03-ديسمبر-2017

حنوش/ العراق

1

أعودُ من الحلم وحيدًا

كرسمٍ غُضاري في مجرى نهر

ألملمُ أجزائي

المبعثرة

يدٌ تنفصلُ في الجنوب

وعين على القيمرية.

*

 

سأنتظرُ الوحي يأتي

مُبهمًا

كرُقُمِ الحجر تتساقطُ في سيناء

كأثر الطبشور الملون فوق جدران أمية*

يأتي كما في قصص الشعوب

ليل وعريٌ مستحيل

مارد وفلاحٌ فقير

وفي عمق اللوحة

هناك حيث تضيق الألوانُ

أميرة.

*

 

أتعلمُ أن روح الكون هناك

تحيا وتموت هناك

بين البكريّ والأمويّ ** تتنفس الأرضُ

وتُكملُ في الخفاء دورتها

تنامُ بعين.. عند الفجر

وبعين تصحو.

 

2

في الخارج صخَب

كم أشعُرُ بالوحدة

كم أشعرُ أني منفَصِلٌ عن هذا

وأن الأضواء الصفراء في شوارع المدينة لا تعنيني

ولا وجوه الأطفال

رماها الصقيع كزهر أبيضٍ

أنا لستُ أنا

أنا ذاك الذي أفلت من عقل الكون صغيرًا

وعادَ صغيرًا.

 

3

أهرب من وجهِ دمشقِ

إلى وجهي

كَسَبيٍّ فاجأه الليل وحيدًا في البادية الشرقية

كسبي ضلّ طريقًا

فاقتصت منه سماءٌ أصابعه العشرة

وسَمَلَت عينيه.

*

 

أهربُ من وجه دمشق

فيأتي الليل ثقيلًا

كعربة ملكية

تدهسُ كل الجمهور الورقي

ثقيلًا

ككحل امرأة سالَ

وتحجّر

*

 

وأقول: هذي دمشق في الليل الأخير

تنامُ كأم تُرضع أبناءها لبنًا

حلو المذاق

وحين تغفو للحظات

يميلُ الصدرُ

يدفنهم أحياء.

 

4

يأتي الصمتُ ثقيلًا

كريح قطبي في نافذة شتاء

أفكّر أني رأيت شيئًا كهذا في حياة أخرى

أني حين ألتفتُ جهة الحدائق العاريات

ستعودُ الحياة

ولن أراها.

*

 

وحدي في قاعة الامتحان

الممراتُ والنوافذ العالية

والبلاط الذي فقد لونهُ الأزرق

وحدي في لا وجود المدينة وجودٌ

أنا كل شيء الآن

القانون والضمير..

والخطيئة والجسد.

*

 

لا تتركني هنا وحيدًا كرمى لله

أخاف الصمت مذ كنت صغيرًا

أخاف يأتي الصمت فيراني صغيرًا في عالم أكبر

أخاف يأتي الموت في هيئة رجل حربي

أخاف أنظرُ في عينيه

في كتفيه النجميتين

أخافُ امرأة تفتح قبرًا

وتقول الطريق هنا.

*

 

شوارع عارية

ما أجمل هذا الرعب الكوني حولي

يمكنني ألتصق بعمود إنارة وأغدو خشبًا

يمكنني أبقى بلا وجود إلى الأبد

وإن رآني الرجلان بالبدلات السوداء

يا سماء

حبًّا بالله امنعيهم عني

امنعي الرجل القصير يقول: اتبعنا.

 

  • إشارات:

* ثانوية أمية إحدى ثانويات دمشق

** حمام البكري والجامع الأموي معالم في دمشق القديمة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الأشياء التي ستعيشُ أكثر منّا

التي لا تسمى