىً مِنْ أمراضِ (القَبْلِيَّةِ)

الضَّوءُ الذي كاللهِ

تتَّفِقُ على اسمِهِ المُعتقداتُ

وتتعدَّدُ نحوَهُ الطُّرُقُ.

 

24

الحربُ تنتهي، والثَّورةُ تبقى.

الفاعِلُ النِّسْبِيُّ يتغيَّرُ، والمُبادرةُ النِّسْياقيَّةُ تتسارَعُ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

قبورٌ ظننّاها خِزانات

ساعي بريد