18-أبريل-2023
Getty

نسبة نجاح الحسابات الروسية الزائفة تصل إلى 99% بحسب الوثيقة الأمريكية (Getty)

تحولت روسيا، إلى لاعب بارز في مجال التلاعب والتحايل على وسائل التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، فقد أكّدت تسريبات الوثائق الأمريكية الدفاعية، أن "شبكات التضليل الإلكترونية الروسية" نجحت في تجاوز تصنيفات الأمان الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث. 

وظهر "النجاح الروسي" في من خلال إمكانية التحايل على التصنيفات الأمان، بحيث لم يتم اكتشاف إلا نسبة ضئيلة (1% فقط) من ملفات التعريف الخاصة بالحسابات المزيفة، وذلك بحسب ما أظهرته وثيقة استخباراتية مسربة على تطبيق الدردشة "ديسكورد" قامت صحيفة واشنطن بوست بنشرها والتعليق على مضمونها.

تحولت روسيا، إلى لاعب بارز في مجال التلاعب والتحايل على وسائل التواصل الاجتماعي ومحركات البحث

وتضيف الصحيفة أن، هذا "الإنجاز الروسي" وجد صداه في تعزيز الدعاية الروسية ضدّ الجيش الأوكراني من جهة كما شمل الدعاية حول "الآثار الجانبية للقاحات" من جهة ثانية، فضلًا عن الدعاية والترويج لمواقف روسيا في السياسة العالمية بشكلٍ عام.

وتخلص الوثائق المسربة إلى أن  الجهود المبذولة روسيًا على مستوى النفاذ إلى شبكات التواصل ومحركات البحث "ستعزز على الأرجح قدرة موسكو على التحكم في بيئتها المعلوماتية المحلية وتعزيز الروايات المؤيدة لروسيا في الخارج".

مع الإشارة إلى أن الوثيقة المسربة تؤكّد فعالية النشاط المعلوماتي الروسي على تطبيقات "تلغرام وتيك توك ويوتيوب وتويتر" أكثر من بقية التطبيقات الأخرى وفي مقدمتها تطبيق فيسبوك.

أصوات من تحت الركام

وفي التفاصيل، تؤكد إحدى الوثائق المسربة، أنّ المشغلين الروس للحسابات المزيفة يتباهون بأن الشبكات الاجتماعية لا تكتشفهم إلا بنسبة 1 في المائة فقط. 

وقد أثار هذا الزعم، قلق المسؤولين الحكوميين والخبراء داخل وخارج شركات وسائل التواصل الاجتماعي الذين اتصلت بهم صحيفة واشنطن بوست للتعليق. مع الإشارة إلى أن شركتيْ "جوجل وميتا" وشركات أخرى تحاول "وقف هذا الاختراق". 

وثيقة التقييم الأمريكي

تقدم الوثيقة المشار إليها تقييمًا صريحًا ونادرًا من قبل المخابرات الأمريكية لعمليات التضليل الروسية. وتشير الوثيقة التي تم إعدادها من قبل هيئة الأركان المشتركة والقيادة الإلكترونية الأمريكية والقيادة الأوروبية، إلى ذكاء الإشارات (signals intelligence)، والذي يتضمن التنصت، لكنها لا تستشهد بمصادر لاستنتاجاتها.

وتركز الوثيقة على مركز حوسبة البحث العلمي الرئيسي في روسيا والذي يشار إليه أيضا باسم (GlavNIVTs)والذي يدير شبكة تضليلية تعرف باسم "فابريكا" (Fabrika).

وكان المركز يعمل في أواخر عام 2022 لتحسين "فابريكا" بشكل أكبر، وكانت الشبكة ناجحة على الرغم من أن العقوبات الغربية ضد روسيا والرقابة الروسية على منصات التواصل الاجتماعي داخل البلاد قد أضافتا صعوبات.

Getty

وتقول الوثيقة الاستخباراتية إن أهداف حملات التأثير الروسية تضمنت إضعاف معنويات الأوكرانيين واستغلال الانقسامات بين الحلفاء الغربيين.

وخلصت إلى أن "الجهود ستعزز على الأرجح قدرة موسكو على التحكم في بيئتها المعلوماتية المحلية وتعزيز الروايات المؤيدة لروسيا في الخارج".

وبحسب ملخص التقييم: "تقوم برامج الروبوت بعرض المحتوى وإبداء الإعجاب والاشتراك فيه وإعادة نشره والتعامل مع عدد مرات المشاهدة لنقل المحتوى لأعلى في نتائج البحث وقوائم التوصيات". وتضيف أنه في حالات أخرى، ترسل Fabrika المحتوى مباشرة إلى المستخدمين العاديين وغير المرتابين بعد جمع تفاصيلهم مثل عناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف من قواعد البيانات.

يشار إلى أنه بعد جهود روسيا عام 2016 للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، كثفت شركات وسائل التواصل الاجتماعي من محاولاتها للتحقق من المستخدمين، بما في ذلك من خلال أرقام الهواتف. 

ولخصت وثيقة منفصلة سرية للغاية من نفس مجموعة Discord ست حملات تأثير محددة كانت قيد التشغيل أو تم التخطيط لها في وقت لاحق من هذا العام من قبل منظمة روسية جديدة تستهدف بشكل أساسي حلفاء أوكرانيا الإقليميين.

ولفتت واشنطن بوست إلى أنّ الكشف عن قدرات التضليل الروسية المحسّنة يأتي في الوقت الذي اتهم فيه مالك موقع تويتر إيلون ماسك وبعض الجمهوريين في الكونجرس الحكومة الفيدرالية بالتواطؤ مع شركات التكنولوجيا "لقمع وجهات النظر اليمينية والمستقلة من خلال رسم العديد من الحسابات على أنها محاولات روسية للتأثير الأجنبي".

في المقابل تنقل واشنطن بوست قلق موظفي Twitter من أن التسريحات التي قام بها إيلون ماسك والتعديلات التي أدخلها قد أضرت بقدرة النظام الأساسي على محاربة عمليات التأثير. حيث ازدادت الحملات الدعائية وخطاب الكراهية منذ أن استولى ماسك على الموقع في تشرين الأول/أكتوبر 2022، إلى الحد الذي مكّن حسابات روسية مضللة  من شراء شهادات التحقق الزرقاء الجديدة لماسك.

تنقل واشنطن بوست قلق موظفي Twitter من أن التسريحات التي قام بها إيلون ماسك والتعديلات التي أدخلها قد أضرت بقدرة النظام الأساسي على محاربة عمليات التأثير

يشار إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية امتنعت عن التعليق على أسئلة صحيفة واشنطن بوست بشأن الوثيقة المسربة كما لم ترد TikTok و Twitter و Telegram ، وكلها مسجلة في الوثيقة كأهداف لعمليات المعلومات الروسية، على طلب الصحيفة للتعليق.

فيما اكتفت شركة يوتيوب وجوجل بنشر بيان جاء فيه: "لدينا سجل حافل في الكشف عن الشبكات الروبوتية واتخاذ إجراءات ضدها. نحن نراقب ونحدث ضماناتنا باستمرار".